إيلاف من لندن: من المظاهر الغريبة في جنازات الملوك البريطانيين، ذلك الحفل الرمزي المعروف باسم "كسر العصا" وهي نهاية فترة وظيفة كبير موظفي الملك/ الملكة في حالة وفاة العاهل.

وشاهد الملايين على شاشات التلفزة، هذا الحفل الرمزي يوم الإثنين في اللحظات الأخيرة لمأتم الملكة إليزابيث الثانية لحظة مواراتها الثرى في كنيسة القديس جورج في قلعة وندسور.

فقد قام اللورد تشامبرلين (اللورد الحارس)، اللورد باركر، بكسر العصا وهذا الرمز يعني نهاية فترة خدمته للملكة الراحلة إليزابيث الثانية بوفاتها، وكان تم تعيينه في المنصب في أبريل 2021. وكان آخر عمل من الخدمة في حفل الملكة ينطوي على كسر العصا، ثم وضعها على التابوت قبل إنزالها في القبو الملكي.

وكان لورد باركر سابقًا رئيس جهاز مكافحة التجسس الداخلي في المملكة المتحدة - MI5. هو الحارس الثامن والأخير في عهد الملكة إليزابيث الثانية، وحاز على المنصب بعد تعيينه عضوا في مجلس اللوردات.

وقد شهد كسر العصا في قاعة كنيسة القديس جورج الملك تشارلز الثالث الذي سيعين لوردا حارسا جديدا لعهده، والذي سيحصل على عصا جديدة في المنصب.

أعلى منصب

يعتبر لورد تشامبرلين (اللورد الحارس) أعلى منصب في إدارة شؤون العائلة الملكية، حيث يشرف على الإدارات التي تدعم وتقدم المشورة إلى ملك المملكة المتحدة بينما تعمل أيضًا كقناة رئيسية للتواصل بين الملك والمجلس اللوردات.

وربما يقابل منصب لورد تشامبرلين في الدول العربية الملكية منصب رئيس الديوان الملكي او رئيس التشريفات الملكية، أو كبير الأمناء.

وهو ينظم المكتب جميع الأنشطة الاحتفالية مثل حفلات الحدائق الملكية، وزيارات الدولة، وحفلات الزفاف الملكية، وافتتاح الولاية للبرلمان، بالإضافة إلى حفل تسليم التكريمات الملكية.

ومراسم "كسر العصا" مع لحظة دفن الملكة، كانت حدثا لم يحدث منذ أن كان والدها، الملك جورج السادس، حين دفن في عام 1952، والذي لم يسبق للجمهور رؤيته على نطاق واسع من قبل.

توجيه اللوم

وتعود أصول هذا تسمية الرمز "كسر العصا" إلى العصا الأبيض الرقيق وهو الأداة التي كان يستخدمها اللورد الحارس عبر القرون لتوجيه اللوم إلى الناس في بلاط الملك من خلال التنصت عليهم إذا كانوا صاخبين جدًا أو غير محترمين.

دائمًا ما يؤدي اللورد تشامبرلين الذي تعود وظيفته الى بدايات القرن الثالث عشر الميلادي، اليمين الدستورية في مجلس الملكة الخاص، وعادة ما يكون أحد اللوردات، وقبل عام 1782 كان المنصب برتبة وزير.

وكان هذا المنصب سياسيًا حتى عام 1924، ويرجع تاريخ المكتب إلى العصور الوسطى عندما كان مجلس الملك غالبًا يتصرف بصفته المتحدث الرسمي باسم الملك في المجلس والبرلمان.