إيلاف من بيروت: الحرب الروسية على أوكرانيا مستمرة، وبضراوة. لكن، ما فاجأ جنود بوتين في الميدان الأوكراني هو التصميم الذي يظهره الأوكرانيون على المقاومة، بلا هوادة.

فالمقاتلون في أوكرانيا، أكانوا من القوات المسلحة، أو من التشكيلات القتالية الرديفة، أو حتى من الميليشيات التي تشكلت حديثاً لنصرة الجيش في مواجهة التوغل الروسي، ينتهزون كل فرصة تتاح لهم كي يكبدوا الروس خسائر فادحة. وهم يتمكنون من ذلك بسهولة، على ما يبدو.

فالحسابات الأوكرانية على منصات التواصل الاجتماعي تنشر تباعًا، على مدار الساعة صورًا لأسرى روس، يقتادهم الأوكرانيون إلى مراكز الاحتجاز بعد استسلامهم، خصوصًا في خاركيف وأوديسا، وصورًا لآليات ثقيلة هجرها الروس وولوا فرارًا، أو احترقت بنيران الصواريخ المضادة للدروع.

كما نشرت هذه الحسابات مقاطع مصورة كثيرة لعمليات استهداف الدبابات الروسية بصواريخ جافلين التي تتنادى الدول على توريدها إلى الأوكرانيين، دعمًا لهم بوجه الغزو الروسي.

أما المقاطع الأكثر تداولًا فكانت تلك التي صورتها مسيرات "بيردقدار" تركية الصنع، وهي تدك من الجو تجمعات الروس وقوفلهم وآلياتهم المختلفة.

لكن، ربما يكون الأمر الأكثر إثارة للشفقة، على الجنود الروس أنفسهم، ما كشفته حسابات كثيرة: لقد زودتهم قيادتهم العسكرية بتموين غذائي انتهت صلاحيته من ستة أعوام، في عام 2015.

إنها حرب ضروس، بلا شك. والأوكرانيون صامدون. فقد حولوا مصنع بيرة إلى مصنع لزجاجات المولوتوف. لكنهم موقنون أن صمودهم البطولي هذا لن يطول أمام القوة الروسية الكبيرة... فالصور الفضائية الأخيرة تشي بقافلة عسكرية متوجهة إلى كييف تمتد 17 ميلًا، إلا إذا صمم الغرب على الحزم بوجه بوتين، فينقذ أوكرانيا، وأوروبا، وينقذ العالم من أتون حرب قد لا تبقي شيئًا.