إيلاف من لندن: أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الاحد لدى افتتاحه للمتحف الوطني بعد اعادة تأهيله على ان من حق بلاده استعادة جميع آثارها المُهربة والمسروقة محييا يوم التسامح الوطني لمناسبة الذكرى الاولى لزيارة البابا فرنسيس للعراق.
جاء ذلك في كلمة للكاظمي خلال افتتاحه للمتحف الوطني العراقي بعد إعادة تأهيله وإجراء أعمال الصيانة على قاعاته والذي تزامن مع يوم التسامح الوطني ومرور عام على الزيارة التأريخية لقداسة البابا فرنسيس إلى العراق ولقائه في النجف بالمرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني.
وشدد الكاظمي في كلمته على حق العراق في استعادة كل الآثار العراقية التي جرى تهريبها أو سرقتها قبل عام 2003 وبعده. وأكد على دعم الحكومة اللا محدود لجميع الإجراءات الخاصة بعملية الاسترداد.
وأثنى على الجهود التي بذلتها وزارة الثقافة وبقية الجهات في الحفاظ على آثار العراق وتراثه. وأكد ضرورة مواصلة استرداد الآثار العراقية عن طريق التنسيق الدبلوماسي مع الدول.
العراق أحيا الاحد 6 آذار مارس 2022 يوم التسامح في الذكرى الاولى لزيارة البابا الى العراق حيث اعتبر الكاظمي في تغريدة ان التسامح قوة لشعب العراق (تويتر)
وافتتح الكاظمي أيضاً معرض الآثار العراقية المستردة من خمس دول هي: الولايات المتحدة الأميركية، وهولندا، واليابان، وإيطاليا، ولبنان.
وأحيا العراق الاحد ما اطلق عليه يوم التسامح والتعايش الوطني في الذكرى الاولى لزيارة الباب للعراق حيث قال الكاظمي في تغريدة على "تويتر" ان "يوم التسامح والتعايش الوطني إعادة تذكير بحقائق الوئام الاجتماعي العميق في عراق الحضارة والتنوع".
,اضاف ان "زيارة البابا فرنسيس إلى أرض الرافدين وسط ترحيب كل العراقيين وتتويج الزيارة بلقاء المرجع الأعلى السيد السيستاني، قد عكست جوهر شعب العراق وعمقه الحضاري وإنسانيته.. التسامح قوة شعبنا".
استعادة 18 الف قطعة آثارية مسروقة
يشار الى ان العراق قد نجح في استعادة حوالي 18 الف قطعة من آثاره المسروقة خلال عمليات النهب التي تعرض لها المتحف الوطني اثر دخول القوات الاميركية الى بغداد في التاسع من نيسان ابريل عام 2003 وأسقاطها للنظام العراقي السابق.
ويقول وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إن ملف استرداد الاثار المهربة تم بعمل جاد مع الجهات المعنية مبينا انه تم استرداد 17919 قطعة اثرية من الولايات المتحدة وبريطانيا وايطاليا وهولندا واليابان.
معاناة
وعانت الكنوز الأثرية العراقية من الإهمال والتدمير والنهب خلال الحروب التي عصفت بالبلاد خلال العقود الماضية ولا سيّما في المرحلة التي أعقبت الغزو الأميركي.
ووصفت منظمة اليونسكو استعادة العراق لحوالي 18 الف قطعة اثرية من تراثه المنهوب بأنها "انتصار مهم في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية". واشارت الى إن "سرقة القطع الأثرية القديمة والاتجار غير المشروع بها ما زال مصدر تمويل رئيسي للجماعات الإرهابية وغيرها من منظمات الجريمة المنظمة".
وأضافت أنه عندما سيطر داعش على أجزاء كبيرة من العراق وسوريا خلال الفترة من 2014 وحتى 2019 تعرضت المواقع الأثرية والمتاحف العراقية للنهب بشكل منهجي.
وقدمت واشنطن 13 مليون دولار عام 2009 كمساهمة في كلفة ترميم المتحف الوطني العراقي و700 ألف دولار لترميم موقع مدينة بابل التاريخية.
أحد اشهر متاحف العالم
وقد تم انشاء المتحف الوطني العراقي عام 1926 وهو يقع في منطقة العلاوي في العاصمة بغداد وتعرض فيه حاليا مجموعات وقطع أثرية لحضارات بلاد الرافدين وكذلك الآثار الإسلامية في العراق وآثار العصور الحَجرية والتي تبلغ حوالي ربع مليون قطعة .
ويعد هذا المتحف من أقدم وأهم وأكبرالمتاحف العراقية ويأتي في المَرتبة الثانية بعد المتحف المصري من حيث التأسيس ولا يَقل عنهُ شأناً من حيث القيمة التاريخية للآثار حيث يضم حوالي ربع قطعة أثرية.
الكاظمي مستقبلا البابا فرنسيس لدى وصوله الى بغداد في السادس من آذار مارس 2021 حيث احيا العراق المناسبة في يوم التسامح والتعايش الوطني (مكتبه)
ولدى انشاء المتحف قبل حوالي القرن جمعت عالمة الاثار البريطانية غير ترود بيل آثار العراق ووضعتها في حيز صغير في مبنى السراي مر الحكومة العراقية آنذاك وفي عام 1926 وبسبب تجميع الكثير من الاثار وضيق المساحة افتتح مَبنى آخر في شارع المأمون ونَقلت إليه جميع الاثار وعينت المس بيل مديرة للمتحف.
وفي عام 1966 ولضيق المَساحة أيضا قررت الحكومة العراقية بناء مَتحف يُناسب مواصفات المتاحف العالمية ويكون في مكان مُناسب فبني المبنى الجديد في منطقة العلاوي وبسبب هذه المُناسبة سمي بالمتحف الوطني العراقي بعدما كان يعرف بمتحف بغداد للآثار.
يحتوي المُتحف على قطع أثرية ثمينة من حضارة بلاد ما بين الرافدين
وقد نُهبت أجزاء وقطع كثيرة من مجموعات المتحف الاثرية أثناء وبعد الغزو الاميركي وبعدها ساهمت الجهود الدولية في استعادة وإرجاع العديد من القطع الاثرية المسروقة.
التعليقات