إيلاف من لندن: وصف رئيس الوزراء المكلف محمد شياع السوداني حكومته العراقية المكلف بتشكيلها بالاتئلافية اليوم الأحد، فيما انتقل صراع التحالفات الشيعية والسنية والكردية حول الحقائب الوزارية الى احزابها التي تتشكل منها.
واليوم أكد استمراره في المباحثات مع الكتل السياسية المشتركة في الحكومة المقبلة وإجراء المقابلات مع مرشحي هذه القوى للمناصب الوزارية في الحكومة الائتلافية الجديدة.

لا مواعيد لانتهاء المشاورات

وأوضح السوداني مرشح الاطار التنسيقي للقوى الشيعية المقربة لايران في بيان لمكتبه الاعلامي تابعته "ايلاف" بأن "مقابلات المرشحين تكون عبر لجنة مختصة تضم مجموعة من الاستشاريين، ويرأسها رئيس الوزراء المكلف".
وأشار الى انه سيتم الإعلان الرسمي عن المرشحين الذين تم اختيارهم لتولي المسؤولية بعد انتهاء المقابلات، والتأكد من سلامة موقف المرشحين من الجوانب القانونية وتحديد موعد جلسة مجلس النواب الخاصة بنيل الثقة" من دون تحديد مواعيد لذلك خاصة بعد تعذر تقديمها الى البرلمان لنيل ثقته أمس السبت.

صراع الكتل على الوزارات يتفاقم

وابلغ مصدر عراقي مطلع على مفاوضات تشكيل السوداني للحكومة الجديدة "ايلاف" الاحد ان الصراعات حول الحقائب الوزارية قد انتقلت من التحالفات الشيعية والسنية والكردية الى داخل الاحزاب التي تتشكل منها وبشكل يعرقل تقديمه لتشكيلته الحكومية الى البرلمان لنيل ثقته الى ايام اخرى في حال عدم فشله في انجازها.

واشار الى انه على مستولى الاطار التنسيقي للوى الشيعيةو فان هناك تنافسا بين ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي وتحالف الفتح بقيادة هادي العامري وحركة عصائب اهل الحق برئاسة قيس الخزعلي على وزارات الداخلية والنفط والمالية وجهاز المخابرات .

أما داخل التحالفات السنية فان الخلافات تتركز حول حقيبة الدفاع بين تحالف السيادة بقيادة رئيس البرلمان محمد الحلوسي وخميس الخنجر وبين تحالف العزم برئاسة النائب مثنى السامرائي على وزارتي المالية حيث طرح الاخير انه في حال عدم حصوله على المالية فان سيسعى للاستحواذ على منصب رئيس البرلمان والاطاحة بالحلبوسي.

كما ان خلافات توزيع الحقائب قد ضرب القوى السياسية الكردية حول حصتها للمكون الكردي والبالغة 4 وزارات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة بافل طالباني الذي يطالب بوزارتين منها فيما يرى الاول ان الاتحاد قد استنفد حصته من خلال حصوله على منصب رئاسة الجمهورية الذي فاز به القيادي فيه الاتحاد عبد اللطيف رشيد.

التركمان والايزيديون غاضبون
ومن جهتهم عبر ممثلو المكون الثالث في البلاد وهم التركمان وكذلك الايزيديين عن غضبهم لعدم توجه السوداني الى تمثيلهم في تشكيلته الحكومة المنتظرة.
وخلال مؤتمر صحافي لرئيس وقادة جبهة تركمان العراق اليوم فقد عبروا عن استغرابهم لعدم تمثيل المكون التركماني في الحكومة المقبلة
برغم انه يمثل الثالث بعد الشيعة والسنة في البلاد.

واشاروا الى ان هذه "القومية ضحت بالغالي والنفيس للحفاظ على وحدة العراق ومقارعة الإرهاب اذ ان دماء الشهداء التركمان قد روت كل الارضي العراقية لتحرير مدنها من دنس عصابات داعش الارهابية".

ودعت الجبهة القوى السياسية الى إعادة النظر في مواقفها السياسية في تهميش التركمان "بسبب المساومات السياسية مع بعض الاطراف على حساب التركمان وعلى حساب مستقبل مناطقنا والتي هي صمام امان وحدة العراق".

ودعوا الكتل الداعمة لرئيس الوزراء المكلف ان "لا تسجل في تاريخها هذه المثلمة التي سيحاسبهم عليها الوطنيون الشرفاء في العراق".
وناشدوا بعثة الامم المتحدة في العراق التدخل والضغط على جميع الاطراف السياسية لتمثيل التركمان في الحكومة العراقية المقبلة.
اما الايزيديون فقد اعتبروا تهميشهم في مشاورات تشكيل الحكومة بأنه دليل على غياب مبدأ المساواة.

واكد النائب الايزيدي نايف خلف سيدو ان تهميش الكتلة الايزيدية في مفاوضات تشكيل الحكومة دليل عدم مساواة. واشار في تصريح للوكالة الوطنية العراقية الى انه "قد تم تهميش الكتلة الايزيدية المتمثلة بمقعد الكوتا وعدم اشراكها في المفاوضات التي شملت كل المكونات باستثناء ابناء القومية الايزيدية حول تشكيل الحكومة الجديدة ".
وأعتبر النائب الايزيدي هذا التهميش بأنه "دليل واضح على الابتعاد عن مبدأ المساواة".

تحذير

ووسط هذه التجاذبات والخلافات السياسية حول التشكيلة الحكومية المنتظرة فقد حذر السياسي الشيعي النائب الاسبق عزة الشابندر إئتلاف إدارة الدولة من العودة الى ماقبل المربع الاول.
وقال في تغريدة له تابعتها "ايلاف" ان "عشرة ايام خلت واطراف ائتلاف (تقاسم) الدولة يراوحون مكانهم تتقاذفهم امواج الحقائب ولا تلوح في الافق معالم توافق وشيك" في اشارة الى قوى الائتلاف الشيعية والسنية والكردية.
واضاف الشابندر "نعم ، تداعيات غياب الدولة ليست ضمن اهتمام أغلبكم .. . ولكن ماذا لو اعتذر مرشحكم وزهد بكم وبثقتكم وتخلى عن تكليفكم واعادكم الى ماقبل المربع الاول ؟ فما انتم فاعلون؟" في اشارة الى السوداني.

وكان الرئيس العراقي الجديد عبد اللطيف رشيد قد كلف عقب انتخابه من قبل البرلمان في 13 من الشهر الحالي مرشح الكتلة الشيعية الاكبر التي تضم 138نائبا السوداني بتشكيل الحكومة الجديدة وعليه تقديم تشكيلته الوزارية الى البرلمان لنيل ثقته عليها خلال شهر واحد.

وكانت القوى الشيعية البرلمانية "عدا التيار الصدري المعارض للترشيح بشدة" والمنضوية في الاطار التنسيقي الموالي لايران قد رشحت السوداني في 25 تموز يوليو 2022 لرئاسة الحكومة الجديدة.
ويواجه السوداني معضلات كبيرة في مهمته وعليه التصدي لتحديات عدة يتقدمها الفساد والمليشيات والسلاح المنقلت والاعتداءات الايرانية والتركية والتصدي الى بقايا تنظيم داعش اضافة الى توفير فرص عمل والخدمات الأساسية وحل مشاكل الكهرباء والمياه مع ايران وتركيا اضافة الى التصدي لمشكلة المناخ.