برلين: رأى رئيس الدولة الألمانية فرانك فالتر شتاينماير الأحد أن من "المخجل" أن تحتاج ألمانيا خمسين عاما للتوصل إلى اتفاق لتعويض أقارب القتلى الاسرائيليين في عملية ميونيخ في 1972.

وقال شتاينماير للرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ الذي يقوم بزيارة رسمية إلى ألمانيا بمناسبة إحياء ذكرى ضحايا الهجوم أن "الأمر استغرق 50 عامًا لتحقيق هذه المصالحة في الأيام الأخيرة وهذا مخجل حقا".

ويصادف الإثنين ذكرى مرور 50 عاما على اقتحام ثمانية مسلحين من منظمة "أيلول الأسود" الفلسطينية، القرية الأولمبية في ميونيخ، وقتلهم إسرائيليين إثنين قبل فجر الخامس من أيلول/سبتمبر.

احتجزوا تسعة آخرين رهائن وطالبوا بالإفراج عن 232 أسيرا فلسطينيا.

وردّت الشرطة الألمانية بعملية إنقاذ فشلت وقُتل على اثرها الرهائن التسع، بالإضافة إلى خمسة من الخاطفين الثمانية وشرطي.

في العام 2012، نشرت إسرائيل 45 وثيقة رسمية بشأن عمليات القتل في ميونيخ في 1972، منها وثائق رُفعت عنها السرية، انتقدت أداء الأجهزة الأمنية الألمانية في الاستجابة للعملية.

وفي إحدى الوثائق تصريح رسمي من الرئيس السابق للاستخبارات الإسرائيلية زفي زامير قال فيه إن الشرطة الألمانية "لم تبذل أدنى الجهود لإنقاذ أرواح".

وتأتي زيارة الرئيس الاسرائيلي إلى ميونيخ في أعقاب اتفاق حول تعويضات تم التوصل إليه الأسبوع الماضي بين ألمانيا وعائلات الضحايا الإسرائيليين. وعرضت برلين على أقارب الضحايا 28 مليون دولار، بالإضافة إلى 4,5 ملايين دولار مُنحت سابقًا.

وقالت أنكي سبيتزر، أرملة مدرب رياضة المبارزة أندريه سبيتزر الذي قتل في العملية، في حديث مع وكالة فرانس برس "عدت إلى المنزل مع النعوش بعد المجزرة".

وأضافت "لا تعملون ما مرّ علينا في السنوات الخمسين الأخيرة".

وشدّد هرتسوغ على الألم الذي واجهه أقارب القتلى، لافتًا إلى أنهم كانوا "يواجهون حائطًا مسدودًا" كلّما حاولوا التطرّق إلى المسألة مع ألمانيا أو حتى مع اللجنة الأولمبية الدولية.

وقال "أظنّ أنه كان هناك قمع مأسوي"، مشيرًا إلى سلسلة من الإخفاقات "غير المفهومة" من مثل "أن الرهائن كانوا يقادون إلى المذابح والألعاب استمرّت". فرغم الغضب الذي أثاره إخفاق الشرطة حينها، أعلنت اللجنة الأولمبية الدولية صباح السادس من أيلول/سبتمبر 1972 أن "الألعاب الأولمبية مستمرّة".

وقال شتاينماير الأحد إنه سيتحدّث عن فشل الشرطة الألمانية في بعض الجوانب في خطاب سيلقيه الاثنين.

وأوضح "سأتحدث عن (...) بعض سوء التقدير وبعض التصرفات السيئة وبعض الأخطاء التي ارتكبت خلال دورة الألعاب الأولمبية في ميونيخ".

واعتبر هرتسوغ أن الاتفاق "ينقل هذا الحدث الأليم إلى مكان تعاف".

وأضاف "آمل أنه من الآن فصاعدًا، سنبقى نتذكّر ونذكر ونعيد تأكيد العِبَر من هذه المأساة، بما فيها أهمية محاربة الارهاب للأجيال المقبلة".