القدس: حضّت إسرائيل الأربعاء لبنان على تسريع المفاوضات حول الحدود البحرية بينهما قبيل زيارة إلى بيروت لم تكن مقرّرة مسبقا للوسيط الأميركي في المحادثات الخلافية آموس هوكستين.

وتأتي الخطوة الإسرائيلية بعد أيام على إحضار إسرائيل سفينة إنتاج وتخزين ستعمل على استخراج الغاز من حقل كاريش الذي تعتبر بيروت أنه يقع في منطقة متنازع عليها.

وكانت السلطات اللبنانية قد اعتبرت أن أي نشاط إسرائيلي في المناطق البحرية المتنازع عليها يشكل "استفزازا" و"عملا عدوانيا"، داعية الوسيط الأميركي للمجيء الى بيروت للبحث في استكمال مفاوضات ترسيم الحدود البحرية.

وأعلنت شركة "إنرجيان" ومقرها لندن في بيان الأحد وصول سفينة وحدة إنتاج وتخزين الغاز الطبيعي الى حقل كاريش. وقالت إنها تعتزم بدء تشغيلها في الربع الثالث من العام.

وفي بيان مشترك صدر الأربعاء شدد وزراء الدفاع والطاقة والخارجية الإسرائيليون على أن إسرائيل تعتبر حقل كاريش "من الأصول الاستراتيجية للدولة العبرية".

وجاء في البيان أن "المنصة تتواجد في قطاع إسرائيلي، على بعد كيلومترات عدة إلى الجنوب من منطقة تجري مفاوضات بشأنها بين دولة إسرائيل ودولة لبنان".

وتابع الوزراء في بيانهم "لن تضخ المنصة الغاز من المنطقة المتنازع عليها"، مشدّدين على أن إسرائيل "جاهزة للدفاع" عن الموقع.

وأضافوا "نحض دولة لبنان على تسريع المفاوضات حول الحدود البحرية"، وفق البيان، مشيرين إلى أن "تحديد أماكن تواجد مصادر الطاقة القائمة على الغاز" من شأنه أن يفيد البلدين.

وقال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إن هوكستين سيصل إلى لبنان في الأيام المقبلة.

ولبنان وإسرائيل في حالة حرب رسميا. وخاض حزب الله في 2006 حربا دامية ضد إسرائيل استمرت 33 يوما.

وتوقفت المفاوضات التي انطلقت بين الطرفين العام 2020 بوساطة أميركية في أيار/مايو من العام الماضي جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها.

وكان من المفترض أن تقتصر المحادثات لدى انطلاقها، على مساحة بحرية تقدر بنحو 860 كيلومتراً مربعة، بناء على خريطة أرسلها لبنان في 2011 إلى الأمم المتحدة. لكن لبنان اعتبر لاحقاً أن الخريطة استندت الى تقديرات خاطئة، وطالب بالبحث في مساحة 1430 كيلومتراً مربعة إضافية تشمل أجزاء من حقل "كاريش".