إسلام أباد: يواجه رئيس الوزراء الباكستاني الأحد مذكرة حجب ثقة قد تؤدي إلى سقوطه إذ يتهمه معارضوه بسوء الإدارة الاقتصادية وهفوات على صعيد السياسة الخارجية.

ويبدأ النقاش حول حجب الثقة أمام البرلمان الذي يضم 342 عضواً صباح الأحد. وقد يجرى التصويت اعتباراً من الأحد ويواجه فيه خان خطراً كبير بسبب تقلص داعميه.

فقد خسر حزب خان "حركة إنصاف"، غالبيته البرلمانية الأسبوع الماضي عندما أعلن حزب حليف له أن نوابه السبعة سيصوتون إلى جانب المعارضة.

وقد انشق أكثر من 12 نائباً من حركة إنصاف فيما قيادة الحزب تحاول منعهم عن التصويت من خلال إجراءات قضائية.

ودعا خان أنصاره إلى النزول إلى الشارع الأحد للتظاهر سلمياً احتجاجاً على ما وصفه بأنه "مؤامرة" مدبرة في الخارج لطرده من السلطة. وقال في تصريح لوسائل الإعلام الرسمية "أريدكم ان تحتجوا جميعاً من أجل باكستان حرة ومستقلة".

ووصف معارضيه بأنهم "لصوص" و "جبناء" وألمح إلى أنه لا يزال يملك ورقة في يده. ووعد السبت قائلاً "لدي خطة ليوم غد. لا تقلقوا. سأثبت لهم بأنني سأهزمهم أمام البرلمان".


أحد مؤيدي حزب تحريك إنصاف الباكستاني الحاكم يحمل لافتة خلال مسيرة لرئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في إسلام أباد في 27 مارس 2022

تأثير خارجي

وفي وقت سابق من الأسبوع الحالي اتهم الولايات المتحدة بالتدخل في الشؤون الباكستانية. وذكرت وسائل إعلام محلية أن خان تلقى تقريراً من سفير باكستان في واشنطن سجل لقاء مع موظف أميركي رفيع المستوى قال له إن علاقات البلدين ستكون أفضل في حال مغادرة رئيس الوزراء منصبه. ونفت واشنطن أن تكون قالت ذلك.

ويتهم خان (69 عاماً) الولايات المتحدة بمحاولة الاطاحة به لأنه يرفض الاصطفاف مع مواقف واشنطن حيال روسيا والصين.

ويتهمه معارضوه بسوء الإدارة الاقتصادية مع تضخم جامح وتراجع سعر صرف الروبية والدين الكاسح، وبارتكاب هفوات على صعيد السياسة الخارجية. ويواجه عمران خان نجم رياضة الكريكت سابقاً أخطر أزمة سياسة منذ انتخابه في العام 2018.

وتواجه الحكومة أيضاً تهديداً متعاظماً من حركة طالبان الباكستاني التي أعلنت الأربعاء أنها تريد شن "هجوم" على القوى الأمنية خلال شهر رمضان.

وهيمن حزبا المعارضة الرئيسيان حزب الشعب الباكستاني وحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية على الحياة السياسية لعقود مع حدوث انقلابات عسكرية إلى أن عمران خان شكل ائتلافاً بعدما وعد الناخبين باستئصال الفساد المستشري منذ عقود.

ويفيد بعض المحللين أن عمران خان خسر أيضاً دعم الجيش الحاسم مفتاح السلطة السياسية الباكستانية.

ومنذ الاستقلال في 1947 عرفت باكستان أربعة انقلابات عسكرية ناجحة وعدداً مماثلاً من المحاولات الفاشلة وقد حكم الجيش البلاد مدة ثلاثة عقود.

شهباز شريف

إذا أطيح عمران خان، فمن المرجح أن يقود الحكومة الجديدة شهباز شريف من "حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية"، وهو شقيق رئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي أطيح عام 2017 بتهم فساد مزعوم وسجن قبل إطلاق سراحه بكفالة في تشرين الأول/أكتوبر 2019 لدواع طبية.

لكن الحكومة طلبت السبت من القضاء إلغاء قرار الإفراج بكفالة عن شهباز شريف الذي يستهدفه تحقيق بتهمة غسل أموال منذ العام 2020. وينتظر صدور قرار محكمة لاهور في شرق البلاد الاثنين.

كذلك لا يستبعد أن يتولى المنصب بيلاوال بوتو زرداري من "حزب الشعب الباكستاني"، وهو نجل رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو والرئيس السابق آصف زرداري.