بني براك (اسرائيل): يعبّر إسرائيليون عن صدمة وأسف بعد هجوم وصفه أحد السكان شلومو ألبرين ب"الأعنف" الذي تشهده تل أبيب وضواحيها منذ سنوات، وقد غيّر برنامجه واختار حضور جنازة الضحايا على التوجّه إلى المعهد الديني.

من شقته في بني براك سمع الرجل اليهودي المتشدد رشقات نارية ليل الثلاثاء ، ثم خرج ورأى جثة جاره في السيارة حيث أصيب برصاصة ،وراى رجلين ميتين في مقهى كان يجتمع فيه عمال بناء أوكرانيون.

قال ألبرين"إنه أمر مؤلم إنهم جيراننا ، لقد فقد جاري حياته من أجل لا شيء".

واكدت الشرطة والسفارة الاوكرانية في إسرائيل مقتل مواطنين أوكرانيين الأربعاء. أحدهما( 23 عاما) والثاني (32 عاما) وصلا إسرائيل في وقت سابق ولم يكونا من ضمن لاجئي الحرب الذين استقبلتهم إسرائيل.

ولم تستطع ميكيللا أورسولان(25عاما) وهي أوكرانية أن تتمالك نفسها وتكتم دموعها في شقتها في بني براك حزنا على صديقها الذي قتل في هجوم بني براك.

وفي شقتها في بني براك اضاءت شمعة في مطبخها تخليداً لذكرى صديقها وقالت "كنا نتحدث مع بعضنا البعض كل يوم"، فيما كانت تنظر إلى صورة صديقها وهو يصطاد في بحيرة طبريا (شمال).

وبينما امتلأت شوارع المدينة بالسكان والزوار ، بقيت الشابة مرتدية ثياب النوم في المنزل.

لم تكشف السلطات عن هوية الضحايا الأوكرانيين ، لكن ميكيللا تقول أنها وصلت مع صديقها إلى إسرائيل للعمل من بلدة تشيرنيفيتسي في أوكرانيا.

وقالت الشرطة ان المهاجم فلسطيني اسمه ضياء حمارشه (27 عاما )وهو من قرية يعبد باقرب من جنين شمال الضفة الغربية.

واضافت الشرطة " إنه وصل إلى شارع مركزي في بني براك مسلحًا ببندقية هجومية من طرازأم سكستين " M-16" وفتح النار على المارة قبل أن يقتله الضباط.

تم دفن الإسرائيليين الاثنين المقتولين وهما يعقوب شالوم( 36 عامًا) وأفيشاي يحزقيل ( 29 عامًا ) وكلاهما من المتيدنين المتشددين الاربعاء في مدينتهما بني براك .

وسيتم دفن الشرطي امير خوري الخميس في مدينة الناصرة وهو عربي مسيحي كان يقطن في "نوف هجليل" المقامة على اطراف مدينة الناصرة شمال.

قال ليؤور رحيمي(38عاما) إن الأوكرانيين اللذين فقدا حياتهما كانا من عمال البناء "، مشيرا إلى مقهى في الزاوية وموضحا "اعتادوا الجلوس هنا لساعات كل يوم بعد العمل" واصفا إياهم بأنهم "رجال ودودون ومتعاونون".

"خوف حقيقي"

عملية إطلاق النار في بني براك اسفرت عن مقتل اربعة مدنين وشرطي عربي اسرائيلي ،هو ثالث هجوم مميت في اسرائيل في الأسبوع الماضي.

والاحد اسفر هجوم في مدينة الخضيرة شمال البلاد بإطلاق النار عن مقتل شرطيَين إسرائيليَين ،هما شيريل أبوقرات (18 عاما) وهي مواطنة فرنسية إسرائيلية ويزن فلاح (18عاما) وهو مواطن عربي درزي اسرائيلي .

وقالت الشرطة ان منفذ الهجوم عربي اسرائيلي من مدينة ام الفحم .

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم وأن انتحاريين نفذاه.

والثلاثاء الماضي قتل شخص اعتبر من المتعاطفين مع التنظيم المتطرف أربعة إسرائيليين في هجوم نفذه عن طريق الطعن والدهس في مدينة بئر السبع الجنوبية.

والقى الهجوم في بني براك بوسط البلاد بظلاله على سكان المدينة مذكرا اياهم بالانتفاضة الفلسطينية الثانية التي اندلعت 2001-2005 مما أثار مخاوفهم من اندلاع موجة جديدة من العنف.

قالت الفنانة نيتا ليفي (37عاما) لوكالة فرانس برس في رمات غان المجاورة لبني براك "إنه أمر مخيف أن تكون في الشارع ، سأقوم بتقليل نزهاتي وسأتجنب الأماكن التي المكتظة بالناس".

واوضحت هذه الام لطفلين "بانها تجنبت إخبار اطفالها الذين تراوح أعمارهم بين سبعة اعوام واحد عشر عاما "حتى لا يخافوا".

واضافت "لا أعتقد أنه من الممكن حقًا منع الهجمات حتى لو عززنا الأمن في الشوارع".

ويؤكد شلومي روث ( 27 عامًا) من سكان بني براك" كل شيء مخيف زوجتي لا تريد جلب الأطفال إلى المدرسة (...). لقد صُدمت ، إنها المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك هنا فلم يحدث حقا منذ وقت طويل حقا".

ويضيف يوسي رايشمان وهو ساكن آخر بالمدينة "حتى الآن كان ذلك بعيدا عنا ، والآن هو بالقرب منا ، ثمة شعور بأننا لسنا محميين كما ينبغي".