رفع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب دعوى قضائية ضد هيلاري كلينتون وعدد من الديمقراطيين الآخرين، متهماً إياهم بمحاولة التلاعب بالانتخابات الرئاسية لعام 2016 من خلال ربط حملته بروسيا.

وكان ترامب قد فاز على كلينتون في انتخابات 2016، لكنه يقاضيها بـ "الابتزاز" وادعاءات أخرى، في إطار ما وصفه بـ "المؤامرة التي لا يمكن تصورها" لتقويض حملته.

وقد واجهت حملة ترامب ادعاءات بترتيب عملية انتقال السلطة بالتآمر مع جواسيس روس بهدف التأثير على الانتخابات لصالحه.

وخلص تقرير نشرته لجنة من مجلس الشيوخ الأمريكي الذي يقوده الجمهوريون في 2020 إلى أن روسيا استخدمت ناشطاً سياسياً جمهورياً هو بول مانافورت وموقع "ويكيليكس" في محاولة لمساعدة ترامب على الفوز بالانتخابات. وتنفي موسكو أي تورط لها في الأمر.

وذكر التقرير بأنه لم يعثر على أي أدلة حول وجود مؤامرة، ولكنه أورد أمثلة عن احتمال قيام الرئيس السابق بإعاقة سير العدالة.

وتقول الدعوى القضائية التي رفعها ترامب إنه "في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية في 2016، عملت السيدة كلينتون ومساعدوها على تدبير مؤامرة لا يمكن تصورها- مؤامرة تصدم الضمير وتعتبر إهانة لديمقراطية هذه الأمة".

ويضيف نص الاتهام أن "المتهمين الذين تصرفوا في تنسيق بينهم تآمروا بشكل ضار على نسج رواية كاذبة مفادها أن خصمهم الجمهوري، دونالد جي ترامب، كان يتواطأ مع دولة أجنبية معادية".

لم تعلق المرشحة الديمقراطية السابقة للرئاسة الأمريكية حتى الآن على الدعوى القضائية، التي تسعى للحصول على تعويضات مادية وتأديبية. وقال ترامب إنه اضطر لتحمل نفقات تجاوزت 24 مليون دولار.

ووردت أسماء أشخاص آخرين في الدعوى، من بينهم الرئيسة السابقة للجنة الوطنية الديمقراطية ديبي وازرمان شولتز، والمدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) جيمس كومي والمستشار السياسي الديمقراطي جون بوديستا.

وأسفر التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات عن تحقيق طويل استمر عامين برئاسة المحقق الخاص روبرت موللر.

لم ينته موللر إلى أن ترامب أو حملته الانتخابية تواطأت مع روسيا، لكن المحقق الخاص قال إن تقريره لا يُبرئ ساحة الرئيس من إعاقة سير العدالة.

فقد ذكر في تقريره أن "الحكومة الروسية تصورت أن بإمكانها الاستفادة من وجود ترامب في الرئاسة وعملت على تأمين تلك النتيجة، وبأن الحملة الانتخابية لترامب توقعت أنها ستستفيد انتخابياً من معلومات سُرقت ونُشرت عبر جهود روسية".


مغامرة محسومة سلفاً

تحليل

بقلم: أنتوني زيركر

مراسل بي بي سي لشؤون أمريكا الشمالية

ادعى دونالد ترامب مراراً وتكراراً وجود مؤامرة ديمقراطية لتقويض رئاسته من خلال الإيحاء بوجود صلات شائنة لحملته بروسيا. والآن يترجم محاموه أقواله إلى أفعال.

إن الدعوى القضائية- ضد أفراد في حملة كلينتون ومسؤولين كبار في مكتب التحقيقات الفيدرالي- هي مغامرة محسومة سلفاً، ويعود ذلك في جانب منه إلى توفر أدلة كافية على وجود صلات بين حملة ترامب وعملاء روس كما توثق ذلك من خلال تحقيق المحقق الخاص روبرت موللر والتقرير الصادر عن لجنة الاستخبارات المؤلفة من الحزبين في مجلس الشيوخ الأمريكي.

وتتضمن الأدلة الاجتماع الذي حصل في 2016 في برج ترامب بين موظفين كبار في الحملة ومواطنين روس والاتصالات التي أجراها مدير حملة ترامب بول مانافورت مع شخص يشتبه بأنه عميل استخبارات روسية. وبينما لم يؤدِّ ذلك إلى توجيه اتهامات بتعاون جنائي بين فريق ترامب وروسيا، إلا أن ذلك من شأنه تقويض مزاعم ترامب بأن فريق كلينتون اختلق الصلات الروسية بحملة ترامب من الخيال.

إن الفوز في المحكمة قد يكون مستبعداً، لكن ترامب قد يروج القضية نفسها لمناصريه باعتبارها دليلاً على أنه يرد الصاع صاعين لمتهميه. وإذا رفضت القضية في نهاية المطاف، فإنها ستُذكر على أنها دلالة على أن المؤسسة الرسمية ما تزال تطارده.