ليز تشيني
Getty Images
عضوة الكونغرس ليز تشيني هي واحدة من عضوين جمهوريين في اللجنة

لم تختتم اللجنة التي عُقدت للتحقيق في أحداث السادس من يناير/كانون الثاني جلسة الاستماع العامة التاسعة، وربما الأخيرة، بإحالة دونالد ترامب إلى وزارة العدل الأمريكية بتهمة السلوك الإجرامي - وهي خطوة حث عليها كثيرون، بما في ذلك بعض أعضاء اللجنة نفسها.

وبدلاً من ذلك، صوتت اللجنة بالإجماع على استدعاء الرئيس السابق للإدلاء بشهادته أمام اللجنة.

لقد كان هذا، على نحو فعال، استبدال عمل رمزي بآخر.

ويعود قرار توجيه الاتهام إلى الرئيس بارتكاب جرائم تتعلق بالهجوم على مبنى الكابيتول الأمريكي في السادس من يناير/كانون الثاني 2021، إلى وزارة العدل، وليس الكونغرس. ومن شبه المؤكد أن ترامب سيتجاهل أمر استدعاء اللجنة الرسمي، رغم كونه استدعاء تاريخيا.

وفي حين أن اللجنة قد تصوت على أن الرئيس السابق مدان بازدراء الكونغرس، فإن انتخابات التجديد النصفي ستقام الشهر المقبل وقد يستحوذ الجمهوريون على مجلس النواب في يناير/كانون الثاني، وبحلول ذلك الوقت ستكون أعمال اللجنة قد توقفت بشكل غير رسمي.

ومع ذلك، فإن التصويت على استدعاء ترامب لعرض دفاعه أدى إلى تحول دراماتيكي في نهاية جولة أخرى لاذعة من الاتهامات الموجهة للرئيس السابق - والتي تضمنت بعض اللقطات التي لم تُعرض من قبل للهجوم على الكابيتول وحصلت مؤخرا على أدلة وثائقية.

دونالد ترامب
Reuters

الحلقة المفقودة

وقد ألقت لجنة السادس من يناير/كانون الثاني بمسؤولية الهجوم على دونالد ترامب، لكن أحد التحديات التي واجهتها كان يتمثل في ربط الرئيس السابق مباشرة بأعمال العنف. وقال المحققون إن ترامب خلق أجواء أدت إلى العنف وأنه كان على دراية باحتمال حدوث اضطرابات، لكنهم لم يربطوا مباشرة بين ترامب وأولئك الذين هاجموا مبنى الكابيتول.

وأشارت عضوة الكونغرس زوي لوفغرين في العرض الذي قدمته يوم الخميس إلى أن روجر ستون المقرب من ترامب منذ فترة طويلة هو من يمثل تلك الحلقة المفقودة. كان ستون على اتصال بأعضاء الجماعتين اليمينيتين المتشددتين "براود بويز" (الأولاد الفخورون) و"أوث كيبرز" (حراس القسم) - الأفراد الذين اتهمتهم وزارة العدل بالتآمر التحريضي لتورطهم في هجمات الكابيتول.

وعرضت لوفغرين صورا لستون مع قادة "حراس القسم" في اليوم السابق لهجوم الكابيتول. كما أشارت إلى أن ستون كان على اتصال مع ترامب في أواخر ديسمبر/كانون الأول، وأن الرئيس السابق أراد التحدث مع ستون في الأيام التي سبقت السادس من يناير/كانون الثاني.

ومع ذلك، لم تتمكن اللجنة من توثيق التواصل بشكل كامل بين ستون والرئيس السابق.

وقالت لوفغرين: "ليس لدينا حتى الآن جميع السجلات ذات الصلة لاتصالات روجر ستون".

وإذا كان ستون هو الرابط المفقود، فسيبقى هذا الرابط في الظل.

بيلوسي
BBC
تُظهر لقطات جديدة رئيسة مجلس النواب بيلوسي خلال هجوم السادس من يناير/كانون الثاني

تنبيه مسبق

كُلف عضو الكونغرس آدم شيف بتقديم أدلة جديدة على أن اللجنة المختارة قد تلقت من الخدمة السرية تفاصيل اتصالات عملائها أثناء هجوم الكابيتول وقبله.

وقرأ شيف بريدا إلكترونيا من مرسل مجهول يحذر من أن الجماعات تخطط للعنف. وفي رسائل نصية ورسائل عبر البريد الإلكتروني في السادس من يناير/كانون الثاني، لاحظ العملاء وجود حشود كبيرة باقية خارج تجمع "أوقفوا السرقة" المؤيد لترامب وتكهنوا بأن ذلك قد يكون بسبب أنهم كانوا مسلحين.

ويدعم هذا الأمر تقارير أخرى، عن مشاهدة مسدسات وبنادق هجومية ودروع مكافحة الشغب ورذاذ الفلفل.

وتابع عضو الكونغرس أن كل هذا كان دليلا على أن البيت الأبيض وفرقه الأمنية كانوا يعلمون أن العنف لم يكن ممكنا فحسب، بل كان محتملا مع تقدم الحشود في شارع بنسلفانيا إلى مبنى الكابيتول. وأشار حتى إلى أن العملاء ربما كذبوا على محققي الكونغرس.

وقال شيف: "على الرغم من ذلك، قال بعض شهود البيت الأبيض والخدمة السرية سابقا إنهم لم يتلقوا أي معلومات استخبارية عن العنف الذي قد يهدد أيا من الحماة في السادس من يناير/كانون الثاني، بما في ذلك نائب الرئيس".

وأضاف: "الأدلة تشير بقوة إلى أن هذه الشهادة ليست ذات مصداقية".

وقال عضو الكونغرس بيت أغيلار في وقت لاحق إن اللجنة تراجع الشهادة وستنظر فيما إذا كان بعض الشهود قد تعرضوا لضغوط لعدم سرد القصة الكاملة لما يعرفه البيت الأبيض والخدمة السرية مقدما.

اللجنة ضد دونالد ترامب

بعد انتهاء الجلسة، قال عضو الكونغرس جيمي راسكين من ماريلاند للصحفيين خارج الغرفة إنه يعتقد أن على ترامب الذهاب إلى اللجنة للإدلاء بشهادته.

وقال: "سأعتبره شرفا عظيما وامتيازا أن أدلي بشهادتي إذا اتهمني شخص ما بمحاولة قلب انتخابات رئاسية وتقويض حكومة الولايات المتحدة".

وبغض النظر عن التعليقات الساخرة، قدمت اللجنة ملخصا موجزا لما تعتبره قضيتها ضد الرئيس السابق - أن لديه الوسائل والدافع والفرصة لمحاولة تقويض الانتقال السلمي للسلطة إلى المرشح الرئاسي الذي هزمه في صناديق الاقتراع.

وقال رئيس اللجنة، بيني طومسون، إن هذه القضية لم تُقدم من خلال شهادة الديمقراطيين أو المعارضين السياسيين لترامب، ولكن قُدمت من قبل الموظفين المخلصين للرئيس السابق وكبار المستشارين والمعينين التنفيذيين والساسة الجمهوريين في الدولة.

واستعرض عضو الكونغرس الجمهوري آدم كينزينغر الأدلة التي حصلت عليها اللجنة والتي تشير إلى أن الرئيس كان يعلم أنه قد هُزم لكنه رفض التنازل عن السلطة.

وقدم شهادة من قبل المساعدة السابقة للبيت الأبيض كاسيدي هاتشيسون، التي قالت إنها شاهدت ترامب وهو يقول لرئيس موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز: "لا أريد أن يعرف الناس أننا خسرنا، مارك. هذا أمر محرج. عليك إيجاد حل لهذا الأمر".

وأكدت عضوة الكونغرس إيلين لوريا من ولاية فرجينيا أن ترامب كان يعلم أن الادعاءات التي كان يقولها حول تزوير الانتخابات كاذبة، لكنه استمر على أي حال.

وتحدث راسكين عن تصرفات الرئيس في السادس من يناير/كانون الثاني وكيف شاهد أعمال العنف وهي تتكشف، وكيف حثه الأصدقاء والمستشارون وأعضاء الكونغرس على التدخل، لكنه رفض.

وشغل راسكين لقطات فيديو جديدة لرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ آنذاك تشاك شومر وهما يتوسلان إلى وزير الدفاع لإرسال قوات لقمع العنف في مبنى الكابيتول.

وفي نهاية الجلسة، خاطب طومسون الغرفة مرة أخرى وأعلن قرار استدعاء الرئيس السابق.

وقال: "نريد أن نسمع منه. هذا سؤال حول المساءلة أمام الشعب الأمريكي. يجب أن يكون مسؤولاً. مطلوب منه الرد على أفعاله".

وفي غضون ساعة، أصدر الرئيس السابق رده، متهما اللجنة بأنها "مفلسة"، ووعد بفوز مرشحيه المؤيدين في انتخابات الشهر المقبل.