طهران: اعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن الاقليمية التي تبدأ الأربعاء من إسرائيل وتشمل السعودية، لن تحقق "الأمن" للدولة العبرية، العدو الاقليمي اللدود للجمهورية الإسلامية.

وقال رئيسي "اذا كانت زيارات المسؤولين الأميركيين الى دول المنطقة تهدف الى تعزيز موقع النظام الصهيوني وتطبيع علاقات هذا النظام مع بعض الدول، فهذه الجهود لن تحقق الأمن للصهاينة بأي طريقة كانت"، وذلك في تصريحات نشرها الموقع الالكتروني للرئاسة.

وحذّر رئيسي من أن طهران تتابع "كل التطورات" في المنطقة، مضيفا "لقد كررنا إبلاغ أولئك الذين ينقلون رسائل من الأميركيين بأن أي خطوة تستهدف وحدة أراضي إيران، سيتم الرد عليها بشكل حازم".

ويصل بايدن إلى الشرق الأوسط بعد ظهر الأربعاء في إطار جولة بالغة الحساسية تبدأ في إسرائيل التي يسعى قادتها إلى تعزيز التعامل في مواجهة إيران، العدو اللدود للبلدين، قبل أن يتوجه إلى السعودية الجمعة.

وسبق لرئيس الوزراء الاسرائيلي يائير لابيد أن أشار الى أن تعزيز التعاون بين تل أبيب وواشنطن في مواجهة طهران، سيكون في صلب زيارة بايدن.

وتبدي اسرائيل معارضتها الشديدة لجهود إحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى. وسبق لطهران ان اتهمتها بالضلوع في عمليات تخريب طالت منشآتها واغتيالات لعلمائها.

وسبق للخارجية الإيرانية أن حذّرت من أن طرح الولايات المتحدة تعزيز التعاون بين حلفائها الاقليميين في مجال الدفاع الجوي والذي سيبحث خلال زيارة بايدن، هو خطوة "استفزازية" ستقاربها من منظار "التهديدات ضد الأمن القومي والاقليمي".

والإثنين، شدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني على أن انشاء الولايات المتحدة لتحالفات عسكرية في المنطقة لن يضمن الأمن الاقليمي.

وقال في مؤتمر صحافي "سياسة انشاء المجموعات والتشكيلات العسكرية، خصوصا في إشراف بلد من خارج المنطقة، لن تساهم بالتأكيد في تحقيق الأمن والاستقرار".

وشدد كنعاني على أن "الأمن لا يُشرى ولا يتم استيراده. نعتقد أن تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة لا يتم سوى من خلال التعاون الجماعي بين الدول الاقليمية التي هي المعنية الفعلية بهذه المنطقة".

وسبق للجمهورية الاسلامية أن انتقدت بشدة اتفاقات التطبيع التي أبرمت بين دول عربية واسرائيل خلال العامين الماضيين، ما أتاح للدولة العبرية توسيع صلاتها الاقليمية وإقامة علاقات معلنة مع دول عربية للمرة الأولى منذ اتفاقَي السلام الموقعين مع مصر (1979) والأردن (1994).

وفي حين أنه من غير المتوقع اعتراف السعودية بالدولة العبرية في المستقبل القريب، إلا أن مسؤولاً إسرائيلياً قال إن "زيارة بايدن إلى إسرائيل وسفره منها في رحلة مباشرة إلى السعودية يعكسان ديناميكية التطورات التي شهدتها الأشهر الأخيرة"، آملا "بأن تكون الخطوات التي نتّخذها الآن البداية، ونحن نعمل على أن تكون بداية لعملية التطبيع".