نيويورك: ردت قاضية أميركية الجمعة طلباً تقدمت به قبل ثلاثة أشهر البريطانية غيلاين ماكسويل، التي دينت في نهاية سنة 2021 في نيويورك بتهمة الضلوع في عمليات إتجار جنسي بقاصرات لصالح شريك حياتها السابق الراحل جيفري إبستين، بإجراء محاكمة جديدة لإعادة النظر في قضيتها.

واعتبرت القاضية أليسون نايثان من المحكمة الفدرالية في مانهاتن أن "اقتراح المدعى عليها بإجراء محاكمة جديدة مرفوض" ، على ما ورد في فرار نشره القضاء الأميركي.

وكان احتمال إجراء محاكمة جديدة لماكسويل (60 عاماً) بمثابة خيط أمل رفيع لمن كانت سابقاً أحد وجوه مجتمع الأثرياء والنجوم العالمي، بعدما كشف أحد أعضاء هيئة محلّفي محكمة مانهاتن التي توصلت إلى إدانتها في 29 كانون الأول/ديسمبر 2021 أنه تعرض لاعتداءات جنسية في صغره.

وكان هذا المحلّف، وهو رجل يبلغ 35 عاماً يدعى سكوتي ديفيد ، صرّح بهذا الأمر لوسائل إعلام بريطانية بعد المحاكمة مباشرة، فاستدعاه القضاء النيويوركي في آذار//مارس لاستيضاح كلامه.واقرّ ديفيد خلال الجلسة بأنه نسيَ أن يذكر في ردوده على الأسئلة التي قُدمت إليه قبل اختياره ضمن الهيئة أنه سبق أن تعرّض لاعتداء جنسي خلال طفولته.

ووصف ديفيد الذي سميّ "المحلّف الرقم 50" عدم ذكره هذا التفصيل بأنه "غلطة" ولم يكن كذبة.

لكن وكلاء ماكسويل اعتبروا أن هذا المحلّف قد يكون منحازاً في الحكم على جرائم جنسية طالت فتيات قاصرات.

واعتبرت القاضية نايثان في قرارها أن "المحلّف الرقم 50 أدلى بشهادة (...) ذات صدقية خلال جلسة أعقبت المحاكمة. ومن المؤسف ولكنه ليس متعمداً أنه لم يكشف أثناء عملية اختياره للمحاكمة عن الاعتداءات الجنسية السابقة التي تعرض لها".

وأضافت نايثان في قرارها أن "المحكمة خلصت إلى أن المحلف الرقم 50 لم تكن لديه أي أحكام مسبقة تجاه المدعى عليها ويستطيع تالياً أن يكون محلفاً عادلاً ونزيهاً".

ولم يكن من المؤكد أن يصدر هذا القرار القضائي الجمعة.

مسلسل وثائقي

لكنّ وكيلة ماكسويل المحامية بوبي ستيرنهايم قدمت طلباً بصفة العجلة نهاراً إلى القاضية نايثن في شأن مسلسل وثائقي "خطر" بعنوان "غيلاين- بارتنر إن كرايم" ("غيلاين- شريكة في الجريمة") صُوّر خلال المحاكمة وبعدها، يتوقع أن يعرض في الأيام المقبلة على منصة البث التدفقي "باراماونت"التابعة لمجموعة "باراماونت غلوبل" ("فياكوم سي بي إس" سابقاً).

ويتضمن المسلسل مقابلة "في العمق" مع المحلّف سكوتي ديفيد يكشف فيها "معلومات خطيرة"، على ما ورد في رسالة المحامية والإعلان التسويقي لمنصة "باراماونت".

وطلب فريق الدفاع عن ماكسويل تالياً من القاضية "تعليق أي قرار (في شأن احتمال إجراء محاكمة جديدة) في انتظار اطلاع المحكمة (...) على المقابلة" ضمن المسلسل الوثائقي.

لكنّ القضاء الفدرالي تجاهل الأمر ورفض طلب ماكسويل إجراء محاكمة جديدة.

إدانة ماكسويل

ودينت ابنة القطب الإعلامي البريطاني السابق روبرت ماكسويل في خمس من التهم الست التي وجهت إليه، أبرزها الاتجار جنسياً بفتيات قاصرات بين 1994 و2004 لحساب الخبير المالي الأميركي الثري جيفري إبستين الذي انتحر في السجن في آب/أغسطس 2019.

وكان إبستين الذي يتمتع بشبكة علاقات اقتصادية وسياسية قوية في الولايات المتحدة وخارجها متهماً هو نفسه باغتصاب مراهقات، لكنه انتحر في السجن في آب/أغسطس 2019 ، قبل محاكمته.

وتواجه ماكسويل الحائزة الجنسيات البريطانية والأميركية والفرنسية والتي كانت شريكة حياة إبستين وتواطأت معه مدى 30 عاماً احتمال السجن عشرات السنوات، ويُنطق بالحكم عليها خلال جلسة تعقد في 28 حزيران/يونيو المقبل.

وأوقفت ماكسويل في شمال شرق الولايات المتحدة في صيف 2020، بعد عام على انتحار إبستين، وهي موجودة مذّاك في أحد سجون نيويورك.

الأمير أندرو

وفي إطار الملف الضخم للجرائم الجنسية لهذه الشبكة، توصل الأمير البريطاني أندرو، صديق إبستين وماكسويل، إلى اتفاق بالتراضي في 15 شباط/فبراير الفائت مع الأميركية فرجينيا جوفري التي كانت تتهمه بالاعتداء عليها جنسياً في 2001 عندما كانت قاصرا.

وأفادت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية أن التسوية تقضي بأن يدفع أندرو عشرة ملايين جنيه استرليني (13,1 مليون دولار) لجوفري ومليوني جنيه لجمعية خيرية لدعم ضحايا الاتجار بالجنس، في مقابل اسقاطها الدعوى عليه، وهو ما تم بالفعل في 9 آذار/مارس الفائت.

وتفادت العائلة الملكية بذلك محاكمة أمام القضاء المدنية كانت لتثير ضجة كبيرة وتسبب لها إحراجاً.

وعُثر في 19 شباط/فبراير الفائت على وكيل عارضات الأزياء السابق الفرنسي جان لوك برونيل القريب من إبستين ميتاً داخل الزنزانة التي كان مسجوناً فيها منذ نهاية 2020 في قضايا "اغتصاب قاصرات".