فيرفاكس (الولايات المتحدة): تستكمل هيئة المحلفين في النزاع القضائي بين الممثل جوني ديب وطليقته أمبير هيرد الثلاثاء المداولات التي بدأتها الجمعة لإصدار قرارها في ختام محاكمة امتدت ستة أسابيع حظيت جلساتها بتغطية إعلامية واسعة تبادل فيها الممثلان اتهامات بالعنف الأسري.

وأكدت وكيلة هيرد المحامية إيلاين بريدهوفت في مرافعتها الختامية الجمعة أمام محكمة فيرفاكس قرب العاصمة الأميركية واشنطن أن حياة موكلتها "أصبحت جحيماً" منذ بدء جلسات المحاكمة في الدعوى.

وطالبت بريدهوفت هيئة المحلفين التي تضم خمسة رجال وامرأتين بردّ دعوى جوني ديب لتمكين هيرد "من مواصلة حياتها وتربية طفلتها".

أما النجم البالغ 58 عاماً فيرغب هو الآخر في "استئناف حياته الطبيعية"، على ما قالت وكيلته المحامية كاميّ فاسكيز.

والتأمت هيئة المحلّفين الجمعة واستمرت مداولتها أكثر من ساعتين، لكنها لم تتوصّل بعد إلى قرار. وسيواصل الأعضاء السبعة مداولاتهم الثلاثاء المقبل، نظراً إلى أن الاثنين يوم عطلة في الولايات المتحدة.

ويتهم نجم "ذي بايرتس أوف ذي كاريبيين" زوجته السابقة بضرب سمعته وتقويض مسيرته من خلال تأكيدها في مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" سنة 2018 أنها تعرضت للعنف الأسري قبل ذلك بعامين حين كانا لا يزالان متزوجين، من دون ذكر اسمه صراحة. وينفي ديب هذه الاتهامات، ويطالب بتعويضات قدرها 50 مليون دولار.

هجوم مضاد

وشنت هيرد البالغة 36 عاماً هجوما مضاداً مطالبة الممثل بتعويض مضاعف قدره مئة مليون دولار، واعتبرت بطلة "أكوامان" و"جاستيس ليغ" أن الدعوى "غير المجدية"المرفوعة من ديب تمدد "الإساءات والمضايقات" التي تقول إنها تعرضت لها خلال علاقتها بزوجها السابق.

أما وكيلها الآخر المحامي بن روتنبورن فقال بعد تعداده الشجارات التي حصلت بين الزوجين خلال سنوات علاقتهما الخمس والتي أكدت الممثلة أن بعضها كان ينتهي بالعنف "إذا تعرّضت أمبير لاعتداء واحد، فإنها تربح" الدعوى.

وأضاف في إشارة إلى مقالة "واشنطن بوست" عام 2018 "فكروا في رسالة ديب ومحاميه إلى أمبير، وبالتالي إلى كل ضحية من ضحايا العنف الأسري".

وتوجّه إلى المحلفين قائلاً "هذه المحاكمة تعني أكثر بكثير من جوني ديب ضد أمبير هيرد، إذ تتعلق بحرية التعبير. دافعوا عنها واحموها".

تنديد بـ"الأكاذيب"

وردّت وكيلة ديب المحامية فاسكيز بالتشديد على أن "التعديل الأول للدستور (الأميركي) لا يحمي من يكذب ويشهّر بالآخرين".

وسعى محامو ديب إلى التنديد بما وصفوه بـ "أكاذيب" أمبير هيرد معتبرين أنها أرادت من خلالها "إيذاء" زوجها السابق.

وقالت فاسكيز "قبل ست سنوات تماماً، في 27 ايار/مايو 2016 ، (...) تقدمت هيرد بدعوى كاذبة ضد زوجها بتهمة تعرضها للعنف الأسري منذ 15 شهراً". وشددت فاسكيز على أن موكلها هو الذي كان ضحية عنف زوجته، لا العكس.

أما وكيل ديب الآخر بن تشو فقال "لم يسبق لأي امرأة قبل أمبير هيرد أن اتهمت ديب بالاعتداء عليها خلال 58 عاماً، ولم تفعل أي واحدة" بعدها أيضاً.

وأضاف أن جوني ديب "فقد كل شيء" و "حذفته هوليوود" بعد المقالة التي نشرتها زوجته السابقة ، لأن "الجميع كان يعرف من قصدت" في ما كتبته.

وأكد أن الممثل "يدعم" حركة "مي تو" التي تفضح العنف ضد النساء ويؤمن بها.

تفاصيل مروعة

واستمعت هيئة المحلفين منذ 11 نيسان/أبريل الفائت إلى عشرات الساعات من الشهادات والتسجيلات الصوتية أو المرئية التي كشفت تفاصيل مروعة من حياة الزوجين تشكّل نقيضاً لسحر هوليوود.

وروت هيرد أن جوني ديب كان يتحول "وحشاً" تحت تأثير مزيج المخدرات والكحول الذي كان يتعاطاه، ولم يكن يتابع أي علاج للتخلّص من الإدمان.

وقالت إنها تعرّضت لحملة تشويه على وسائل التواصل الاجتماعي قضت على حياتها المهنية عندما انفصلت عن ديب في أيار/مايو 2016.

وأكدت أنها تعرضت لمضايقات عبر الشبكات الاجتماعية منذ بدء جلسات المحاكمة التي نقلتها محطات التلفزيون مباشرة، وأنها تلقت "آلاف" التهديدات بالقتل.

أما جوني ديب، فحظي بتأييد عبر وسائل التواصل ومن مئات المؤيدين الذين دأبوا على التجمع صباح كل يوم أمام المحكمة.

وخسر ديب عام 2020 دعوى تشهير في لندن اقامها ضد صحيفة "ذي صن" البريطانية التي وصفته بأنه "زوج معنّف".

ويؤكد كل من الممثلين اللذين انفصلا عام 2017 أنه ربحه الفائت بلغ ما بين 40 و 50 مليون دولار منذ نشر المقالة.