إيلاف من لندن: في آخر محاولات للخروج من الانسداد السياسي الذي يسود الوضع السياسي في العراق فقد فشل اجتماع للنواب المستقلين من اتخاذ موقف من مبادرات التحالفين الكبيرين الشيعي والثلاثي الذي يستعد للبحث في أربيل عن مخرج من هذا الانسداد.
فقد فشل اجتماع للنواب المستقلين في البرلمان العراقي من التوصل الى اي اتفاق حول دعوة الاطار التنسيقي للقوى الشيعية والتحالف الشيعي السني الكردي لهم بتشكيل الحكومة الجديدة.

النواب المستقلون لم يتفقوا

وابلغ مصدر عراقي "ايلاف "الاثنين ان 46 نائبا "مستقلا" شاركوا في اجتماع عقد في بغداد وانتهى في ساعة متأخرة من الليلة الماضية قد فشلوا في التوصل الى قرار من دعوة الاطار التنسيقي للقوى الشيعية وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي القى بثقل التحالف الثلاثي الذي يضمه مع تحالف السيادة السني والحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني خلف المستقلين لتشكيل الحكومة الجديدة.
وقال الاطار التنسيقي للقوى الشيعية انه يتنازل عن حق المكون الشيعي الاكبر الى المستقلين لتشكيل الحكومة فيما منحهم الصدر 15 يوما تنتهي في العشرين من الشهر الحالي للقيام بهذه المهمة.

لكن اجتماع النواب المستقلين الذي حضره 46 نائبا فشل في التوصل لاي اتفاق على السير مع اي من الطلبين ما اضطرهم الى انهاء الاجتماع بدون نتيجة والاتفاق على اللقاء ثانية خلال اليومين المقبلين .
وارجع المصدر فشل الاجتماع الى ان النواب المستقلين حقا من بين مجموعة المستقلين لايتعدى السبعة نواب فيما يتوزع المتبقون في مواقفهم بين الكتلتين الاكبرين وهو ما سيقودهم في النهاية الى العجز عن تشكيل الحكومة.

البحث في أربيل عن مخرج

وبالترافق مع هذه التطورات ستشهد مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان الشمالي خلال يومين اجتماعا لقادة التحالف الثلاي بمشاركة عدد من زعمائه او من يمثلهم لبحث الازمة السياسية التي تمر بها البلاد بعد سبعة اشهر من الانتخابات البرلمانية المبكرة التي شهدتها البلاد في العاشر من تشرين الاول اكتوبر الماضي فيما قالت مصادر كردية ان مبادرة حل يطلقها مسعود بارزاني سستمخض عن الاجتماع.
ففي الرابع من الشهر الحالي دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الفائز في الانتخابات النواب المستقلين الى تشكيل حكومة جديدة مؤكدا دعمها من قبل تحالفه الثلاثي "انقاذ وطن " الذي يضم اكثر من 170 نائبا.
واشترط الصدر على المستقلين تشكيل حكومتهم خلال 15 يوما بعيدا عن كتلته الصدرية وعن الاطار الشيعي الذي فشل بمهمة تشكيل الحكومة ولكن بالتعاون مع سنة وأكراد التحالف الثلاثي الذي يضمه.
وطالب الصدر من وصفهم بالقوى التي "يحسن الضن بهم" ضمن الاطار الشيعي الى التحالف مع كتلته الصدرية وتغليب المصالح الوطنيةعلى المصالح الضيقة والخروج من عنف الاجبار على الانسداد السياسي.

وجاءت دعوة الصدر هذه الى المستقلين لتشكيل الحكومة بعد ساعات من دعوة مماثلة للاطار الشيعي ضمن مبادرة اطلقها وهي تقترح ترشيح النواب المستقلين رئيسا للحكومة الجديدة كحل وسط مشيرة الى اهمية حسم موضوع الرئاسات الثلاث عبر تفاهم أبناء كل مكون فيما بينهم.
وكان الصدر قد اعلن في 31 آذار مارس الماضي منح فرصة مدتها 40 يوما للقوى الشيعية المنضوية في الإطار التنسيقي للتباحث مع الأحزاب البرلمانية باستثناء قائمته لتشكيل الحكومة والخروج من الأزمة السياسية التي تعاني منها البلاد لكن ذلك لم يحصل لحد الان وفشل الاطار الشيعي ايضا في تشكيل الحكومة وهو مايمكن ان يقود البلاد الى انتخابات برلمانية جديدة.

يشار الى ان المشهد السياسي العراقي يعاني حاليا من سياسي خطير يُعرقل انتخاب رئيسي الجمهورية والحكومة بسبب الخلافات بين التحالفين السياسيين الكبريين اللذين يضم الاول منهما: تحالف "انقاذ وطن" المطالب بحكومة أغلبية والثاني : يضم القوى الشيعية ضمن الاطار التنسيقي والداعي الى حكومة توافقية كما جرت عليه العملية السياسية منذ عام 2003 والتي فشلت تجربتها في انقاذ البلاد من اوضاعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتدهورة.