إيلاف من الرباط:عبر اتحاد كتاب المغرب، أمس، عن "أسفه واستنكاره" لقرار وزير الشباب والثقافة والتواصل، سحب جائزة المغرب للكتاب بموجب رسالة موجهة إلى 9 فائزين مناصفة.
وقال الاتحاد إن القرار "لا سند قانوني له، ولا حق للوزير في اتخاذه، وهو ما يجعل منه قرارا جائرا ومتهافتا، وسابقة خطيرة تمس بكرامة الجسم الثقافي والإبداعي المغربي، وتسيء لسمعة الجائزة، ولقرارات لجانها، ولصورة بلادنا وإشعاعها الثقافي".
وشدد الاتحاد على أنه تلقى القرار "باستغراب شديد"، مشيرا إلى أن جائزة المغرب للكتاب "ظلت، منذ إحداثها، محتفظة بقيمتها التاريخية والاعتبارية والرمزية، بالنظر إلى كونها جائزة تمنح باسم الدولة المغربية، وليس باسم الوزارة الوصية، وهو ما جعل المشرع يحصنها بمرسوم، ينظم مساطرها ولجانها، ويصون مصداقيتها واستقلاليتها، بعيدا عن أية وصاية مباشرة على نتائجها، من قبل أية سلطة حكومية كانت؛ إذ يعود الاختصاص في ذلك، فقط للجان الجائزة ولرئيسها".
وأشار بيان تلقت "إيلاف المغرب" نسخة منه،إلى أن اتحاد كتاب المغرب، عرف، منذ تأسيسه، بمواقفه ومبادئه الثابتة،وبدفاعه المستميث عن الكتاب المغاربة،وعن حقوقهم الثقافية والمادية ومكانتهم الاعتبارية، لافتا إلى أن القرار الوزاري جاء"في وقت كنا ننتظر فيه من الوزير المعني، النهوض بأوضاع الكتاب والمبدعين والفنانين، في سياق تحتفي فيه بلادنا بالرباط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي،وعاصمة للثقافة الإفريقية، فيما تتهيأ عاصمة الثقافة المغربية لاستضافة الدورة المقبلة لمعرض الكتاب والنشر، لكن، للأسف الشديد، بطعم الفضيحة، وتبخيس قيمة الكتاب، وإهانة الكتاب".
وختم الاتحاد بيانه بدعوة الوزير إلى "التعجيل بالتراجع عن قراره غير الموفق، والاعتذار للفائزين بالجائزة وللكتاب المغاربة، جراء ما طالهم جميعا من إهانة، ومس بكرامتهم وبحضورهم الرمزي، والعمل، بالتالي، على مراجعة النصوص التنظيمية لجائزة المغرب للكتاب، وتحصينها، ضمانا لاستقلاليتها، وصونا لمصداقيتها".
وكانت وزارة الثقافة قد قررت، في سابقة في تاريخ جائزة المغرب للكتاب، سحب هذه الجائزة برسم دورة 2021 لأعمال تسعة كتاب، هم يحيى اليحياوي وإدريس مقبول ويحيى بن الوليد وأحمد بوحسن والطيب أمكرود ومحمد الجرطي ومحمد علي الرباوي وحسن أوبراهيم أموري وبوبكر بوهادي.
وأوضحت الوزارة، في بيان لها، أن القرار جاء تبعا لرسالة من الكتاب المعنيين، طلبوا فيها "تمكينهم من المبلغ الكامل للجائزة" التي حصلوا عليها مناصفة، انطلاقا من تأويلهم للمادة 13 من المرسوم المنظم للجائزة".
وعبرت الوزارة عن "أسفها لاختزال كل دلالات الجائزة في قيمتها المادية"، مشيرة إلى أن مبدأ المناصفة "معمول به عالميا ويقوم على اقتسام مبلغ الجائزة بين الفائزين بالمناصفة"، مشيرة إلى أنها "لم تدخر جهدا في الرفع من مبلغ مكونات الجائزة وإضافة أصناف أخرى إليها".
وأضافت الوزارة في بيانها أنها بقدر ما ستواصل هذا المسار "حسب ما تسمح به الإمكانيات"، فإنها بالمقابل "لن تقبل المساس بالاعتبار المكفول لأول وأعرق جائزة مغربية في مجال الكتاب".
وتطرق بيان الوزارة إلى ما تمثله هذه الجائزة التي تجاوز تاريخها "نصف قرن من الإشعاع المبني على استحضار جوانبها الاعتبارية ومكانتها المعنوية التي توجت، بتقدير واعتزاز، كبار المفكرين والمبدعين والمؤلفين المغاربة في مختلف أصناف المعرفة، وأسندت مهامها الشاقة في دراسة وتقييم الأعمال المرشحة للجان تداول على رئاستها وعضويتها خيرة المثقفات والمثقفين المغاربة".
وكانت نتائج دورة 2021، المعنية بقرار الوزارة، قد أسفرت، بعد قراءة وتقييم الكتب المرشحة للجائزة التي تتوزع على تسعة أصناف، هي السرد (رواية، قصة، مسرحية)، والشعر، والإبداع الأدبي الأمازيغي (الأعمال الشعرية والروائية والمسرحية والقصصية)، والكتاب الموجه للطفل والشباب، والعلوم الإنسانية، والعلوم الاجتماعية، والدراسات الأدبية والفنية واللغوية، والدراسات في مجال الثقافة الأمازيغية، والترجمة، عن فوز أعمال 13 كاتبا في 8 أصناف، بينما قررت لجنة التحكيم حجب جائزة الكتاب الموجه للطفل والشباب.
وضمت لائحة الفائزين محمد علي الرباوي عن مجموعته "رياحين الألم" (الجزء الرابع) بجائزة الشعر (مناصفة) مع رشيد المومني عن ديوانه "من أي شيء". فيما فاز بجائزة السرد إسماعيل غزالي عن روايته "قطط مدينة الأرخبيل"، وبجائزة العلوم الإنسانية (مناصفة) بوبكر بوهادي عن كتابه "المغرب والحرب الأهلية الإسبانية 1936 – 1939"، ويحيى اليحياوي عن كتابه "بيئة المعطيات الرقمية". وفاز بجائزة العلوم الاجتماعية (مناصفة) يحيى بن الوليد عن كتابه "أين هم المثقفون العرب؟ سياقات وتجليات"، وإدريس مقبول عن كتابه "الإنسان والعمران واللسان، رسالة في تدهور الأنساق في المدينة العربية"، فيما فاز بجائزة الدراسات الأدبية والفنية واللغوية نزار التجديتي عن كتابه "الناظم السردي في السيرة وبناتها: دراسات فيما وراء العيان والخبر"، وبجائزة الترجمة (مناصفة) أحمد بوحسن عن ترجمته لكتاب "مغامرات ابن بطوطة: الرحالة المسلم في القرن الرابع عشر الميلادي" ومحمد الجرطي عن ترجمته لكتاب "نهاية الحداثة اليهودية: تاريخ انعطاف محافظ"، وبجائزة الدراسات في مجال الثقافة الأمازيغية خالد أنصار عن كتابه "الأصوات الصفيرية في الأمازيغية". فيما فاز بجائزة الإبداع الأدبي الأمازيغي (مناصفة) حسن أوبراهيم أموري عن روايته "تيتبيرين تيحرضاض" (الحمامات العاريات) والطيب أمكرود عن ديوانه "أروكال" (جمر تحت الرماد).















التعليقات