إيلاف من لندن: تعهدت المملكة المتحدة بتقديم مساعدات عاجلة لإغاثة الملايين الذين يواجهون المجاعة في اليمن، تزامنا مع تقرير جديد أشار إلى أن الأزمة اليمنية هي في أسوأ حال لها على الإطلاق.

مع الإعلان عن حزمة المساعدات الجديدة، دعت وزيرة شؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية البريطانية أماندا ميلينغ إلى تحرك دولي لمواجهة الأزمة في اليمن.

من شأن التمويل الجديد أن يساعد الملايين من الناس في تلبية احتياجاتهم من الغذاء والرعاية الصحية التي هم بأمس الحاجة إليها. وتعد المملكة المتحدة من أكبر الجهات المانحة استجابة للأزمة في اليمن، حيث التزمت بتقديم أكثر من مليار جنيه إسترليني من المساعدات منذ اندلاع الصراع في سنة 2015.

إلى ذلك، وحثت المملكة المتحدة جميع الأطراف على تكثيف الجهود وبذل المزيد لضمان وصول المساعدات إلى من هم في أشد حاجة إليها.

توقعات كئيبة

ورد في تقرير جديد أن الأزمة هناك هي في أسوأ حال لها منذ بدء الصراع. حيث يواجه ما يقرب من ربع السكان خطر المجاعة، كما أن التوقعات تبدو كئيبة نظراً لأن اليمن يستورد ما يقرب من نصف احتياجاته الغذائية من أوكرانيا وروسيا.

في حديثها في مؤتمر الأمم المتحدة للتعهدات الإنسانية، حثّت الوزيرة ميلينغ المجتمع الدولي على تعزيز جهوده، والتعهد بتقديم الأموال، ودعم عملية السلام.

ما أعلنته الوزيرة عن تقديم ما لا يقل عن 88 مليون جنيه إسترليني من المساعدات البريطانية الجديدة سوف يساهم في توفير الغذاء لحوالي 200,000 شخص على الأقل كل شهر، وتوفير الرعاية الصحية الأولية لنحو 800,000 امرأة وطفل، وعلاج 85,000 طفل ممّن يعانون من سوء تغذية حاد.

مسح جديد

يُظهر المسح الجديد الذي أجري بموجب التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن الأزمة الإنسانية قد تفاقمت منذ العام الماضي، حيث يعيش الآن 31,000 شخص في ظروف أشبه بالمجاعة، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم خمسة أضعاف خلال عام 2022 ليصل إلى 161,000 شخص.

في هذه السّنة، سوف يواجه 19 مليون شخص في اليمن خطر الموت جوعا، أو المكابدة حتى يتمكّنوا من الحصول على ما يكفي من القوت لإطعام أسرهم في غمرة استمرار الصراع.

ظلت المملكة المتحدة عبر السنين تدق ناقوس الخطر بشأن اليمن، وبادرت إلى الالتزام بتقديم أكثر من مليار جنيه إسترليني من المساعدات البريطانية منذ اندلاع الصراع في 2015. والمملكة المتحدة تقود الجهود بشأن اليمن في مجلس الأمن الدولي، وتدعم جاهدةً ما يعكف عليه المبعوث الخاص هانس غروندبيرغ من جهود لبلورة خطة سلام من أجل إنهاء الصراع وبمشاركة كل الأطياف اليمنية.

كلام ميلينغ

قالت وزيرة شؤون آسيا والشرق الأوسط، أماندا ميلينغ: "تقع على عاتقنا جميعا مسؤولية مساعدة الملايين من الناس في اليمن الذين هم في أمس الحاجة للمساعدة".

أضافت: "تواجه فرق الإغاثة الإنسانية التي تعمل بلا كلل على الخطوط الأمامية من هذه الأزمة تحديات هائلة. فالوضع الأمني آخذٌ في التدهور. والإصابات بين المدنيين تتزايد. وأصبحت أسعار المواد الغذائية أعلى من أي وقت مضى، علماً بأن الحرب في أوكرانيا ألقت بظلالها الثقيلة على أسعار المواد الغذائية ومدى توفرها.

قالت: "وسوف تواصل المملكة المتحدة القيام بدورها في الاستجابة لهذه الأزمة. وهنا أدعو جميع الأطراف إلى العمل معاً ودعم المبعوث الخاص للأمم المتحدة في بلورة خطة لتسوية سياسية تشمل الجميع. إذ إن من الأهمية بمكان لشعب اليمن هذه السنة، وأكثر من أي وقت مضى، أن تغتنم جميع الأطراف هذه الفرصة لتحقيق السلام."

حملة تمويل

اشارت الوزيرة ميلينغ إلى أنه سبق تفادي حدوث مجاعة في اليمن في 2019 من خلال حملة تمويل دولية ضمنت قدرة وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية على توفير الغذاء والدعم لمن هم في أمس الحاجة إليه. منذ ذلك الحين، انخفض التمويل العالمي لليمن بشكل كبير. ومع زيادة عدد الأفراد المحتاجين إلى المساعدة بنسبة 13% منذ عام 2021، وجّهت الوزيرة ميلينغ الشكر إلى كل من استجاب بسخاء لنداء الأمم المتحدة هذه السنة لجمع 4.27 مليار دولار.

أكدت وزيرة الشرق الأوسط، أن معالجة هذه الأزمة تمثل أولوية لكلّ من وزيرة الخارجية ليز تراس، وأول مبعوث بريطاني خاص للشؤون الإنسانية ومنع المجاعة، نِك داير. ومنذ تعيينه، التقى السيد داير بالمانحين والشركاء لمناقشة كيفية معالجة الجوع المدقع في البلدان المحتاجة للمساعدة، بما فيها اليمن.