أبوظبي: انتخب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيسا للإمارات السبت بعد سنوات من توليه الحكم فعليًا، غداة وفاة أخيه الشيخ خليفة بن زايد.

وانتخب المجلس الأعلى للاتحاد بالإجماع بن زايد البالغ من العمر 61 عاما، بحسب ما أعلنت وكالة أنباء الإمارات، ليصبح رئيسا للدولة الخليجية الغنية بالنفط التي أسسها والده في 1971.

وقالت الوكالة نقلا عن بيان لوزارة شؤون الرئاسة إنه "تم بموجب المادة 51 من الدستور انتخاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالإجماع رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة خلفاً للمغفور له فقيد الوطن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان".

وأشارت إلى "تأكيد أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حرصهم البالغ على الوفاء لما أرساه الراحل فقيد الوطن من قيم أصيلة ومبادئ استمدها من المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان"

ونقلت الوكالة عن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان "تقديره للثقة الغالية التي أولاه إياها إخوانه أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات".

يضم المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات السبع التي تشكل دولة الإمارات العربية المتحدة البالغ عدد سكانها نحو 10 ملايين، غالبيتهم العظمى من الأجانب.

ويضفي اختياره المرتقب الطابع الرسمي على مكانته كحاكم فعلي. فمنذ سنوات يُنظر إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كرجل البلاد القوي وحاكمها الذي يقف وراء صعودها الدبلوماسي، خاصة بعد أن اضطُر المرض الشيخ خليفة للابتعاد عن دائرة الحكم والظهور في مناسبات نادرة فقط منذ 2014.

وتحت قيادته غير الرسمية، قامت الإمارات الشهيرة بناطحات سحابها وجزرها المشيّدة على شكل أشجار نخيل ومناطق الجذب السياحية الفخمة، في وقت قصير ببناء برنامج للطاقة النووية وأرسلت رائدًا إلى الفضاء ومسبارا إلى كوكب المريخ.

وشهدت الإمارات تقدما اقتصاديا هائلا، مصحوبا بنفوذ دبلوماسي كبير مع انخراط أبوظبي المتزايد في الملفات الاقليمية من الخلاف مع إيران وحرب اليمن إلى النزاع في ليبيا، خصوصا مع تراجع القوى التقليدية وخفض الولايات المتحدة انخراطها في المنطقة.

وقامت الإمارات أيضا بمخالفة عقود من الإجماع العربي وطبعت العلاقات مع إسرائيل في عام 2020.

يقيم محمد بن زايد علاقة جيدة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي يصغره ب25 عاما. وأقدما معا على قطع علاقاتهما مع قطر في حزيران/يونيو 2017 متهمين إياها بالتقرب من إيران وبدعم الإخوان المسلمين.

وتحت قيادته، عززت أبوظبي علاقاتها التجارية والسياسية في المنطقة، حتى مع إيران. ولكنها وقفت الى جانب الولايات المتحدة والسعودية ضد الجمهورية الإسلامية.

وسمّى الإعلام الرسمي الشيخ محمد بن زايد حاكما لأبوظبي، أغنى الإمارات السبع ليرث أحد أهم ألقاب أخيه الشيخ خليفة الذي توفي عن 73 عاما.

وشارك الشيخ محمد في تشييع جثمان الشيخ خليفة الجمعة في مقبرة البطين بعد ساعات من وفاته.

أعلنت الإمارات الحداد أربعين يوما اعتبارا من الجمعة وتنكيس الأعلام بالإضافة إلى تعطيل العمل "في الوزارات والدوائر والمؤسسات الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص 3 أيام"، حدادا على الشيخ خليفة الذي تولى الحكم في 2004.

ونعى رؤساء دول عربية وأجنبية الشيخ خليفة من بينهم الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وملكة بريطانيا ورئيس وزراء إسرائيل نفتالي بينيت وإيران، في انعكاس لتنوع تحالفات الإمارات.

وعلّقت السعودية الأنشطة الرياضية والترفيهية لثلاثة أيام فيما أعلنت عدة دول فترات حداد.

أصبح الشيخ محمد وليا لعهد أبو ظبي في تشرين الثاني/نوفمبر 2004، وهو ثالث أبناء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الإمارات، بعد وفاة والده.

وشغل أيضا منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس المجلس التنفيذي لابو ظبي الذي يسيطر على مالية الإمارة التي تضم نحو 90 بالمئة من إنتاج النفط الإماراتي.

برز دور الشيخ محمد بعد أن غاب الشيخ خليفة عن الحياة العامة بعد إصابته بجلطة دماغية في 2014. ولم يُعلن بعد سبب وفاته.

ومن المحتمل أن يواجه الرئيس الجديد منافسة لمكانة الإمارات كمركز مالي وتجاري خاصة من السعودية الطموحة.

ويعتقد خبراء أن انتخاب الشيخ محمد لن يغير من سياسة الإمارات.

وكتب ريان بوهل المحلل في مجموعة ستراتفور الأميركية على تويتر "قلما يغير (انتخابه) الأمور فهو يدير المشهد منذ البداية".