إيلاف من لندن: فيما اعلن العراق الثلاثاء عن استضافته لاكثر من ربع مليون لاجئ سوري فقد دعا الى حل لمخيمات هؤلاء اللاجين داخل بلادهم وخارجها محذرا من خطر داهم تشكله على الامن الاقليمي والدولي.

ودعا وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في كلمة لدى مشاركته في مؤتمر بروكسل السادس حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة الذي ينظمه الإتحاد الأوروبيّ في العاصمة البلجيكيَّة بروكسل بمشاركة 46 وفد دولي وتابعتها "ايلاف" الى اتخاذ خطوات سياسيَّة فعليَّة لإنهاء الأزمة السوريّة وتحقيق أهداف المجتمع الدوليّ في احلال السلام والأمن في سوريا.

يشار الى ان بعض المخيمات التي تأوي اللاجئين السوريين وخاصة في العراق وسوريا تضم عناصر تنتمي الى تنظيم داعش وتقوم بين الحين والاخر بتنفيذ عمليات قتل ضد لاجئين آخرين لاينتمون الى التنظيم

وخاصة في مخيم الهول الذي يوصف بأنه "أكثر الأماكن دموية على وجه الأرض" والذي يأوي أكثر من 60 ألف سوري وأجنبي من مقاتلي داعش واسرهم ويقع على المشارف الجنوبية لمدينة الهول في محافظة الحسكة السورية بالقرب من الحدود مع العراق.

دمار كبير

وأشار الوزير الى أنَّ الأزمة السوريّة ومنذ اندلاعها قد أدت إلى وقوع عدد هائل من الضحايا المدنيين من أبناء الشعب السوريّ ونزوح ولجوء الملايين منهم داخل سوريا وخارجها، بالإضافة إلى الدمار الكبير الذي تعرضت له عدد من المدن السوريّة وبناها التحتيَّة.
وأضاف انه بعد مرور أكثر من أحد عشر سنة على اندلاع الأزمة أصبح العالم مُدركاً الآن أكثر من أي وقت مضى بإنَّ الحصار السياسيّ والاقتصاديّ والمُواجهات العسكريّة لن تؤديّ إلا إلى المزيد من المعاناة والدمار.

انهاء حالة الجمود

وشدد الوزير على أنَّ حل الأزمة يكمن في إنهاء حالة الجمود التي سيطرت على مساعيّ الحل السياسيّ، والبدء باتخاذ خطوات سياسيَّة فعليَّة لإنهاء الأزمة وتحقيق أهداف المجتمع الدوليّ في احلال السلام والأمن في سوريا وحماية شعبها.

واكد على ضرورة توفير المجتمع الدولي للمزيد من الدعم والمساعدات الإنسانية إلى اللاجئين السوريين المتواجدين على الأراضي العراقية.

وأوضح إنَّ الحكومة العراقيَّة كانت ومنذ بدء الأزمة السوريّة حريصة كل الحرص على دعم جميع المُبادرات والجُهُود الدوليَّة والإقليميَّة الراميَّة لحل الصراعات في المنطقة من خلال نبذ التناحرات والحلول العسكريّة وتغليب لغة الحوار والجُهُود الدبلوماسيَّة لتحقيق الأمن والاستقرار.

عودة سوريا الى الجامعة العربية

وبين الوزير حسين أنَّ العراق دعا في جميع المحافل الدوليَّة إلى عودة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة العربيَّة لما لهذه العودة من أهميَّة بالغة في تغليب لغة الحوار تمهيداً لإرساء الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة.
وشدد على دعم العراق لكافة المُبادرات التي تحترم خيارات الشعب السوريّ وتحفظ لسوريا وحدتها وسلامة أراضيها وتصون وتعزز مبادئ وقيم حقوق الإنسان فيها،

الانخراط في حوار سياسي

ودعا جميع الأطراف المعنيّة للانخراط في حوار سياسيّ بناء يهدف لإيجاد حلول سريعة للمعاناة التي تعرض لها الشعب السوريّ بسبب تلك الأزمة وتسريع كافة الجُهُود الراميَّة لتسريع العودة الأمنة والطوعيَّة للمهاجرين والنازحين إلى أماكنهم وإعادة اعمار المناطق المتضررة وفق مانص عليه قرار مجلس الأمن 2254، وبيانات مؤتمر جنيف حول سوريا ومحادثات أستانا للسلام في سوريا
وجدد دعم العراق لجُهُود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السيّد غير بيدرسون لإيجاد حل للازمة وايقاف معاناة الشعب السوريّ.

260 الف لاجئ سوري مسجل في العراق

وأشار وزير الخارجية العراقي الى ان بلاده تستضيف حوالي 260 الف مواطن سوريّ مسجل، فضلاً عن عشرات آلاف من المواطنين السوريين المنتشرين في المدن العراقيَّة من غير المسجلين في سجلات مفوضيَّة الأمم المتحدة للاجئين .. مثمنا الجُهُود التي يبذلها الاتحاد الأوروبيّ والأمم المتحدة لدعم دول المنطقة التي تستضيف اللاجئين السوريين
وقال الوزير أنَّ العراق وبالرغم من التحديات الأمنيَّة واللوجستيَّة التي يواجهها قد سمح بعمليات نقل المساعدات الإنسانيَّة عبر الحدود ويتعاون بإيجابيَّة مع برامج ومشاريع مكتب الأمم المتحدة للمساعدة الإنسانيَّة ومفوضيَّة اللاجئين وغيرها من المنظمات الدوليَّة الإنسانيَّة.

دعوة لجهود دولية تقضي على داعش نهائيا

وجدد الوزير دعوة بلاده الى المجتمع الدوليّ بضرورة تكاتف الجُهُود "للقضاء وبشكل نهائيّ على فلول تنظيم داعش الإرهابيّ وفكره المُتطرف ومُحاسبة أفراده عن كافة الجرائم التي ارتكبوها بحق الأبرياء والتي ترقى إلى مُستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانيَّة والابادة الجماعيَّة، وضرورة إيجاد حل نهائيّ وحاسم لموضوع مخيمات اللاجئين المُنتشرة في سوريا وبعض دول المنطقة لما يمكن أنَّ تشكله هذه المخيمات من خطر داهم على الأمن الإقليميّ والدوليّ".
يشار الى ان هذا المؤتمر يعقد سنوياً وعلى المستوى الوزاري وبحضور شخصيات رفيعة المستوى حيث سيجري الوزير العراقي على هامشه مباحثات لمناقشة القضايا المتعلقة بدعم سوريا والمنطقة.

يذكر انه وفقاً لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فقد بلغ إجمالي عدد اللاجئين السوريين المسجلين الذين فروا من بلدهم منذ عام 2011 والذين يعيشون في الخارج 5 ملايين و689 الفا و538 شخصاً حتى 31 كانون الثاني يناير عام 2022 حيث يعيش غالبيتهم في بلدان مجاورة مثل تركيا ولبنان والاردن والعراق.