ابوظبي: تقود نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس وفدا رفيع المستوى للقاء الرئيس الجديد لدولة الإمارات، البلد الخليجي الغني بالنفط، بعد شهور من العلاقات المتوترة بين البلدين الحليفين.

ترأس هاريس التي حطت طائرتها في العاصمة الإماراتية عند نحو الساعة 11 بتوقيت غرينيتش، أبرز وفد أميركي يزور الإمارات منذ تولي الرئيس جو بايدن منصبه العام الماضي. ويضم وفدها وزير الخارجية أنطوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية ويليام بيرنز.

انتُخب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الحاكم الفعلي للإمارات منذ سنوات، رئيساً للدولة الخليجية غداة وفاة الشيخ خليفة بن زايد.

وقالت هاريس قبل توجهها إلى أبوظبي إنّ "الولايات المتحدة تأخذ على محمل الجد قوة علاقتنا وشراكتنا مع الإمارات العربية المتحدة".

وتابعت "نحن نذهب إلى هناك لتقديم تعازينا، ولكن أيضًا للتعبير عن التزامنا بقوة تلك العلاقة والاستمرار في تعزيزها".

وفي الأيام الماضية، توافد زعماء العالم على أبوظبي لتقديم تعازيهم، في وقت باتت الإمارات تحتل موقعا مهما على الساحتين الدبلوماسية والاقتصادية في العالم في موازاة تراجع نفوذ القوى العربية التقليدية.

وزار الأمير وليام أبوظبي الاثنين حسبما أفادت السفارة البريطانية، فيما توجه ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان للعاصمة الإماراتية وفقا لوزارة الخارجية.

ويبدو أن الزيارة الأميركية رفيعة المستوى تهدف إلى إصلاح العلاقة التي تدهورت منذ أن حل بايدن مكان دونالد ترامب في البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير 2021.

وتوترت العلاقات بسبب عدة قضايا من بينها تجنب أبوظبي إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا واستئناف واشنطن المحادثات النووية مع إيران التي تتهمها دول الخليج منذ فترة طويلة بإثارة فوضى إقليمية.

وكان السفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة أقرّ في آذار/مارس الماضي بأن العلاقات تمر بمرحلة اختبار.

قدّم بلينكن، الذي حطّت طائرته في أبوظبي في وقت مبكر من صباح الاثنين قبل وصول الوفد الأميركي، "تهانيه الحارة" للشيخ محمد. وكتب على تويتر الأحد "سيتواصل إرث الشيخ خليفة بن زايد. أتطلع إلى استمرار التعاون الوثيق بين شعبينا".

يضم الوفد الأميركي كذلك المبعوث الرئاسي الخاص بقضايا المناخ جون كيري ومنسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بريت ماكغورك.

تستضيف الإمارات العربية المتحدة قوات أميركية وهي شريك استراتيجي لواشنطن منذ عقود، لكنها أصبحت قريبة كذلك من روسيا اقتصاديًا وسياسيًا.

بعد فترة من العلاقات الأكثر دفئا في عهد ترامب ، تحول بايدن إلى موقف أكثر صرامة بشأن حقوق الإنسان وصفقات الأسلحة.

وتوترت العلاقات أكثر عندما امتنعت الإمارات عن التصويت على قرار لمجلس الأمن الدولي يطالب بانسحاب روسيا من أوكرانيا. كما لم تُبد أبوظبي أي اهتمام بزيادة إنتاج النفط بعدما ارتفعت الأسعار بشدة بسبب الغزو الروسي.

وقد حثت الإمارات واشنطن مرارًا على "دعم إعادة تصنيف" المتمردين الحوثيين في اليمن، المدعومين من إيران، على أنهم "منظمة إرهابية أجنبية"، وهو ما أقدم عليه ترامب وتراجع عنه بايدن.

والإمارات جزء من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية والذي يدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا في حربها ضد الحوثيين منذ عام 2015.

في كانون الأول/ديسمبر، هدّدت الإمارات بإلغاء عملية شراء ضخمة لطائرات مقاتلة أميركية من طراز "أف-35" احتجاجًا على الشروط الصارمة التي وضعتها واشنطن.

وقتل في كانون الثاني/يناير ثلاثة أشخاص في هجوم بطائرة مسيرة وصاروخ للحوثيين أصابا أبوظبي. وأطلقت القوات الأميركية المتمركزة هناك صواريخ باتريوت الاعتراضية للمساعدة في إحباط هجوم آخر.