إيلاف من لندن: فيما وصفت بأنها حرب شوارع داخل المنطقة الخضراء وسط بغداد فقد دخلت المليشيات العراقية الموالية لإيران على خط القتال وقصفت المنطقة بأربعة صواريخ فيما تأكد مصرع 27 شخصاً من أنصار الصدر وعنصرين أمنيين.
وأعلنت خلية الإعلام الأمني العراقي للقوات العراقية المشتركة اليوم إن المنطقة الخضراء وسط بغداد تعرضت لقصف بأربعة صواريخ سقطت داخل المجمع السكني ما أدى الى مقتل عدد من الجنود وتضرر عدد من المباني ومزار ديني ومقر قناة فضائية نتيجة سقوط قذائف هاون عليها .

وأشارت في بيان تابعته "إيلاف" الى أن القصف الصاروخي انطلق من منطقتي الحبيبية والبلديات بضواحي بغداد الشرقية. وجاء القصف الذي نسب الى المليشيات العراقية الموالية لإيران والتي كانت قد هددت الأسبوع الماضي بالنزول الى الشارع تصعيداً خطيراً للوضع الأمني في البلاد سيوسع من رقعة القتال الشيعي الشيعي وينقله الى مديات أوسع خارج العاصمة.
وبحسب مصادر صحية عراقية فإن المواجهات التي تشهدها المنطقة الخضراء والتي تجددت الثلاثاء لليوم الثاني على التوالي بين أنصار الصدر وفصائل مسلحة في الحشد الشعبي قد أدت لحد الآن الى مقتل 30 شخصاً بينهم 23 من أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر واثنين من أفراد القوات الخاصة فيما أُصيب حوالى 700 آخرين من بينهم أكثر من من 100 عنصر أمني.


الكاظمي يتابع من مقر القوات المشتركة في بغداد مساء الاثنين تطورات الأوضاع الأمنية في بلاده (مكتبه)

وقال مصدر أمني أن السفارة الاميركية في المنطقة الخضراء قد اطلقت فجر اليوم صافارات الإنذار بعد رصد مسيّرات مجهولة أثناء تحليقها فوق المنطقة.
وقد امتدت رقعة المواجهات خلال الساعات الأخيرة الى خارج العاصمة إثر إحراق مقر لمليشيا عصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي ومهاجمة مقر للحشد الشعبي وسط العاصمة.
ومقابل ذلك فقد تعرض مقر لسرايا السلام التشكيل العسكري التابع للصدر في مدينة البصرة الجنوبية لهجوم مسلح تبعه استهدف أنصار الصدر مقراً لميليشيا حزب الله العراقي في المدينة نفسها إضافة الى اشتباكات مسلحة بين أنصار التيار الصدري ومسلحي الحشد وهجوم بالأسلحة الرشاشة استهدف مقراً لتنظيم العصائب في البصرة.
كما أعلن مصدر أمني عن إصابة رئيس أركان قيادة الشرطة الاتحادية اللواء الركن أحمد الأسدي وأحد أفراد حمايته بإطلاق نار خلال اشتباكات المنطقة الخضراء.

حقيقة انزال جوي لقناصين على مباني الخضراء

وحول تداول فيديو يدعي ناشره ان هناك (طائرات تقوم بعمليات انزال لقناصين على سطوح مباني المنطقة الخضراء) فقد اكدت السلطات العسكرية انه قديم ويعود لتدريبات قامت بها عناصر لجهاز مكافحة الارهاب.

وقالت خلية الاعلام الامني في بيان أخر تابهته "ايلاف" انه في الوقت الذي اكدت فيه قيادة العمليات المشتركة على ضرورة مكافحة الشائعات وعدم نقل الأخبار الكاذبة والملفقة او إعادة مقاطع فيديو او صور تعود إلى أحداث سابقة ومحاولة ايهام الآخرين على أنها حصلت حديثاً نلاحظ ان هناك من يعمد على نشر مثل هكذا مواضيع من دون التدقيق فيها.
واشارت الى ان بعض مواقع التواصل الاجتماعي تداولت فديو يدعي من نشره ان هناك (طائرات تقوم بعمليات انزال لقناصين على سطوح مباني المنطقة الخضراء).
واكدت الخلية ان هذا الفديو يعود إلى عمليات تدريب قام بها عناصر جهاز مكافحة الإرهاب في وقت سابق...داعية الجميع الى توخي الدقة في نقل المعلومات ومعرفة الحقائق من مصادرها الرسمية.. وشددت بالقول "العراق أمانة في اعناق الجميع ومن الواجب الحفاظ على هذا البلد".

تحذير من الانزلاق نحو الاقتتال الشيعي الشيعي
ووسط هذا التصعيد الأمني فقد حذرت المفوضية العراقية لحقوق الإنسان من انزلاق البلاد الى مخاطر الاقتتال الأهلي بين المكون الواحد (الشيعي).
وقالت المفوضية في بيان صحافي الثلاثاء تابعته "إيلاف" أنها تراقب من خلال فرقها الرصدية الميدانية التصعيد الحاصل في تظاهرات عاشوراء والتي اخذت أمس الاثنين شكلاً جديداً من التطورات الخطيرة والأحداث المتصاعدة في بغداد وعدد من المحافظات.. موضحة أنها مستمرة بمراقبة التظاهرات السلمية وزيارة المستشفيات وأماكن الاحتجاز والتوقيف لتوثيق أعداد الضحايا والمعتقلين.
وعبرت المفوضية عن أسفها الشديد وقلقها البالغين "لسقوط الشهداء والمصابين بين المتظاهرين نتيجة للاستخدام المفرط والخاطئ للقنابل الصوتية والدخانية والأسلحة النارية من قبل القوات الأمنية المكلفة بحماية المؤسسات العامة والخاصة بما يشكل انتهاكاً جسيماً لحقوق الإنسان ومنعطفاً خطيراً قد يدفع البلاد الى الانزلاق لمخاطر الاقتتال الأهلي بين المكون الواحد" الشيعي.
ودعت المفوضية "الأطراف كافة الى الحوار السلمي والسعي لتقريب وجهات النظر المختلفة والاستماع لمطالب الجميع، بما يكفل سيادة القانون ويحافظ على كيان الدولة من التفكك ويمنع مؤسساتها الديمقراطية من الانهيار ويعزز من السلم الأهلي والمجتمعي".

خطوات فورية للتهدئة
وعلى الصعيد الأممي دعا المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك جميع الأطراف العراقية للانخراط في حوار سلمي وشامل، حاثاً جميع الجهات الفاعلة اتخاذ خطوات فورية لتهدئة الموقف وتجنب أي عنف.
وقال المتحدث الرسمي دوجاريك في تصريحات للصحافيين في نيويورك أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش "يتابع بقلق الاحتجاجات الجارية في العراق والتي دخل خلالها متظاهرون إلى مبان حكومية".
وأشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة "يعرب عن قلقه بشكل خاص بشأن تقارير عن وقوع خسائر بشرية".. كما يدعو التهدئة وضبط النفس ويحث جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة على اتخاذ خطوات فورية لتهدئة الموقف وتجنب أي عنف.
وحث الأمين العام غوتيريش "بقوة جميع الأطراف والجهات الفاعلة على الترفع عن خلافاتهم والانخراط، دون مزيد من التأخير، في حوار سلمي وشامل بشان طريقة بناءة للمضي قدماً".
وكان القائد القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي قد وجه مساء الاثنين بمنع استخدام الرصاص وإطلاق النار على المتظاهرين من أي طرف أمني أو عسكري أو مسلح منعاً باتاً.
وشدد الكاظمي في بيان تابعته "إيلاف" على ضرورة "التزام الوزارات، والهيئات، والأجهزة الأمنية والعسكرية بالعمل وفق السياقات والصلاحيات والضوابط الممنوحة لها". واكد قائلا "ان قواتنا الأمنية مسؤولة عن حماية المتظاهرين وأن أي مخالفة للتعليمات الأمنية بهذا الصدد ستكون أمام المساءلة القانونية".
ووجه رئيس الوزراء "بفتح تحقيق عاجل بشأن الأحداث في المنطقة الخضراء ومصادر إطلاق النار وتحديد المقصرين ومحاسبتهم وفق القانون ".. داعياً المواطنين إلى "الالتزام بالتعليمات الأمنية وقرار حظر التجوال" الذي بدأ في البلاد مساء اليوم.