ايلاف من لندن: طالبت نقابة الفنانين العراقيين الاثنين بأبعاد حقيبة وزارة الثقافة عن المحاصصة ورفضت منحها لأي من موظفي القادة السياسيين.. فيما تم تحديد نهاية الأسبوع المقبل لتقديم السوداني الى البرلمان تشكيلته الحكومية.
وقال نقيب الفنانين العراقيين الدكتور جبار جودي العبودي في رسالة الى المرشح لتشكيل الحكومة الجديدة محمد شياع السوداني اليوم وحصلت "إيلاف" على نصها "إن الوسط الثقافي العراقي يتابع بكل ألوانه تشكيل الحكومة القادمة بأهتمام شديد وخاصة حقيبة وزارة الثقافة العراقية التي طالما شهدت تسمية وزراء من خارج الوسط الثقافي أو وزراء مأزومين يحملون عقداً ومركبات نفسية شديدة ".

"الثقافة" مغنماً حزبياً
وأشار النقيب العبودي الى أنه "نتيجة لمتابعة النقابة التي تعكس حرص الوسط الثقافي على وزارته التي طالما شكلت عامل انتكاس وقطيعة مع كل المؤسسات الثقافية والفنية القطاعية فقد وردتها أخبار مؤكدة أن هناك رغبة لدى زعماء هذا الطرف السياسي أو ذاك لترشيح بعض موظفيهم أو مدراء مكاتبهم لتسنم بعض الحقائب الوزارية ومنها حقيبة الثقافة باعتبارها مكسباً سياسياً أو مغنماً حزبياً أو ما يسمى استحقاقاً انتخابياً".
وأضاف النقيب العبودي قائلاً "ولأننا أبناء هذا الوسط وقادته والفاعلين المجربين والمتاثرين بشكل مباشر وسيء من عملية اختيار الشخص الخطأ طوال عقود فقد عزمنا الى التنبيه إتماماً لمسؤوليتنا الوطنية والاخلاقية والمهنية".

خراب ثقافي
وأضاف العبودي مخاطباً السوداني "نتوجه إليكم بهذا الخطاب المباشر وعبر وسائل التواصل الاجتماعي ليكون موقفنا معلنا ونتحمله أمام الله وأمام الشعب العراقي وأمام وسطنا الثقافي الزاخر بالأسماء المشرفة والقادرة على إنجاح مهمة الثقافة العراقية التي هي أحوج ما نكون إليها اليوم فكل ما يحصل هو نتيجة الخراب الثقافي الذي سمح للظلاميين من استباحة المشهد كاملاً".

إخراج "الثقافة" من المحاصصة
وشدد العبودي على ضرورة "إخراج وزارة الثقافة العراقية من المحاصصة الحزبية والطائفية المقيتة واخراجها الى الفضاء الوطني الرحب لأنها مفتاح الحل للأزمة السياسية الحالية وأن تعذر ذلك نتيجة الضغوط التي يمارسها(الزعماء السياسيين) عليكم فنحن على استعداد لنضع أمامكم عشرات بل مئات الأسماء ومن مختلف المدن العراقية ممن يستحقون قيادة الثقافة العراقية ونحن على ثقة إنك حين تضع هذه الأسماء قبالة الأسماء التي وصلتك ستكون النتيجة واضحة لا لبس فيها".
يشار الى أن خلافات شديدة تضرب حالياً القوى السياسية حول توزيع الحقائب الوزارية في الحكومة المنتظرة والذي دخل التنافس عليها بورصة الأسعار حيث وصل سعر وزارة الثقافة الى نصف مليون دولار فيما بلغ سعر وزارة الدفاع الى 75 مليون دولار.

موعد أقصى لإعلان الحكومة
وعلى صعيد تشكيل الحكومة الجديدة فقد حدد الإطار التنسيقي للقوى الشيعية عدا التيار الصدر للسوداني نهاية الأسبوع المقبل موعداً أخيراً لتقديم تشكيلته الوزارية الى البرلمان للتصويت عليها.
وقال مصدر في الاطار عقب اجتماع قادته في منزل رئيس تحالف الفتح هادي العمري مساء الاحد انه قد تم التاكيد خلال الاجتماع على ضرورة حسم الخلافات حول الوزارات والاتفاق على تشكيلة وزارية كاملة تقدم الى البرلمان.


محمد شياع السوداني المرشح لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة (مكتبه)

يشار الى أن القوى السنية ما تزال مختلفة حول تسمية المرشح لوزارة الدفاع التي يتنافس عليها ثلاثة من قادتها فيما تدور خلافات واسعة داخل قوى الإطار الشيعي حول حقيبة الداخلية حيث تتدم المنافسة بين مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي القيادي في ائتلاف الفتح ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض ومستشار وزارة الداخلية اللواء مهدي الفكيكي.
وأمس الأحد قال السوداني إنه مستمر في المباحثات مع الكتل السياسية المشتركة في الحكومة المقبلة وإجراء المقابلات مع مرشحي هذه القوى للمناصب الوزارية في الحكومة الائتلافية الجديدة.
وأوضح السوداني في بيان تابعته "إيلاف" أن "مقابلات المرشحين تكون عبر لجنة مختصة تضم مجموعة من الاستشاريين ويرأسها رئيس الوزراء المكلف". وأشار الى انه سيتم الإعلان الرسمي عن المرشحين الذين تم اختيارهم لتولي المسؤولية بعد انتهاء المقابلات، والتأكد من سلامة موقف المرشحين من الجوانب القانونية وتحديد موعد جلسة مجلس النواب الخاصة بنيل الثقة" من دون تحديد مواعيد لذلك خاصة بعد تعذر تقديمها الى البرلمان لنيل ثقته السبت الماضي.
وكان الرئيس العراقي الجديد عبد اللطيف رشيد قد كلف عقب انتخابه من قبل البرلمان في 13 من الشهر الحالي مرشح الكتلة الشيعية الاكبر التي تضم 138نائباً السوداني بتشكيل الحكومة الجديدة وعليه تقديم تشكيلته الوزارية الى البرلمان لنيل ثقته عليها خلال شهر واحد.
ويواجه السوداني معضلات كبيرة في مهمته وعليه التصدي لتحديات عدة يتقدمها الفساد والمليشيات والسلاح المنفلت والاعتداءات الإيرانية والتركية والتصدي الى بقايا تنظيم داعش اضافة الى توفير فرص عمل والخدمات الأساسية وحل مشاكل الكهرباء والمياه مع إيران وتركيا إضافة الى التصدي لمشكلة المناخ.