إيلاف من بيروت: سيكون إرث بوريس جونسون من الأكاذيب، وازدراء المواطنين الذين كان من المفترض أن يحميهم، وفوق كل شيء هو مسؤول عن مقتل نحو 200 ألف بريطاني. هذا ما كتبته ديبوراه دويل، الناطقة بلسان حملة العدالة لعائلات ضحايا كوفيد-19، في "غارديان" البريطانية.

تابعت دويل: "سيتم تذكره رئيساً للوزراء تخطى اجتماعات كوبرا ويُزعم أنه أراد أن يتلقى اللقاح على التلفزيون المباشر لإظهار أنه لا يختلف عن الناس، بينما كان الفيروس ينتشر في البلاد. سيتم تذكره رئيساً للوزراء سمح لمستشفياتنا بأن تقع تحت الضغوط الحادة، تاركًا المرضى المعرضين للخطر تحت رحمة الفيروس وما يقدر بنحو 60.000 من موظفي NHS يعانون من ضغوط ما بعد الصدمة".

مثل الحملان إلى الذبح

بحسبها، سيتم تذكره رئيساً للوزراء سمح بشكل غير قانوني للمرضى في المستشفيات بالعودة إلى دور الرعاية من دون اختبارهم، "ما يعني أن السكان مثل أمي كانوا يقادون مثل الحملان للذبح. سيتم تذكره رئيساً للوزراء اضطر إلى إغلاق البلاد عاماً تقريبًا لإنقاذ الوضع الكارثي الذي سببه. ربما الأسوأ من ذلك كله، أنه سيُذكر رئيساً للوزراء كرر كل هذه الأخطاء في الموجة الثانية، ما أدى إلى عدد من القتلى أعلى مما كان عليه في الموجة الأولى".

بالنسبة إلى دويل، الكذب والمعلومات الخاطئة كانت حجر الزاوية في عهد جونسون، "وحقيقة تزامن حكمه مع جائحة عالمية عندما كانت الاتصالات الواضحة والثقة في المؤسسات العامة أكثر أهمية من أي وقت مضى، هي مأساة. وهو سينتقل بلا شك إلى حياة كتابة الأعمدة في الصحف والحصول على مبالغ طائلة من المال لإلقاء الخطابات في المآدب. للأسف، لن يكون هناك تقدم للعائلات مثل عائلتي التي مزقتها أفعاله"، علمًا أن والدة دويل توفيت بالفيروس.

تقول: "ما زلت أجد صعوبة في التفكير في مدى الألم الذي أحست به والدتي في أيامها الأخيرة في أبريل 2020، في دار رعايتها - في نفس المكان حيث توفي ربع السكان بسبب الجائحة. أفكر أيضًا في أفراد طاقم الرعاية الذين اضطروا لتحمل مثل هذه الظروف المروعة بدون معدات الوقاية الشخصية الكافية. توفيت والدتي بعد بضعة أيام من عسر التنفس، واعتبر كوفيد سبب وفاتها، كما العديد من الأشخاص الآخرين. توفيت وحيدة من دون عائلة أو أصدقاء إلى جانبها، بسبب القيود المفروضة. لحسن الحظ كان معها ممرضة شاهدتها تلهث أنفاسها الأخيرة".

كان يحتفل!

تضيف: "في هذه الأثناء، كان الرجل المسؤول عن حمايتها يحضر حفلة حضرها 100 شخص في 10 داونينج ستريت، بعد أن استضاف ليلة الجبن والنبيذ قبل أسبوع. بعد كل هذا الوقت ما زلت أجد أنه من المدمر التفكير في أيام أمي الأخيرة. اعتقدت أنني كنت أفعل الشيء الصحيح من خلال عدم خرق القواعد وزيارتها، لكنه قرار سأفكر فيه لبقية حياتي. إن انتهاك رئيس الوزراء لتلك القواعد نفسها حتى يتمكن من الاحتفال هو أمر لن أتمكن من مسامحته أبدًا".

تتابع دويل: "يود جونسون أن يكون إرثه جدول أعماله، ولكن عندما ضرب الوباء، كانت العائلات في شمال إنجلترا، مثل أسرتي، هي الأكثر تضررًا. أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يعيشون في شمال إنجلترا كانوا أكثر عرضة للوفاة من الفيروس من أولئك في بقية إنجلترا، وقضوا ما يقرب من ستة أسابيع في حالات الإغلاق، وعانوا من صحة نفسية أسوأ وأصبحوا أكثر فقرًا. وهو ولخّص موقفه تجاه عائلات مثل أسرتي بشكل أفضل عندما قال إنه يريد ترك الجثث تتراكم. الحقيقة هي أن موقفه تجاه الناس العاديين لم يتغير منذ أيامه في نادي بولينجدون؛ ليس لديه سوى الازدراء لأشخاص مثلي، الذين يعتبرهم أضعف منه".

وتحتم دويل مقالتها: "على الرغم من أن عهد جونسون يقترب من نهايته، فإن تأثيره المدمر على عائلات مثل عائلتي لن ينتهي. ادعى بالأمس أنه فخور للغاية بإيصالنا إلى ضفة النجاة من الجائحة. ولكن من "نحن" بالنسبة له؟ الأصدقاء الذين أعطاهم عقود معدات الوقاية الشخصية المربحة؟ إنه بالتأكيد ليس مثل الأشخاص مثلي، أو أسر 454 شخصًا ماتوا من كوفيد في الأسبوع الماضي. لا شيء سيعيد والدتي وعليّ أن أتعايش مع الظروف الرهيبة لموتها. ولدي أمل في تحقيق كوفيد. آمل أن يعلّمنا التحقيق الدروس التي ستنقذ الأرواح في المستقبل ولن يتمكن أي رئيس وزراء من تكرار أخطاء جونسون الفظيعة والإفلات من العقاب".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "غارديان" البريطانية