إيلاف من لندن: نعت أنباء عمّان، الوزير الأردني الأسبق ورئيس الديوان الملكي الأسبق والسياسي المفكر المثير للجدل عدنان أبو عودة.
وخلال خمسين عاما، تقلب أبو عودة في مناصب مهمة وبارز على الساحة الأردنية وكان فاعلا متفاعلا معها، وعين لتسع مرات وزيرا للإعلام والثقافة من 1970 حين كان عضوا في الحكومة العسكرية التي تشكلت حلال مصادمات الجيش الأردني وفصائل المقاومة الفلسطينية، حتى 1984.
وتسلم أبو عودة خلال تلك الفترة وتحديدا العام 1973 مهمة رئاسة الديوان الملكي الهاشمي، ولاحقا عين عضوا في مجلس الأعيان لفترات عديدة ومستشارا سياسيا للملك.

الكتاب المثير للجدل

وأصدر أبو عودة المولود العام 1933 في نابلس كتاباً العام 2017 عن مسيرته السياسية خلال الفترة التي كان فيها وزيراً، ومن خلال الكتاب وضع الكثير من الملفات الغامضة أمام القراء.
وأثار الكتاب عن الأردنيين من أصل فلسطيني، هجومًا شرسًا ضده، باعتباره من المطالبين بما وصفه بالحقوق المنقوصة، دفعه للاستقالة من منصبه كمستشار سياسي للملك.
ويرى أبو عودة أن كتابه جاء في إطار ما أسماه الدبلوماسية الوقائية، "قرأوني غلط.. وكان مفترضًا أن يعطوني جائزة على الكتاب".

هجمات وانتقادات

ومن الذين انتقدوه زميله ومدير المخابرات السابق نذير رشيد الذي اعتبره مثقفًا وذكيًا ويخدم وظيفته باحتراف وكفاءة، دون أي اعتبار للمبدأ.
واتهمه نذير رشيد بأنه "غيّر مبدأه حين استضافته قناة الجزيرة في برنامج زيارة خاصة"، وهي حلقات أثارت السخط عليه، وكان أقسى ما كتب ضده من وزير الإعلام الأسبق الذي وصفه في مقالة له ”كأنه طاووس يمشي على رؤوس أصابعه“. ووصل الأمر إلى القضاء عندما رفع أشخاص شكوى قضائية على أبو عودة بدعوى إطالة اللسان، ومثل أمام محكمة أمن الدولة.
وترى شخصية إعلامية آثرت عدم ذكر اسمها "أن الناس أساءت فهم أبو عودة.
ولد عدنان أبو عودة لأسرة بسيطة، كان والده يعمل صانع صابون ووالدته ربة منزل، أصرت على إكمال ابنها دراسته، ورفضت أن تجعله صبي في محل لتصليح السيارات.

حزب التحرير

وانتمى خلال فترة شبابه الأولى لحزب التحرير وذلك بعد صداقةٍ مع ابن مؤسس الحزب تقي الدين النبهاني، لكنه تركه سنة 1955 بعد أحداث حلف بغداد.
ثم سافر إلى بريطانيا لإكمال دراسته والتحق بالحزب الشيوعي وآمن بمبادئه، لكن سرعان ما ترك الحزب بسبب ثورة 14 تموز في العراق. وقرر أخيراً عدم الالتحاق بأي حزب لاحقاً.
وانتقل أبو عودة للكويت للعمل في مجال التدريس، ثم ملازماً بالمخابرات الأردنية بسبب علاقته القديمة مع مدير المخابرات محمد رسول الكيلاني، وعمل كمحلل سياسي فيها. وبعد أحداث أيلول سنة 1970 أصبح وزيراً للإعلام في الحكومة العسكرية التي أسست آنذاك، وكان في وقتها برتبة رائد.