إيلاف من لندن: مع انتهاء الاربعاء فترة الشهر التي حددها زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر لتجربة المعارضة فقد دعا الى اجتماع عاجل اليوم لنواب كتلته المستقيلين وقادة تياره .
فقد دعا الصدر نـواب كتلته الصدرية الثلاثة والسبعون المستقيلون من البرلمان وقيادات تياره لاجتماع عاجل اليـوم في مقره بمنطقة الحنانة في مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) كما قال مكتبه الاعلامي في بيان مقتضب مساء الثلاثاء تابعته "ايلاف".

ولم يتم توضيح سبب الاجتماع والهدف منه والموضوعات التي سيبحثها الا انه يأتي مع انتهاء فترة الشهر التي حددها الصدر في 15 من الشهر
الماضي بالتخلي عن مساعي تشكيل الحكومة الجديدة لمدة 30 يومًا والانتقال إلى المعارضة خلال هذه الفترة.. كما يأتي بعد ثلاثة ايام من تقديم نواب كتلته البرلمانية لاستقالاتهم في اجراء تم اعتباره انسحابا من العملية السياسية الجارية في البلاد منذ عام 2003 .

وتصدر التيار الصدري الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت في العاشر من تشرين الاول اكتوبر 2021 وفاز فيها بالحصول على73 مقعدًا من أصل 329 وشكل تحالفًا ثلاثيا اطلق عليه "انقاذ وطن" مع تحالف السيادة السني بزعامة خميس الخنجر ومحمد الحلبوسي رئيس البرلمان ومع الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني أكبر كتلة كردية.

التحول الى المعارضة

وقال الصدر في بيان له انذاك "بقي لنا خيار لابد أن نجربه وهو التحول إلى المعارضة الوطنية لمدة لا تقل عن ثلاثين يومًا".. موضحا ان الدافع لقراره هذا يعود إلى ازدياد ما سماه "التكالب" عليه من الداخل والخارج وعلى فكرة تشكيل حكومة أغلبية وطنية من دون تسمية أي جهة.
واضاف "لقد تشرفت أن أعتمد على نفسي وأن لا أكون تبعاً لجهات خارجية وأن أنجح في تشكيل أكبر كتلة برلمانية في تأريخ العراق عابرة للطائفية والمحاصصة، لكن لزيادة التكالب علي من الداخل والخارج على فكرة حكومة أغلبية وطنية لم ننجح في مسعانا".

وبرغم أن التحالف الذي يقوده الصدر يشغل 175 مقعدًا لكنه فشل في تشكيل الحكومة بعدما عطلت القوى المنافسة له ضمن الاطار التنسيقي للقوى الشيعية الموالية لايران والخاسرة للانتخابات انعقاد جلسة البرلمان لانتخاب رئيس للبلاد يرشح شخصية سياسية لتشكيل الحكومة الجديدة تنفيذا لما ينص على الدستور العراقي.

توقعات لخطوة جديدة للصدر

ويترقب العراقيون اليوم نتائج الاجتماع الذي يعقده الصدر مع نواب كتلته البرلمانية المستقيلة وقادة تياره وسط توقعات باعلان الصدر عن خطوة ثانية تكون مكملة لاستقالات نوابه.
ومن المنتظر ان يبحث الاجتماع الموقف من الاتصالات التي بدأت بين الاطار الشيعي وقوى سياسية اخرى لبحث تشكيل الحكومة الجديدة وفيما اذا كان التيار الصدري سيقاطع هذه الاتصالات.
ويأتي اجتماع اليوم وسط معلومات لم تؤكد بعد عن ارسال الاطار الشيعي لوفد يضم بعض قياداته الى النجف مقر الصدر في محاولة لإقناعه بالعدول عن قرار الانسحاب من العملية السياسية.

وقال مصدر مطلع ان الوفد سيكون برئاسة زعيم تحالف الفتح هادي العامري ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض والشيخ قيس الخزعلي قائد حركة عصائب اهل الحق فضلا عن ممثل عن ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي.

ولفت المصدر الى ان "الوفد سيبدأ حراكه قريبا وبشكل معلن لاطلاع جمهوره على المساعي الجادة لانهاء ازمة تشكيل الحكومة ومنع الفوضى".. مستدركا بالقول انه "في حال اصر الصدر على انسحابه فان الاطار سيبدأ تفاهماته مع جميع القوى السياسية لتشكيل الحكومة وبما يحفظ للمكون الشيعي استحقاقه من خلال تشكيل الكتلة الشيعية الاكبر بعد انضمام نواب شيعة (مستقلون وغيرهم) الى الاطار التنسيقي .

خارطة برلمانية جديدة

يذكر انه بعد استقالة النواب الصدريين من البرلمان الاحد الماضي والبالغ عددهم 73 نائبا من مجموع العدد الكلي للنواب البالغ 329 عضوا فأن المستفيد الاكبر من ذلك هي قوى الاطار الشيعي التي سيرتفع عدد نوابها من 88 حاليا الى حوالي 120 مقعداً بإضافة 30 مقعداً على الاقل.. فيما سيكسب النواب المستقلون 20 مقعدا جديدا ليصبح عددهم 63 نائبا.

وقد يشجع ذلك قوى الاطار الى التعاون مع نواب مستقلين وتشكيل ماتسمى الكتلة البرلمانية الاكبر لانتخاب رئيس للبلاد وتكليف شخصية سياسية تشكل الحكومة .
وينص قانون الانتخابات العراقي لعام 2020 على أنه عند استقالة أي نائب يحل محله النائب المستقيل صاحب ثاني أكبر عدد من الأصوات في دائرته.
وبسبب الخلاف السياسي وعدم قدرة أي طرف على حسم الأمور أخفق البرلمان ثلاث مرات في انتخاب رئيس للبلاد متخطيا المهل التي ينص عليها الدستور.