عاني الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش من أعراض تشبه محاولة تسميم خلال محادثات في كييف، بحسب مصادر مقربة منه.

وعاني مالك نادي تشيلسي، الذي تعافى حاليا، من التهاب العينين وتقشر الجلد، بحسب تقارير.

ويعتقد أن اثنين من المفاوضين الأوكرانيين قد أصيبا أيضا.

وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، فإن محاولة التسميم المزعومة نفذها متشددون روس رغبوا في إفساد المحادثات.

وأضافت الصحيفة أن حالة أبراموفيتش والمفاوضين الأوكرانيين تحسنت بعد الحادث الذي وقع في 3 مارس/آذار الجاري.

وذكر مصدر مقرب من أبراموفيتش لبي بي سي أنه عانى من أعراض يشتبه في كونها تسمما. وقال المصدر أنه تعافى الآن وواصل المفاوضات في محاولة لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وقال عضو البرلمان الأوكرني روستيم أوميروف، الذي أفادت تقارير بأنه عانى من أعراض مماثلة، في وقت سابق من يوم الاثنين، إنه في حالة جيدة. وحث الناس على عدم تصديق المعلومات "غير الموثقة".

وسافر أبراموفيتش بين موسكو وكييف من أجل جولات عديدة من المفاوضات مطلع الشهر الحالي.

والتقى الملياردير الروسي بالرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، خلال رحلته. ولكن زيلينسكي لم يتأثر بأي أعراض، وقال المتحدث باسمه إنه ليس لديه أي معلومة عن الحادث.

وقالت مجموعة بيلينغ كات، المتخصصة في الصحافة الاستقصائية، إن أبراموفيتش والمفاوضين عانوا من أعراض "تحدث جراء التسمم بمواد كيميائية".

وشملت الأعراض، بحسب بيلينغ كات، التهاب العين والجلد وألم حاد في العين.

وشوهد رجل الأعمال بعد ذلك في أماكن عامة، ومنها مطار تل أبيب في 14 مارس/آذار الحالي.

ويوم الأحد، قال زيلينسكي إن أبراموفيتش عرض عليه المساعدة في وقف تصعيد الغزو الروسي لأوكرانيا.

وتسلط هذه الواقعة الضوء على دور أبراموفيتش في محاولات السلام بين روسيا وأوكرانيا، ولكن دوره غير معروف طبيعته.

وفي وقت سابق، قال متحدث باسم الأوليغارشي الروسي إنه كان يلعب دورا "محدودا" في محاولة "الوصول لحل سلمي" بين الدولتين.

رومان أبراموفيتش
Reuters
شوهد أبراموفيتش في مطار تل أبيب بعد عشرة أيام من حادث التسميم المزمع

وعاقبت الحكومة البريطانية أبراموفيتش، مطلع هذا الشهر، بسبب صلاته المزعومة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما ينفيه.

ولكن رئيس أوكرانيا طالب واشنطن، بحسب تقارير، بأن توقف معاقبة أبراموفيتش، إذ دفع بأن الرجل قد يلعب دورا في التوصل إلى اتفاق سلام مع موسكو.

وذكر الكرملين أن أبراموفيتش لعب دورا مبكرا في محادثات السلام، ولكن العملية الآن أصبحت مسؤولية فريقي المفاوضات بالبلدين.

ومن المرتقب أن يجتمع الطرفان في إسطنبول، هذا الثلاثاء، في محادثات وجها لوجه للمرة الأولى منذ أسبوعين.


تحليل: فرانك غاردنر - محرر الشؤون الأمنية

مساء الثالث من مارس/آذار، التقى رومان أبراموفيتش ومفاوضو السلام الأوكرانيون في كييف، وما حدث بعد ذلك غامض للغاية.

ففي وقت لاحق في تلك الليلة، عانى ثلاثة منهم من أعراض تسمم، بحسب ما جاء في موقع بيلينغ كات الاستقصائي.

وأصيبوا بالتهاب الجلد وتهيج العيون وألم شديد خلف العينين، وهي الأعراض التي استمرت طوال الليل.

ولم يأكل أي منهم، وفقا لبيلنغ كات، أي شيء أكثر من الشوكولاتة والماء.

وقد درس متخصصو الأسلحة الكيماوية هذه القضية، وخلصوا إلى أنهم يعتقدون أنها كانت مقصودة.

لكن ليس لدينا فكرة عمن فعل ذلك، ولا يوجد أي إعلان عن المسؤولية.

وكما هو متوقع، تساءل الناس عما إذا كان جهاز المخابرات العسكرية الروسية يقف وراء هذا الحادث.

ولا توجد كلمة من روسيا ولا دليل على من يقف وراءها.

شخص ما، على ما يبدو، أراد إرسال تحذير لأولئك المشاركين في محادثات السلام.

فلم تكن هذه جرعة قاتلة، لقد كان تحذيرًا.