القدس: وجد شباب إسرائيليون ساخطون على أوضاعهم الاقتصادية في نجمة تيك توك هادار موشتار من يشاركهم إحباطهم من خلال مقاطع الفيديو التي تنشرها عبر حسابها والتي تشكّل رافعة لها في سباقها للوصول إلى البرلمان في الانتخابات المقبلة.

ونزلت موشتار (21 عاماً) إلى الشارع للترويج لحملتها الانتخابية في إطار حركة "شباب متحمسون" التي تقودها وتقول إن هدفها خفض تكاليف الإيجار والنقل.

في إحدى أمسيات الخريف الدافئة في سوق محانيه يهودا في وسط القدس، خاطبت المارة مؤكدة لهم أن "ليس لدينا ما يكفي من المال للعيش هنا".

وذكرت دراسة نشرها "معهد الديموقراطية" الإسرائيلي الشهر الماضي أن أسعار السلع والخدمات في إسرائيل أعلى بنسبة 40 في المئة مما هي عليه في 19 بلداً في منطقة اليورو.

وحال عدم بلوغ موشتار سن الـ21 عاماً لدى تسجيلها لائحة "شباب متحمسون" دون ترشحها الى الانتخابات.

وتقول لوكالة فرانس برس "لا يمكنني دخول الكنيست، لكن يمكن أن أكون في الحكومة وأن أكون وزيرة"، وهذا لا يتطلب عمراً محدداً.

ثورة شبابية

ويتوجه الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع للتصويت في الانتخابات الخامسة منذ العام 2019، في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

في السوق حيث الأجواء صاخبة، تقول موشتار بينما تلتقط الصور مع أنصارها، "نحن قادمون لبدء ثورة شبابية في إسرائيل".

وبدأت موشتار بمشاركة مقاطع الفيديو عبر تيك توك أثناء وجودها في ألمانيا في إطار برنامج تبادلي جامعي للطلاب.

نشرت حينها مقاطع مليئة بالحيوية تقارن بين أسعار السلع على رفوف المتاجر الكبرى في ألمانيا وإسرائيل، وجذبت الشباب الإسرائيلي من خلالها وحصدت دعماً واسعاً.

وتقول موشتار "نريد خفض تكلفة المعيشة، لأن العيش في إسرائيل فعلاً صعب على الشباب أمثالي".

وتدعم الشابة يالي زكري (21 عاماً) والتي جاءت لتشارك في التجمّع في القدس من مدينة أسدود الساحلية، المرشحة المؤثرة، لأنها "تحارب من أجل الأفكار التي أؤمن بها".

ويوافقها والدها إيلان زكري (52 عاماً) الرأي، ويرى أن "الوقت حان لدخول الشباب إلى البرلمان".

حملة موشتار

وتأمل موشتار في أن تصل "دماء جديدة إلى المؤسسات" في الانتخابات التشريعية القادمة.

وإلى جانب خفض تكاليف المعيشة، تقترح موشتار إجراء مجموعة استفتاءات حول مسائل تتعلّق بالدين والدولة والنزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

وتفتقر حملة موشتار الوليدة إلى التمويل الذي تتمتع به الأحزاب السياسية في إسرائيل.

وتقول إن ثروتها تتمثل بوجود أكثر من 100 ألف متابع على حسابها على تيك توك، وبالتالي "أنشر الكثير من مقاطع الفيديو وهذا ما لدي".

وتستدرك "ليس لدي المال لشراء لوحات إعلانية كبيرة".

ويمثل "شباب متحمسون" حالياً حوالى واحد في المئة من الأصوات، وهي نسبة أقل بكثير من النسبة المطلوبة للدخول إلى البرلمان والبالغة 3,25 في المئة.

وفي حال فوز بعض أعضاء لائحتها بمقاعد في الكنيست، فسيكون حزبها منفتحاً للانضمام إلى أي ائتلاف "يمنحنا ما نريد"، بحسب موشتار.

ويقول أوريل ماتالون (20 عاماً) لفرانس برس "يجب أن يخوض أحدهم هذه المعركة، فهي مهمة جداً للشباب".

ويضيف "أتمنى لها النجاح"، لكنه يشير إلى أن صوته سيذهب إلى حزب الزعيم اليميني المتشدد إيتمار بن غفير.