لندن: يواجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي أضعفته سلسلة فضائح، انتخابات جزئية صعبة في منطقتين الخميس ستشكل اختبارا لقدرته على قيادة فريقه إلى الفوز.

وبعد أسبوعين من افلاته من تصويت على حجب الثقة بعد فضيحة الحفلات خلال فترة الحجر الصحي لمكافحة وباء كوفيد-19 (بارتي غيت) في مقر رئاسة الحكومة، يمكن أن تؤدي خسارة حزب المحافظين المحتملة لمقعدين في البرلمان إلى مزيد من غياب الثقة داخل الغالبية.

لكن بوريس جونسون (58 عاماً) رفض الاستقالة في حال الفشل، قائلاً للصحافيين المرافقين له في رواندا حيث يشارك في قمة الكومنولث "هل أنتم مجانين؟".

وأضاف "بشكل عام لا تفوز الأحزاب الحاكمة في الانتخابات الفرعية ولا سيما في منتصف فترة حكمها". وتابع "أنا متفائل"، لكن "الأمر كذلك".

سلسلة فضائح

وتُجرى هذه الانتخابات بعد سلسلة من القضايا التي لا تخدم مصلحة المحافظين، في دوائر انتخابية مثقلة بالمعاني السياسية.

ففي ويكفيلد بشمال إنكلترا يجري التنافس على مقعد في المعقل التقليدي لحزب العمال الذي انتزعه المحافظون في كانون الأول/ديسمبر 2019.

وعلى أمل استعادة هذه القطعة من "الجدار الأحمر" الذي انهار خلال الانتخابات العامة الأخيرة، قال زعيم المعارضة كير ستارمر أن ويكفيلد "يمكن أن تكون مكان ولادة حكومة حزب العمال المقبلة".

وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم واضح بنحو عشرين نقطة، لمرشح حزب العمال سايمن لايتوود وهو موظف في خدمة الصحة العامة البريطانية.

ويجري الاقتراع بعد استقالة النائب المنتهية ولايته عمران خان الذي حكم عليه بالسجن 18 شهرًا بتهمة اعتداء جنسي على فتى يبلغ من العمر 15 عاما.

وكان العماليون يسيطرون على هذه الدائرة الانتخابية من 1932 إلى 2019 بلا انقطاع.

وبين الغضب الذي أحدثته فضيحة الحفلات، وحقيقة أن "الكثير من الناس يحبون بوريس على أي حال" و "سئموا" سماع الجدل بشأن هذه القضية، توقعت روز نابا (44 عامًا)، وهي ناخبة في ويكفيلد، أن يكون التصويت "مثيراً للاهتمام".

وقالت المتقاعدة جودي فروغات، "بحسب ما أرى"، الفكرة خلال التصويت هي "التغلب على بوريس جونسون. الفجوة بين الأغنياء والفقراء آخذة في الاتساع".

وأضافت "كنت مدرسة لمدة 36 عامًا وكنت دائمًا أحث الأطفال على قول الحقيقة، والرجل الذي يدير البلاد كاذب، هذه رسالة سيئة حقاً، أنا غاضبة من ما فعل".

في هونيتن اند تيفرتن وهي دائرة انتخابية في جنوب غرب إنكلترا، محافظة منذ إنشائها في 1997، يختار الناخبون خليفة لنيل باريش. وقدم النائب البالغ من العمر 65 عامًا استقالته بعدما اعترف بأنه شاهد مواد إباحية على هاتفه في البرلمان.

وأوضح هذا المزارع السابق أنه وجد صدفة موقعا للبالغين أثناء بحثه عن جرارات، قبل أن يعود إلى هذا الموقع في "لحظة جنون".

ويأمل الديموقراطيون الليبراليون في الفوز كما حصل في كانون الأول/ديسمبر الماضي في نورث شروبشير وهي معقل ريفي للمحافظين في شمال إنكلترا خسروه بعد فضيحة تتعلق بمجموعات ضغط.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة السابعة. ويمكن للناخبين التصويت حتى الساعة 22,00 (06,00-21,00 ت غ). ويتوقع أن تعلن النتائج فجر الجمعة.

وكان جونسون يعتبر ضمانا للفوز بعد نجاحه في الانتخابات التشريعية قبل عامين ونصف عام بناء على وعد بتنفيذ بريكست. لكن صورته انهارت بعد الفضائح التي شابت ولايته.

ونظريا، يبقى محميا لأن القواعد الحالية لدى المحافظين تمنع إجراء تصويت جديد بحجب الثقة قبل عام.

تضخم

ولا يبدو الوضع مواتيا لحكومة جونسون إذ بلغت نسبة التضخم أعلى مستويات منذ أربعين عاما - أكثر من 9 بالمئة - ما يثير مزيدا من التحركات الاجتماعية، بينما فشلت مؤخرا محاولة مثيرة للجدل لترحيل مهاجرين إلى رواندا.

ويأتي كل ذلك بعد أشهر من مسلسل فضيحة الحفلات الذي أضيفت إليه فضيحة أخرى سميت "كاري غيت" وتتعلق محاولات متكررة مفترضة من قبله للحصول على وظائف مدفوعة الأجر لزوجته كاري.

وقالت موظفة الاستقبال مارغريت ورد (49 عاما) في ويكفيلد لوكالة فرانس برس مؤخرا "لا أعتقد أن الناس يرون بالضرورة المرشح المحلي".

وأضافت "اعتقد انهم ينظرون في الواقع إلى ما فعلته الحكومة بشكل عام ويأخذونه في الاعتبار".

من جهته، صرح المحامي المتقاعد رايدر بارفيت أن الاقتراع سيجري على كل من القضايا المحلية ، لأننا "لم نكن ممثلين بشكل كاف خلال العامين الماضيين"، لكنه اعتقد أيضا أنه ستكون هناك "ملاحظات على اتجاه الحزب (...) بعد كل ما حدث".