إيلاف من لندن: رفض الكاظمي الخميس اتهامات شخصيات في الاطار الشيعي الموالي لايران له بتدبير عملية اقتحام المنطقة الخضراء مشددا على التزام حكومته الحياد والاستقلالية في التنافس السياسي والانتخابي.

وقال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في بيان صحافي اليوم تابعته "ايلاف" تعقيبا على اتهامات شخصيات في الاطار الشيعي الموالي لايران له بتدبير عملية اقتحام المحتجين للمنطقة الخضراء أمس "إن الأحداث المتسارعة التي يشهدها العراق في ضوء الخلافات السياسية الحالية تمثل مؤشراً مقلقاً للاستقرار والسلم الاجتماعي اللذين عملت الحكومة على تكريسهما وتثبيتهما منذ توليها المسؤولية في أيار مايو عام 2020".

وأشار الى إن الحكومة خطت طوال العامين الماضيين نمطاً هادئاً ووطنياً في التعاطي مع الأزمات السياسية المختلفة وقدمت المصلحة العامة على المصالح الخاصة، وركزت جهودها المهنية على حفظ أمن الناس ومصالحها، وتجنب الدخول في مهاترات سياسية".

استغراب

وزاد الكاظمي قائلا انه "من هذا المنطلق تعبّر الحكومة عن استغرابها لاستمرار المحاولات في زجها بتفاصيل أزمات سياسية حتى بعد دخولها مرحلة تصريف الأعمال، وإعلانها منذ اليوم التالي لإجراء الانتخابات اتخاذ كل الإجراءات لتسليم الواجب والمسؤولية للحكومة التي تتشكل وفق السياقات الدستورية".

وناشد الكاظمي كل القوى السياسية بعدم إسقاط الأزمات السياسية على حكومته "بل تبني منهج الحوار البنّاء؛ لمعالجة الخلافات والخروج بالبلد من حالة الانسداد".. داعيا الجميع إلى "تفهّم الموقف الحرج والحساس الذي يقف فيه العراق اليوم، ومنع زج البلاد في أزمة أمنية أو اجتماعية وسط ظروف إقليمية ودولية معقدة".

رفض الطعن بحيادية الحكومة

وأشار الكاظمي الى "إن العراق قد تمكّن من استعادة عافيته بعد معاناة وتضحيات كبيرة، ويجب على الجميع الحفاظ على ما أُنجز، ودعم الحكومة ومؤسساتها، والقوى الأمنية والعسكرية للقيام بواجباتها في ضمان الاستقرار الأمني".

وقال "لقد حملنا شعار الصمت وعدم الدخول في المواجهات السياسية ورفضنا الرد على الاتهامات وحملات التشويه الظالمة، وحافظنا على استقلالية الحكومة في التنافس السياسي والانتخابي من خلال عدم مشاركة رئيس الحكومة أو من يمثله في الانتخابات التي جرت في تشرين الأول 2021 لحماية الانتخابات من أي اتهام أو تأويل، ومع ذلك لم تتوقف ماكنة الاتهام والتضليل عن محاولة تشويه هذا الدور الوطني، والطعن بحياد الحكومة، ومصداقيتها في كل مناسبة، ومن دون أسباب موضوعية".

وطالب رئيس الوزراء العراقي "الجميع بمواجهة الأزمات والخلافات بروحية الحوار الوطني تحت سقف الوطن الواحد، والتحلي بالحكمة في تفسير الأحداث، وعدم البناء على افتراضات ونظريات وظنون لا تمت إلى الحقيقة بصلة".. مشددا على أن "أمن العراق وسلامة شعبه أمانة يجب الحفاظ عليها".

يشار الى ان التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر قد أقر اليوم بأن أنصاره هم الذين اقتحموا المنطقة الخضراء احتجاجا على ترشيح السوداني ورفضا للفساد.

"الشيعي" يحمل الكاظمي مسؤولية اقتحام الخضراء

وكان الكاظمي قد دعا أمس المتظاهرين الذين اقتحموا المنطقة الخضراء وسط بغداد رفضا لترشيح السوداني لرئاسة الحكومة المقبلة إلى الالتزام بسلميتهم والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة وبتعليمات القوات الأمنية المسؤولة عن حمايتهم حسب الضوابط والقوانين والانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء".

يشار الى ان العديد من قادة واعضاء القوى المنضوية في التحالف الشيعي الموالي لايران يقودون منذ مساء أمس حملة اتهامات وتشويه لموقف الكاظمي المحايد والمستقل من التنافس السياسي الذي تشهده الساحة السياسة العراقية حاليا بعد حوالي 300 يوما من الانتخابات المبكرة التي شهدتها البلاد في تشرين الاول اكتوبر 2021 متهمين اياه بالوقوف وراء اقتحام محتجين للمنطقة الخضراء بهدف تعقيد المشهد السياسي والاستمرار بمنصبه على حد زعمهم.