إيلاف من لندن: تتصاعد الدعوات في العراق لحل البرلمان واجراء انتخابات جديدة بمطالبة 11 حزبا الاربعاء بتشكيل حكومة تغيير شامل.. فيما أكدت واشنطن دعمها للكاظمي لاجراء حوار بين الفرقاء السياسيين لحل الازمة الراهنة.

وأشار تحالف لقوى التغيير العراقية الذي يضم أحد عشر حزبا عراقيا خلال مؤتمر صحافي في بغداد الى ان 10 أشهر قد مضت على اجراء انتخابات تشرين اكتوبر 2021 ولم تتمكن الكتل السياسية المتنفذة، من معالجة الازمة السياسية المستفحلة منذ سنوات وانما والاصرار على نهج المحاصصة الطائفية والاثنية، وصراع المصالح الضيقة ما أدى ذلك الى عجز مجلس النواب عن تأديته مهامه الدستورية، واستمرار حالة الانسداد السياسي التي انعكست اثارها السلبية على عموم ابناء الشعب وباتت تهدد السلم المجتمعي.
واضاف الى انه في ظل التطورات السياسية والميدانية الحاصلة، فقد ناقشت قوى التغيير الديمقراطية مجريات الاحداث المتصاعدة واكدت موقفها الثابت من عملية التغيير الشامل بالطرق السلمية الذي يفضي الى بناء الدولة المدنية الديمقراطية القائمة على اساس المواطنة والعدالة الاجتماعية.
وشدد قادة تحالف التغيير في بيان عقب اجتماعهمم في بغداد حصلت "ايلاف" على نصه على ان قواهم لم تكن ولن تكون جزءاً من أي صراعات لا تخدم مصالح العراقيين وتطلعاتهم..موضحين انه من منطلق الحرص على مسار البناء الديمقراطي، فأنهم يدعون الى حل مجلس النواب الحالي وعلى رئيس الجمهورية والنواب المستقلين والقوى الوطنية الضغط من اجل تحقيق ذلك وتشكيل حكومة تحظى بقبول سياسي وشعبي وتكون مهمتها الشروع في اتخاذ خطوات عملية على طريق التغيير الشامل.

وشدد التحالف على ان من واجب هذه الحكومة محاسبة قتلة المتظاهرين والكشف عن مصير الناشطين المغيبين وتريك ملفات الفساد الكبرى وتقديم الفاسدين للعدالة واخاذ اجراءات ملموسة لحصر السلاح بيد الدولة والاستفادة من الفائض المالي في تحسين معيشة العراقيين.
وحدد واجبات الحكومة بأن تأخذ على عاتقها العمل من أجل ضمان تحقيق مستلزمات اجراء الانتخابات العادلة والنزيهة بأشراف اممي من خلال تطبيق قانون الاحزاب، بما يمنع الفاسدين والاحزاب التي لديها اذرع مسلحة من المشاركة في العملية الانتخابية وضمان استقلالية المفوضية العليا للانتخابات.

ودعت قوى التغيير هذه بعثة الامم المتحدة في العراق، الى دعم تطلعات العراقيين، في تحقيق نظام حكم سياسي ديمقراطي حقيقي، ورعاية حوارات قواه السياسية الوطنية. وأكدت ان مشروع التغيير السلمي، يتطلب مراجعة تفسيرات المحكمة الاتحادية، بشأن (الكتلة الاكبر) ونصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وخرق التوقيتات الدستورية.
واشارت قوى التغيير الى انها بصدد الاعداد لمؤتمر وطني جامع من اجل تشكيل جبهة وطنية لقوى التغيير.

وقوى التغيير التي وقعت على البيان هي : الحزب الشيوعي العراقي والبيت الوطني والتيار الاجتماعي الديمقراطي وحزب الامة العراقية وحركة نازل اخذ حقي والحركة الفيلية والبيت العراقي وحزب الوعد وحزب ابناء النهرين والمجلس التشاوري وحركة تشرين الديمقراطية.
وكان رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي قد أكد أمس أهميةَ "جلوس جميع الاطراف السياسية إلى طاولة الحوار والمضي بخطوات عملية لحل الأزمة الراهنة وصولًا الى انتخابات نيابية ومحلية وفق توقيتات زمنية محدَّدة .

واشنطن تدعم دعوة الكاظمي لحوار وطني

وعلى الصعيد نفسه فقد أكدت الولايات المتحدة دعمها لدعوة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي للقوى السياسية للجلوس على طاولة حوار لوضع خارطة طريق تكفل حل الازمة السياسية الخطيرة التي تعاني منها البلاد حاليا.

الكاظمي خلال كلمته الى العراقيين الاثنين الاول من أغسطس 2022 وقد دعا فيه القوى السياسية الى اجتماع حول طاولة حوار لحل الازمة الحالية (مكتبه)

وقالت السفارة الاميركية في بغداد في بيان تابعته "ايلاف" اليوم إن الولايات المتحدة الأميركية تدعم الدعوات الأخيرة التي تحث جميع الأطراف إلى المشاركة في حوار وطني بناء يمكن أن يؤدي إلى تهدئة التوترات الحالية .
وأضافت السفارة قائلة "نؤكد مجدداً دعمنا للاحتجاج السلمي ونشجع جميع الأطراف على الالتزام باللاعنف وسيادة القانون في ممارسة حقوقهم الدستورية في اشارة الى دعوة الكاظمي لحوار وطني.

وكانت السفارة قد عبرت السبت الماضي عن القلق "من الاضطرابات في العاصمة بغداد" .. ودعت الى ضبط النفس. واشارت الى ان الحق في التظاهر السلمي وحرية التعبير مكفولان في الدستور العراقي.
وشددت السفارة بالقول "اننا نضم صوتنا إلى دعوة الأطراف السياسية العراقية من مختلف الأطياف إلى الالتزام بضبط النفس والابتعاد عن العنف وحل خلافاتهم السياسية من خلال عملية سلمية وفقاً للدستور العراقي".
وأمس الثلاثاء تلقى الكاظمي دعما بريطانيا فرنسيا لدعوته الفرقاء السياسيين العراقيين الى حوار يحل الازمة الحالية.

وعبر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في تغريدة تابعتها "ايلاف" عن قلقه بشأن الوضع في العراق مؤكدا دعمه لمبادرة الكاظمي للحوار.
وشدد بالقول "أشارك رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في النداء الذي وجهه للحوار والتشاور استجابة لتطلعات العراقيين".

ومن جهتها رحبت بريطانيا ايضا بدعوة الكاظمي للاطراف العراقية بالدخول في حوار وطني جامع.
وقال السفير البريطاني لدى بغداد مارك برايسون في تغريدة له
"أشعر بالقلق من تصاعد التوترات السياسية في العراق وأرحب للغاية بالدعوات التي تطلق من أجل الحوار والمشاركة".
واضاف قائلا "اشجع جميع الاطراف على العمل من أجل اخراج البلاد من الازمة السياسية وتشكيل حكومة ضمن سياق الدستور ولخدمة الشعب العراقي". وأشار الى ان العراق يحتاج الى اكمال البناء على النهج الذي يؤسس لانتخابات ديمقراطية وانتقال سلمي للسلطة فالشعب العراقي يستحق السلام والاستقرار والازدهار".

وكان الكاظمي قد دعا في خطاب الى العراقيين ألاثنين الاطراف العراقية الى وضع خارطة طريق لحلّ الازمة التي تييشها العراق حاليا فقد طالب المتظاهرين باخلاء مبنى البرلمان .
وطالب الجميع بعدم الانسياق نحو الاتهامات، ولغة التخوين، ونصب العداء والكراهية بين الإخوان في الوطن الواحد .. مناشدا جميع الأطراف إلى الجلوس على طاولة حوار وطني؛ للوصول إلى حلّ سياسي للأزمة الحالية، تحت سقف التآزر العراقي، وآليات الحوار الوطني.
ودعا رئيس الوزراء في الختام الى حوار وطني عبر تشكيل لجنة تضمّ ممثلين عن كلّ الاطراف لوضع خارطة طريق للحلّ.