قال التلفزيون الرسمي في إيران إن قوات الحرس الثوري الإيراني ألقت القبض على عدد من الأجانب للتحقيق في اتهامات تجسس.

وأشارت التقارير الإعلامية إلى أن "المتهمين جمعوا عينات من التربة في منطقة صحراوية محظورة كان القوات تجري فيها تجارب صاروخية".

وذكرت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية أن "من بين المقبوض عليهم زوج الملحقة الثقافية النمساوية في طهران وأستاذ جامعي بولندي".

وقال تلفزيون فارس الإيراني الرسمي إن "الحرس الثوري الإيراني قبض على دبلوماسيين بينهم بريطاني بتهمة التجسس".

وأضافت القناة أن البريطاني، الذي عرفته بأنه نائب رئيس البعثة الدبلوماسية البريطانية لدى طهران غايلز ويتيكر، أُبعد فقط عن "المنطقة المحظورة" التي قبض فيها على دبلوماسيين في وسط إيران.

واتهم التلفزيون الرسمي الإيراني الدبلوماسي البريطاني بأنه "نفذ عمليات استخباراتية في مناطق عسكرية" مع عرض صورة في فيديو لرجل يتحدث في غرفة زعمت أنه ويتيكر.

وقال مراسل التلفزيون الإيراني إن ذلك الدبلوماسي "هو وأسرته كانوا بين عدد من السائحين الذين سافروا إلى صحراء شهداد"، في إشارة إلى منطقة صحراوية في وسط إيران.

وأضاف: "كما يظهر في الصور، التقط هذا الشخص صورا في منطقة محظورة تزامنا مع إجراء تدريبات عسكرية هناك".

لكن الحكومة البريطانية نفت تماما ما جاء في تقارير وسائل الإعلام الإيرانية، مؤكدة أن "تقارير القبض على دبلوماسي بريطاني في إيران عارية تماما عن الصحة".

وجاءت تلك التطورات تزامنا مع تصاعد حدة التوتر بين قوى الغرب وإيران بسبب المحاولات التي تعثرت لإحياء الاتفاق النووي وارتفاع عدد الأجانب الذين تحتجزهم طهران.

"عينات من التربة"

عرضت وسائل الإعلام الإيرانية صورة لرجل قالت إنه "ميتشيه فونتشك، رئيس قسم الميكروبيولوجي بجامعة نيكولاس كوبرنيكس البولندية".

وزعمت تلك التقارير أن "هذه الجامعة على صلة بالنظام الصهيوني"'، في إشارة إلى إسرائيل.

وذكرت أن فونتشك، الذي لم تحدد جنسيته، "دخل إيران مع ثلاثة أشخاص آخرين في إطار تبادل علمي، لكنهم توجهوا إلى منطقة صحراء شهداد كسائحين بينما كانت المنطقة تشهد إجراء تجارب صاروخية".

وقال الإعلام الرسمي الإيراني أيضا أن الأستاذ الجامعي أخذ عينات من التربة أثناء وجوده في تلك المنطقة.

ولا يتضح حتى الآن عدد وجنسيات الأشخاص الذين تزعم السلطات الإيرانية أنها ألقت القبض عليهم، كما أنها لم توضح تاريخ القبض عليهم.

أمير قطر
Getty Images
استضافت قطر الجولة الأحدث من المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وإيران

لكن تلفزيون الدولة قال إنه "من الواضح أن إسرائيل تريد أن تفتح ملفا يتعامل مع البعد العسكري للبرنامج النووي الإيراني عن طريق استخدام مواطنين دول أخرى (بخلاف إسرائيل وإيران) لديهم علاقات مع سفارات أجنبية" في إيران.

وتعارض إسرائيل بشدة الاتفاق النووي التاريخي الذي أُبرم بين قوى الغرب وإيران في 2015، إذ تنظر إليه على أنه تهديد لأمنها.

وأشارت قناة فارس التلفزيونية إلى أن الأشخاص الذين قبضت عليهم السلطات الإيرانية أخذوا عينات من التربة "بغرض التجسس"، من بينهم شخص أطلقت عليه اسم "رونالد، زوج الملحقة الثقافية النمساوية في إيران"، والتي قالت إنه ذهب إلى قرية في منطقة دمغان شرقي إيران وجميع "عينات من الصخور".

وأشارت القناة إلى أن من سمته "رونالد" يواجه اتهامات "بتصوير منطقة عسكرية في طهران".

اعتقالات أخرى

انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني في 2018 في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أعاد العمل بالكثير من العقوبات الاقتصادية التي تفرضها واشنطن على طهران، وهو ما دفع إيران إلى التراجع عن الالتزامات النووية التي كانت ملقاة على عاتقها بموجب الاتفاق التاريخي.

ومنذ ذلك الحين، تجري إيران محادثات مباشرة مع باقي أطراف الاتفاق النووي - ومحادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة - منذ إبريل/ نيسان 2021 في إطار مساعي تستهدف إحياء الاتفاق من جديد. لكن تلك المحادثات وصلت إلى طريق مسدود في مارس/ آذار الماضي.

واستضافت قطر الأسبوع الماضي جولة من المحادثات غير المباشرة استهدفت من خلالها عودة المحادثات المباشرة في فيينا، لكن هذه المناقشات، التي استمرت ليومين، لم تسفر عن أي تقدم.

يُذكر أن عددا من مواطني دول الغرب محتجزون في إيران، وهو ما يصفه ناشطون بأنه احتجاز رهائن بغرض إجبار الغرب على تقديم تنازلات.

وصدق البرلمان في بلجيكا الأربعاء الماضي على معاهدة تبادل سجناء مثيرة للجدل مع إيران ، وذلك في صيغتها الأولية التي لا تزال في حاجة إلى أن تخضع إلى تصويت كامل من قبل البرلمان حتى تتحول إلى اتفاق ملزم.

كما اتهمت إيران أيضا الأربعاء الماضي زوجين فرنسيين، تحتجزهم السلطات الإيرانية منذ مايو/ أيار الماضي عندما كانا يقضيان عطلة، "بتكدير الأمن العام" للبلاد، وفقا لما أعلنته السلطات القضائية في البلاد.

وأدانت الحكومة الفرنسية القبض على الزوجين الفرنسيين، واصفة تلك الخطورة بأنه "لا تستند إلى أي أساس". كما طلبت باريس طهران بإطلاق سراح الرعايا الفرنسيين فورا.