طهران: أحبطت جهات أمنية إيرانية عملية تخريب ضد منشأة فوردو النووية وأوقفت "شبكة" كان أفرادها يتواصلون مع عناصر من الاستخبارات الاسرائيلية، وفق ما أفاد الاعلام الرسمي الإثنين.

وأعلنت وكالة "إرنا" للأنباء "تم توقيف شبكة كانت تعتزم القيام بعملية تخريب في منشأة فوردو النووية، من قبل جهاز الاستخبارات" التابع للحرس الثوري في الجمهورية الإسلامية.

وتقع منشأة فوردو المحصنة داخل الجبال، في وسط إيران على مسافة حوالى 180 كيلومترا جنوب طهران.

وأعلنت إيران في كانون الثاني/يناير 2021، أنها شرعت في فوردو بانتاج اليورانيوم المخصّب عند مستوى 20 بالمئة، وذلك في سياق تراجعها التدريجي عن التزاماتها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى الكبرى، ردا على انسحاب الولايات المتحدة بشكل أحادي منه في العام 2018.

وأوردت الوكالة أن "عناصر من الاستخبارات الصهيونية كانوا يحاولون التواصل مع أحد العاملين على أجهزة الطرد المركزية (المتطورة) "آي آر 6"، وقاموا بداية بتجنيد أحد جيرانه".

اغتيال علماء نوويين

ولم تقدم الوكالة الرسمية تفاصيل بشأن هوية أفراد الشبكة أو عددهم أو تاريخ توقيفهم، الا أنها أفادت أن أفرادها كانوا يعتزمون تنفيذ العملية "قبل عيد النوروز"، أي رأس السنة الجديدة في إيران وفق التقويم الهجري الشمسي، التي تبدأ في 21 آذار/مارس.

وسبق للجمهورية الإسلامية أن اتهمت عدوها اللدود اسرائيل، بالوقوف خلف عمليات تخريب واعتداءات طالت منشآتها النووية، مثل منشأة في كرج غرب طهران لتصنيع أجهزة الطرد المركزي في حزيران/يونيو 2021، ومنشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم وسط البلاد في نيسان/أبريل من العام ذاته.

كذلك، تتهم إيران اسرائيل بالوقوف خلف اغتيال أو محاولة اغتيال علماء نوويين، آخرهم محسن فخري زاده الذي قتل في تشرين الثاني/نوفمبر 2020.

وأتى الكشف عن توقيف الشبكة في وقت تسعى طهران وقوى كبرى الى إحياء اتفاق العام 2015 بشأن البرنامج النووي الإيراني. وأبرم الاتفاق بين الجمهورية الاسلامية وكل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا، الا ان واشنطن انسحبت منه أحاديا بعد ثلاثة أعوام.

وبدأت المباحثات بين إيران والاطراف التي لا تزال منضوية في الاتفاق، وبمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة، في نيسان/أبريل 2021.

وفي الآونة الأخيرة، بلغت المباحثات مرحلة "نهائية" وأكد المعنيون بها تبقي نقاط تباين قليلة قبل انجاز تفاهم. الا أن التفاوض واجه تعقيدات مستجدة، تمثلت خصوصا بطلب روسيا ضمانات أميركية بأن العقوبات الجديدة التي فرضها الغرب على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا، لن تؤثر على تعاونها الاقتصادي والعسكري مع طهران.

والجمعة، أعلن الاتحاد الأوروبي الذي يتولى تنسيق المباحثات تعليق التفاوض في فيينا "نظرا لعوامل خارجية"، مشيرا إلى أن الأطراف المعنيين سيواصلون التباحث بشأن الاتفاق.