إيلاف من بيروت: يمكن تحرك تركيا نحو تطبيع العلاقات مع دمشق، إضافة إلى الحد من خطر الإرهاب الكردي في حدود البلاد، أن يفتح الطريق أمام المصانع التركية والصناعات والقطاع الخاص لدخول السوق السورية وفتح فصل جديد في العلاقات بين البلدين. في غضون ذلك، تظهر الأنباء أن أنقرة ودمشق تحاولان توفير أرضية للقاء بشار الأسد ورجب طيب أردوغان في أوزبكستان.

بحسب موقع "راهبرد معاصر" الإيراني، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في بيان غير مسبوق لقاءه مع نظيره السوري، وأعلن أن حل الأزمة السورية يكمن في تسوية بين المعارضة والحكومة السورية الشرعية. بعد عقد من الصراع في بلاد الشام، يرى الموقع الإيراني في هذا الخبر "اعترافًا ضمنيًا بالاستراتيجيا الخاطئة للدول المعارضة للنظام القانوني في سوريا في دعم المعارضة والإرهابيين متعددي الجنسيات، سياسة خاطئة يبدو أن أنقرة تحاول تصحيحها واستبدالها باستراتيجية محاربة الإرهاب في شمال سوريا".

يضيف الموقع الإيراني: "لعل الخطوة الأولى في طريق إصلاح السياسات السابقة وتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة هي اللقاء بين أردوغان والأسد الذي يمكن عقده في أوزبكستان قريبًا".

وبحسب وسائل الإعلام والصحافة التركية، فإن دوجو برنسك، زعيم حزب الوطن التركي وأحد المقربين من أردوغان، سيتوجه إلى سوريا على رأس وفد دبلوماسي سياسي ويلتقي الأسد. تسعى هذه الرحلة إلى تحقيق هدفين استراتيجيين في العلاقات بين البلدين: أولًا، التعاون المشترك في مكافحة الإرهاب في شمال سوريا؛ وثانيًا، عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم. مع ذلك، يبدو أن الزيارة غرض مهم آخر. وبحسب الإعلان غير الرسمي لبعض المصادر، إذا كانت النتيجة إيجابية، "محتمل أن يلتقي قادة البلدين على هامش اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون في أوزبكستان. وعلى ما يبدو، طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من رئيسي تركيا وسوريا حضور الاجتماع المرتقب لمنظمة شنغهاي في أوزبكستان تمهيدًا للقاء بين خصمي الأمس"، بحسب الموقع الإيراني.

أضاف الموقع: "ينتهج أردوغان سياسة تطبيع العلاقات مع الإمارات والسعودية ومصر وإسرائيل وسوريا لتخفيف ضغط خصومه". ويعتقد بعض المحللين أن تركيا تنتهج سياسة تجميد التوترات وتطبيع العلاقات مع دول المنطقة لغرض أكبر. يتنافس الأتراك مع اليونان ومصر والنظام الصهيوني على الوصول إلى موارد البحر الأبيض المتوسط منذ سنوات، ولكن نظرًا لنوع السياسة العدوانية، لم يكن هناك طريقة سلمية لتخفيف التوترات وحماية مصالحهم.

ويبدو أن أنقرة خطت خطوة كبيرة نحو توسيع نفوذها في البحر الأبيض المتوسط من خلال جذب انتباه القاهرة وتل أبيب والسعي لاستخراج موارد الغاز في هذه المنطقة ودخول أسواق الطاقة. سياسة يبدو أنها مهدت فصلًا جديدًا في نزاعات الغاز في البحر الأبيض المتوسط.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "راهبرد معاصر" الإيراني