القدس: اندلعت صباح الخميس صدامات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين على أثر تجدد زيارات اليهود لباحة المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.

وأكد مصور وكالة فرانس برس تواجد الشرطة الإسرائيلية بشكل مكثف في الموقع الذي يشهد حالة من التوتر بين فلسطينيين وقوات الشرطة التي أطلقت الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع.

وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان إنها "صدت مثيري الشغب الذين ألقوا أشياء" مؤكدة "إصابة شرطي بجروح طفيفة". واوضحت أنها ستتعامل "بحزم وبدون تساهل" مع مثيري الشغب.

صداماتٌ عنيفة

وشهدت باحات المسجد الأقصى منذ منتصف الشهر الماضي وبالتزامن مع شهر رمضان صدامات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين على خلفية زيارة الإسرائيليين وبينهم مستوطنين لباحات المسجد إذ ينظر الفلسطينيون إلى هذه الزيارات على أنها "اقتحامات".

وأصيب في صدامات نيسان/أبريل والتي تزامنت أيضا مع عيد الفصح اليهودي، أكثر من 300 من المتظاهرين الفلسطينيين بينهم مسلمين أجانب وعرب.

والمسجد الأقصى الواقع في البلدة القديمة في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل في العام 1967، هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، بينما يسميه اليهود جبل الهيكل.

وأثارت الاشتباكات مخاوف من نشوب نزاع مسلح آخر مماثل للحرب التي استمرت 11 يومًا العام الماضي بين إسرائيل وحماس.

وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد أن الدولة العبرية "ملتزمة" المحافظة على الوضع القائم في حرم المسجد الأقصى، مشددا على أن "لا خطة لدينا لتقسيم جبل الهيكل بين الأديان".

ولطالما اتهم مسؤولون فلسطينيون وناشطون، إسرائيل، بالسعي لتقسيم الأقصى إلى قسمين يهودي ومسلم أو تقسيم أوقات الزيارة، كما هو الحال في موقع مقدس آخر في مدينة الخليل المجاورة.

وجاءت صدامات الخميس مع إحياء إسرائيل الذكرى الرابعة والسبعين لتأسيسها حسب التقويم العبري. أما الفلسطينيون فيحيون في 15 أيار/مايو، ذكرى "النكبة" التي تزامنت مع إعلان دولة اسرائيل.

ويسمح للمسلمين بالصلاة في المسجد وباحاته في كل الأوقات في حين هناك أوقات محددة لدخول اليهود والأجانب دون أداء الصلوات، لكن بعضهم يؤدي بعض الشعائر الدينية "خلسة".

حماس

في نهاية الشهر الماضي، حذّر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة يحيى السنوار من "استباحة" آلاف الكنس اليهودية في العالم، في حال تجدد "الهجوم" على المسجد وتحديدا المصلى القبلي الذي كانت القوات الإسرائيلية قد "اقتحمته" لتفريق المتظاهرين.

من جهتها، دانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت "إعادة تكرار جريمة اقتحام المسجد الأقصى واعتبرها "إعلان رسمي لحرب دينية ستشعل المنطقة برمتها".

وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الاردن في 1994، باشراف المملكة الأردنية على المقدسات الاسلامية في المدينة.