إيلاف من بيروت: ويستمر الرئيس الأميركي جو بايدن في ارتكاب الأخطاء، أو في السقوط سهوًا في ما لا تحمد عقباه، وتستمر زلات لسانه التي لا تنم في رأي الكثيرين إلا عن تراجع كبير في مداركه الحسية، حتى أن بعضهم يشكك في قدراته العقلية، ويقول إن ثمة ما يدل على إصابته بالخرف، وقد بلغ من العمر عتيًا.

فما حصل لبايدن، رئيس أقوى دولة في العالم كما يُفترض أن تكون، هو أنه بعد هبوط طائرته في مطار بن غوريون الإسرائيلي، نزل منها، ليلقى في استقباله هناك كلًا من الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، ورئيس الوزراء يائير لابيد، ورئيس الوزراء البديل نفتالي بينيت.

سلّم عليهم، ثم وقف على سجادة حمراء وبجواره، وسأل بصوت مسموع: "ماذا أفعل الآن؟".

تقدمت منه سيدة بزي أميركي رسمي وأرشدته إلى أن يقف وسط السجادة اتباعاً للبروتوكول في مثل هذه المناسبات.

ألا يعرف بايدن البروتوكول، وهو كان نائبًا لرئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما؟ لا بد أنه يعرفه. هل نسيه؟ ربما. لكن أن ينسى رجل دولة لعقود من الزمان، ورئيس دولة كبرى، أين يجب أن يقف حين يُستقبل في المطار، مسألة تتجاوز النسيان العادي، خصوصًا أنها تأتي في سياق أخطاء وقع فيها بايدن لا يمكن ردّها، بالمنطق، إلى مجرد "نسيان".

فقبل أيام، وفيما كان يلقي خطابًا في البيت الأبيض، يقرأه على شاشة الملقن، ما كان منه إلا أن قرأ "التعليمات الفنية" التي ترشده أين يتوقف، وماذا يقول، وماذا يكرر. قال: "انتهى الاقتباس كرِّر مرة أخرى"، فبدأ يكرر التصريح مرة أخرى.

ولا ننسى ورقة إرشادات السلوك والجلوس التي ظهرت في يده مرة، وفيها مدون كل ما عليه أن يفعله في أثناء التصريحات الصحافية.

السؤال المشروع هنا: "أجدير بدولة عظمى أن يكون رئيسها بهذا الوهن الذهني؟"