إيلاف من لندن: أعلنت الحكومة البريطانية أن زيارة رئيس الوزراء للإمارات والسعودية، اليوم الأربعاء، جزء من جهود المملكة المتحدة لضمان تنسيق العمل الدولي حيال اجتياح روسيا غير القانوني لأوكرانيا.
وفي الزيارة التي مدتها يوما واحدا سوف يجتمع بوريس جونسون بالشيخ محمد بن زايد ولي العهد في أبو ظبي والأمير محمد بن سلمان ولي العهد في الرياض، لإجراء محادثات حول الطاقة وأمن المنطقة والإغاثة الإنسانية، بينما يسعى إلى حشد العمل العالمي استجابة للأزمة في أوكرانيا.
أمن الطاقة
وسيناقش رئيس الوزراء كذلك أمن الطاقة في المنطقة، بينما تؤكد مجموعة الفنار السعودية استثماراً قدره مليار جنيه إسترليني في مشروع وقود الطيران الصديقة للبيئة في تيسايد.
وقال بيان بريطاني، أن رئيس الوزراء سوف يتناول في محادثاته أهمية عمل الحلفاء معا لزيادة الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية على نظام الرئيس بوتين، وتخفيف التداعيات العالمية للصراع.
ومن المتوقع أن يبحث الزعماء الجهود المبذولة لتحسين أمن الطاقة وتخفيف التقلبات في أسعار الطاقة والغذاء، والتي أثرت على الشركات والمستهلكين في المملكة المتحدة، وكذلك على استقرار المنطقة في الشرق الأوسط. وإضافة إلى اتخاذ تدابير إضافية لزيادة إنتاج النفط، ينصب تركيز رئيس الوزراء على تنويع إمدادات الطاقة للمملكة المتحدة، والعمل مع الشركاء الدوليين للتوسع في مصادر الطاقة المتجددة.
خفض الانبعاثات
وتعتبر السعودية، ثالث أكبر مورد للديزل للمملكة المتحدة، لكنها التزمت كذلك قبل قمة العمل المناخي 26 بخفض الانبعاثات إلى الصفر بحلول سنة 2060، ولديها استثمارات كبيرة في التكنولوجيا الخضراء في السعودية وفي المملكة المتحدة.
وخلال زيارة رئيس الوزراء إلى السعودية، سوف تؤكد مجموعة الفنار السعودية استثمارات جديدة بقيمة مليار جنيه إسترليني في مشروع لايتهاوس للوقود الصديق للبيئة في تيسايد، حيث تسعى لتكون أول شركة تنتج وقود الطيران المستدام على نطاق واسع من النفايات في المملكة المتحدة. من المتوقع أن يوفر هذا المشروع أكثر من 700 فرصة عمل خلال مرحلة تأسيسه التي تبدأ في السنة القادمة، ونحو 240 وظيفة دائمة بمجرد بدء تشغيله بالكامل. إن لوقود الطيران الذي مصدره النبات إمكانية أن تكون انبعاثاته الدفئية أقل بنسبة تقل 80% مقارنة بالوقود الأحفوري.
هجوم روسيا
وقال رئيس الوزراء، بوريس جونسون قبيل مغادرته: الهجوم الوحشي الذي شنه الرئيس بوتين دون سابق استفزاز على أوكرانيا ستكون له عواقب واسعة في العالم تمتد إلى خارج حدود أوروبا.
وأضاف: تسعى المملكة المتحدة إلى تأسيس تحالف دولي للتعامل مع الواقع الجديد الذي يواجهنا. فلا بد للعالم أن يوقف اعتماده على الهيدروكربونات الروسية وحرمان بوتين من إدمانه على النفط والغاز.
وقال جونسون: المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة شريكتان دوليتان أساسيتان في تلك الجهود. وسوف نعمل معهما لضمان أمن المنطقة، ودعم جهود الإغاثة الإنسانية، وتحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية على المدى الأطول.
وأضاف إن التمويل المعلن عنه اليوم يأتي بعد التزام آخر في السنة الماضية من سابك السعودية باستثمار 850 مليون جنيه إسترليني لإعادة فتح منشأة "تكسير" الهيدروكربون في ويلتون، وخفض انبعاثات الكربون في عملياتها في شمال شرق إنكلترا.
زيارة مركز سابك
ومن المتوقع أن يزور رئيس الوزراء مركز الإبداع التابع لسابك في الرياض، ويلتقي ممثلين عن مجموعة الفنار. ومن خلال شراكة الاستثمار السيادي البريطانية، تستثمر الإمارات بالفعل منذ سنة 2021 أكثر من 3 مليارات جنيه في قطاعات علوم الحياة والتكنولوجيا والبنية التحتية في المملكة المتحدة – إلى جانب استثمار يبلغ عدة مليارات جنيه من بريتيش بتروليوم وأدنوك في مراكز إنتاج الهيدروجين النظيف.
وسوف يبحث رئيس الوزراء كذلك الأولويات الاستراتيجية المشتركة مع الزعيمين في الإمارات والسعودية، بما في ذلك الوضع في إيران واليمن، وزيادة التعاون الأمني، وتعزيز التجارة والاستثمار، ودعم حقوق الإنسان والمجتمع المدني.
التعليقات