قال مسؤول إيراني كبير إن الهجوم الصاروخي الباليستي الذي استهدف أربيل رد على هجوم إسرائيلي سابق استهدف مصنعاً إيرانياً للطائرات بدون طيار في مدينة تبريز.

إيلاف من بيروت: قال مسؤول إيراني كبير إن الهجوم الصاروخي الباليستي الذي استهدف أربيل رد على هجوم إسرائيلي سابق استهدف مصنعاً إيرانياً للطائرات بدون طيار في مدينة تبريز. وبحسب تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي"، أضاف هؤلاء أن التلميحات حول ارتباطها بالمفاوضات بشأن تشكيل الحكومة العراقية المقبلة بعيدة عن الواقع.

انفجاران في تبريز

تقع إحدى أهم القواعد الجوية التكتيكية الإيرانية في تبريز. وتضم مقرًا لطيران الجيش وسربًا من طراز F-5 ومحطة رادار. ولم يدل المسؤول الإيراني بمزيد من التفاصيل حول هجوم تبريز المزعوم، لكن ذكرت وسائل إعلام إيرانية في الأسابيع الأخيرة وقوع انفجارين كبيرين في المدينة: الأول في 4 فبراير الماضي في مبنى من ثلاثة طبقات في شرق تبريز بمنطقة يوسف أباد عباسي، وقالت السلطات المحلية في ذلك الوقت إن سبب الانفجار غير واضح وإن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا وتضررت خمسة مبان؛ والثاني في 8 مارس الجاري، وأصاب عدة مبان في منطقة أحمد آباد، ما أدى إلى جرح أربعة أشخاص، وكان السبب أيضًا غير واضح، بحسب السلطات المحلية.

سرت تكهنات في ذلك الوقت بأن تسرب غاز يكمن وراء الانفجارين. لكن صورًا نشرت في وسائل إعلام إيرانية أظهرت دمارًا واسع النطاق في الحدثين، لا يتفق مع تسرب غاز.

ضربت الصواريخ الإيرانية في أربيل قرب مبان قيد الإنشاء تابعة للقنصلية الأميركية، وهي في طور الانتقال إلى الموقع. كما تضررت قناة كوردستان 24 التلفزيونية والعديد من المنازل المجاورة. كانت جميع المباني المتضررة داخل نفس المجمع. وقالت وزارة الخارجية الأميركية الإثنين إن الهجوم الإيراني لم يكن موجهاً إلى الولايات المتحدة ولم يستهدف أياً من منشآتها في أربيل، وأن أياً من مواطنيها أو المتعاقدين معها لم يصب بأذى.

الرسالة وصلت

الضرر الأكبر أصاب فيلا كبيرة من طبقتين في مزرعة تقع في المجمع، مملوكة للشيخ باز رؤوف عبد الكريم، الرئيس التنفيذي لمجموعة "كار" التي تركز بشكل أساسي على مشاريع الطاقة. مقرها الرئيسي في أربيل، ولها مكاتب في تركيا والأردن ودولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة. زبحسب "ميدل إيست آي"، يقول مسؤولون عراقيون إن الشركة مملوكة لعائلة مسعود بارزاني، الرئيس السابق لكردستان العراق، ووالد رئيس الوزراء الحالي للإقليم وعم رئيسه. لكن الحرس الثوري، الذي اعترف بمسؤوليته عن الهجوم، قال إن المواقع المستهدفة بالهجوم "استخدمها الموساد لإدارة وإطلاق عمليات تستهدف الأمن القومي الإيراني"، من دون أن يظهر أي دليل يدعم هذه الرواية. ونفى المسؤولون الأميركيون هذا الادعاء.

ونسب الموقع إلى مسؤول أميركي في العراق قوله: "تقع الفيلا المستهدفة في نفس مجمع القنصلية الأميركية الجديدة، والتي لا تزال قيد الإنشاء، وهي موقع مفتوح يسهل مراقبته، ولا يزال موقع قيد التشييد يتواجد فيه العشرات من عمال البناء". أضاف: " الغموض الشديد يكتنف هذه القضية. ليس واضحاً ما إذا كان الحرس الثوري الإيراني قد أخطأ الهدف، أو ما إذا كان الهدف هو إرسال رسالة". وإذ يرجح هذا المسؤول الفرضية الثانية، يقول: "الرسالة وصلت".

في المقابل، قال مسؤولون إيرانيون وقادة فصائل عراقية مدعومة من إيران ومسؤولون عراقيون مقربون من طهران لموقع "ميدل إيست آي" إن هجوم أربيل لم يكن تعسفيًا ولا عاطفيًا. فعلى الرغم من معرفتهم مسبقاً بأن في الموقع مقر للموساد، تأجل الرد على هجوم تبريز بسبب التقدم الإيجابي في محادثات فيينا. إلا أن هذه المحادثات توقفت الجمعة بعد مطالب روسية جديدة، ومصادرة الولايات المتحدة شحنات النفط الإيرانية، وتغيير واشنطن مواقفها. ونسب الموقع إلى مسؤول إيراني قوله: "الحرس الثوري الإيراني غير مقتنع بجدوى هذه المفاوضات أو بجدية الأميركيين في منخ إيران ما تريده".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "ميدل إيست آي"