ايلاف من لندن : فيما باشرت القوات العراقية الاحد بتحصينات أمنية حول محيط بغداد فقد بدأت السلطات باتخاذ اجراءات لردع مخاطر استخدام ارهابيين وخارجين على القانون للطائرات المسيرة في سماء البلاد.
واعلنت السلطات الامنية في عدد من محافظات العراق عن اجراءات لوقف مخاطر استخدام عشائر واحزاب وميليشيات اضافة الى تنظيم داعش للطائرات المسيرة التي بدأت تزدحم بها سماء مناطق عراقية.
وأشار مصدر أمني في حديث مع "ايلاف" الى ان هذه الاجراءات تأتي لردع مخاطر استخدام الطائرات المسيرة لاهداف بدأت تشكل مخاطر على السلم الاهلي . وبين ان عشائر عراقية تقوم باستخدام المسيرات في نزاعاتها حيث تقوم العشيرة برصد تحركات الاخرى المتنازعة معها بهذه الطائرات وكذلك في عمليات تهريب النفط والبضائع لرصد تحركات القوات الامنية قبل الشروع بأي عملية.
ميليشيات عراقية تستعرض في 21 نوفمبر 2021 طائرات مسيرة مصدرها ايران
كما تقوم احزاب وميليشيات باللجوء الى هذه الطائرات لزعزعة الامن وضرب اهداف دبلوماسية او عسكرية فيما يقوم تنظيم داعش ايضا باستخدامها لتتبع حركة القوات العراقية ومهاجمتها قبل الانقضاض على عناصر التنظيم اضافة الى مراقبة الاوضاع على الحدود العراقية السورية التي تمتد لمسافة 605 كيلومترات لضمان امن تحركات عناصرها هناك.
ويؤكد المصدر ان ميليشيات حركة عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله وسرايا الخراساني وكتائب سيد الشهداء تمتلك طائرات مسيرة زودتها بها ايران.
واشار الى انه في البدء تم استخدام المسيرات من قبل مصورين محترفين لتصوير المناسبات الخاصة والعامة ثم بدأت العشائر باستخدامها في نزاعاتها وكذلك الميليشيات في عملياتها لضرب اهداف معينة ثم تنظيم داعش لتتبع حركة القوات الامنية.
ومما زاد من مخاطر هذه الطائرات انها تباع في الاسواق العراقية ويصل سعر الواحدة منها الى 4 الاف دولار وبعد ان اتخذ استخدامها منحى أمنيا خطيرا فقد بدأت القوات الامنية بوضع ضوابط لبيعها واستخدامها.
ففي محافظة بابل (100 كم جنوب بغدا) بدأت قوة أمنية مشتركة بنصب أجهزة للتشويش للحد من استخدام هذه الطائرات المخالفة للضوابط.
وقالت شرطة المحافظة في بيان ان قوة مشتركة معززة بمفارز مختصة من شعبة تكنولوجيا المعلومات بدأت بتنفيذ ممارسة أمنية واسعة ضمن قاطع الكفل جنوبي المحافظة لتعزيز إجراءات الأمن ونصب أجهزة التشويش للحد من حالات إستخدام الطائرات المسيرة المخالفة للضوابط القانونية.
ومن جهتها أعلنت قيادة فرقة العباس القتالية في محافظة النجف (160 كم جنوب بغداد) عن تحريك مفارز لمعالجة الطائرات المسيّرة وذلك بناء على طلب الأجهزة الأمنية في محافظتي كربلاء والنجف.
وفي محافظة ديالى (70 كم شمال شرق بغداد) فقد أصدرت السلطات الأمنية قرارا يمنع إطلاق وتحليق الطائرات المسيرة لتصوير المناسبات الاجتماعية من دون استحصال الموافقات الأمنية.
وقال مصدر امني في المحافظة للوكالة الوطنية العراقية للانباء ان السلطات الامنية في ديالى اصدرت قرارا وفقا لثوابت مسبقة بمنع اطلاق طائرات (الدرون) كأجراء وقائي لمواجهة المخاطر على الامن في المحافظة .
وأوضح انه تم تحديد آلية لتحليق هذه المسيرات لتصوير فعاليات اجتماعية حيث يستلزم تقديم طلب مسبق الى الجهات الامنية لاخذ الموافقات الاصولية لتحليقها مع تحديد المواقع المراد تصويرها.. منوها الى انه ستكون هناك اجراءات قانونية رادعة ضد المخالفين.
ووصف المصدر هذا القرار بأنه اجراء وقائي .. مؤكدا ان القوات الامنية لديها صلاحية اسقاط الطائرة فورا باعتبارها هدفاً معادياً في حال عدم وجود موافقة أصولية من قبل الجهات الامنية لتحليقها.
تحصينات حول بغداد لمنع أي تسلل أو هجمات ارهابية
وعلى الصعيد الامني نفسه أيضا قالت قيادة عمليات بغداد اليوم الاحد انها بدأت باقامة تحصينات أمنية في محيط العاصمة بهدف إحباط أية هجمات إرهابية يشنها داعش. وأشارت الى انه "لتعزيز الأمن والاستقرار في جميع مناطق شمال العاصمة ومحيطها الأمني وتنفيذا لتوجيهات الفريق الركن قائد العمليات تواصل قيادة عمليات بغداد نهجها التعرضي لتفويت الفرصة على المجاميع الإرهابية من التوغل داخل العاصمة".
وأوضحت ان الجهد الهندسي التابع لفرقة المشاة السادسة قد نجح في القيام بعدد من التحصينات الأمنية في كتيبة استطلاع الفرقة والتل الفرنسي وداخل سجن التاجي المركزي وفتح طريق بطول (1500) متر ضمن قاطع مسؤولية لواء المشاة التاسع والخمسين".
آليات عسكرية عراقية شرعت الاحد 13 فبراير 2022 بإقامة تحصينات حول بغداد
وأضافت أن "قطعات اللواء الأول في الفرقة الأولى شرطة اتحادية وبإشراف ومتابعة العميد مدير الهندسة العسكرية في الفرقة تمكنت من تنفيذ واجب تحصين الابراج الكونكريتية الموجودة ضمن منطقة النهروان وعلى امتداد الحدود الفاصلة مع قيادة عمليات ديالى" في شمال شرق البلاد.
وبينت قيادة عمليات بغداد ان قطعات اللواء الثامن من الفرقة الثانية شرطة اتحادية واصلت عمليات البحث والتفتيش وتطهير وتنظيف البزول والبساتين وفتح الطرق وكري الأنهار في مناطق شاطئ التاجي بإسناد ومشاركة طوعية من أبناء المنطقة وأصحاب البساتين وذلك لتطهيرها ومنع تدفق عصابات داعش والمجاميع الإرهابية وحرمانهم من إنشاء مضافات وأوكار داخل تلك البساتين لتنفيذ مخططاتهم الجبانة".
يشار الى ان تنظيم داعش يحاول إعادة ترتيب صفوفه ونشاطه داخل العراق حيث تمتد عملياته الارهابية حاليا من محافظة ديالى شرق بغداد باتجاه منطقة الجزيرة وصولا إلى الحدود العراقية السورية.
وتشهد محافظة ديالى هجمات متكررة لعناصر داعش تستهدف أغلبها قوات الامن وغالباً ما تؤدي لسقوط ضحايا فيما تواصل السلطات العراقية عملياتها الأمنية في منطقة جبال حمرين الممتدة بين محافظتي ديالى (شمال شرق) وصلاح الدين (شمال غرب) لملاحقة خلايا التنظيم .
وتستغل هذه الخلايا أراضي الشريط التي تمتد في مناطق متنازع عليها بين بغداد وأربيل تتواجد فيها قوات البيشمركة الكردية وقوات الحكومة الاتحادية.
وكان العراق قد اعلن أواخر عام 2017 انتصاره على تنظيم داعش بعد طرد مسلحيه من كل المدن الرئيسية التي سيطروا عليها في عام 2014 لكنه مازال يحتفظ بخلايا مسلحة نشطت في الاشهر الاخيرة من خلال هجمات متفرقة على قوات الامن وقرى منعزلة من دون ان يتمكن من احتلال اي منطقة لحد الآن.
التعليقات