القدس: حقق رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو الخميس فوزا كبيرا لحزبه ولكتلته اليمينية مع فرز كل الأصوات تقريبا بعد انتخابات الثلاثاء، ما سيساعده على تشكيل الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ الدولة العبرية.

وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية الخميس بعد فرز 99 بالمئة من الأصوات فوز الكتلة اليمينية التي يتزعمها نتانياهو بأغلبية مقاعد الكنيست في الانتخابات الخامسة خلال أقل من أربع سنوات.

وأظهرت النتائج حصول الليكود على 32 مقعدا، و18 مقعدا للحزبين المتدينين المتشددين، يهودوت هتوراه لليهود الاشكناز الغربين وحزب شاس لليهود الشرقيين (سفراديم)، و14 مقعدًا لتحالف اليمين المتطرف "الصهيونية الدينية".

وبذلك تكون الكتلة اليمينية برئاسة نتانياهو حصلت على64 مقعدا، أي أغلبية مستقرة في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا وبالتالي إنهاء حقبة غير مسبوقة من الجمود السياسي، فيما يقول المحللون إنه سيشكل حكومة هي الأكثر يمينية في تاريخ البلاد.

أما بالنسبة لرئيس الوزراء المنتهية ولايته يائير لبيد، زعيم حزب يش عتيد (هناك مستقبل) الوسطي فتشير النتائج إلى حصوله على 24 مقعدا لحزبه و51 لكتلته مع حلفائه.

قاد رئيس الوزراء السابق المتشدد عدة هجمات ضد الفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة، وبعد ساعات من تأكيد فوزه في الانتخابات أطلقت صواريخ من القطاع المحاصر باتجاه إسرائيل.

وقال الجيش أنه اعترض أحد الصواريخ والثلاثة الأخرى "انفجرت داخل قطاع غزة". وهذه أول عملية إطلاق مقذوفات من القطاع منذ آخر تصعيد استمر ثلاثة أيام في آب/أغسطس بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي. ولم تتبن أي جهة على الفور إطلاق الصواريخ الخميس.

هنأ لبيد نتانياهو على فوزه. وقال في بيان أصدره مكتبه "دولة إسرائيل فوق أي حساب أتمنى التوفيق لنتانياهو والنجاح لشعب إسرائيل ودولة إسرائيل".

وأبلغ لبيد نتانياهو بأنه أصدر تعليماته إلى مكتبه للتحضير لانتقال منظم للسلطة.

وحصل على الخمسة مقاعد المتبقية تحالف الجبهة والعربية للتغيير برئاسة أيمن عودة وأحمد الطيبي، المعارض للطرفين.

أما حزب "ميرتس" اليساري فلم يتجاوز عتبة الحسم البالغة 3,25 في المئة وهي النسبة المطلوبة لتأمين أربعة مقاعد برلمانية.

كذلك لم يتجاوز حزب التجمع الديموقراطي عتبة الحسم.

أكدت وسائل إعلام إسرائيلية الخميس بدء نتانياهو بإجراء محادثات ائتلافية لكن لم يتم تأكيد ذلك من قبل حزبه الليكود.

وستعلن لجنة الانتخابات المركزية النتائج الرسمية الأربعاء القادم. وسيتم تقديمها إلى الرئيس إسحق هرتسوغ الذي سيتعين عليه تكليف نتانياهو بمهمة تشكيل الحكومة خلال 42 يوما.

أما نتانياهو فسيبدأ بتوزيع الحقائب الوزارية على شركائه في التحالف وهذا يعني منح حقائب مهمة لأعضاء تكتل الصهيونية الدينية اليميني المتطرف الذي حصل على 14 مقعدا، الأمر الذي يعتبر سابقة.

من جهته، طالب الزعيم اليميني المناهض للعرب إيتمار بن غفير وهو الذي لطالما طالب بضم إسرائيل لكامل الضفة الغربية بتولي حقيبة الأمن العام وهو منصب سيجعله مسؤولا عن الشرطة.

وكان بن غفير قد جدد مؤخرا دعواته للأجهزة الأمنية باستخدام مزيد من القوة في مواجهة تصاعد النزاع مع الفلسطينيين.

وقال بن غفير ليلة الانتخابات "حان الوقت لنعود أسياد بلادنا".

بالنسبة للمحاضرة السياسية في جامعة بار إيلان الإسرائيلية يوليا إلعاد سترينغز فإن بن غفير هو "الرابح الأكبر في هذه الانتخابات".

وقالت سترينغز "لقد سحب (بن غفير) من الحريديم (اليهود المتزمتين) ومن الليكود ناخبين شبابا جدد وأشخاصا لم يحددوا خياراتهم".

أما بتسلئيل سموتريتش فيسعى إلى الحصول على وزارة الدفاع وهو مسعى غير مريح لنتانياهو الذي حرص على الاحتفاظ بالمنصب على مدار 15 عاما قضاها في السلطة.

ويبدو أن وجود بن غفير في حكومة مستقبلية قد أثار قلق الخارجية الأميركية.

وتزامنت انتخابات الثلاثاء مع تصاعد العنف في القدس الشرقية المحتلة التي ضمتها إسرائيل.

وقتل أكثر من 34 فلسطينيا وثلاثة إسرائيليين منذ بداية تشرين الأول/أكتوبر وفق حصيلة لفرانس برس في أنحاء مختلفة من الاراضي الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية.

والخميس قتل أربعة فلسطينيين برصاص الجيش والشرطة الإسرائيليين، أحدهم نفذ هجومًا في القدس الشرقية المحتلة، فيما قتل آخر في شمال غرب القدس واثنان في جنين في عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي، وسط تصاعد المواجهات وأعمال العنف.

وفيما اعتبر الكثير من المرشحين أن الأمن مصدر قلق، لم يقم أي منهم بحملة على أساس برنامج لإحياء محادثات السلام المتوقفة مع الفلسطينيين.

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الخميس إن "الأيام المقبلة كما يبدو ستأتي بحكومة متطرفين، لم تأت الانتخابات الإسرائيلية بشريك للسلام، ونحن نريد إنهاء الاحتلال استنادا إلى الشرعية الدولية والقانون الدولي".

ويُنظر إلى انقسام الأحزاب العربية كسبب سمح بتصدر نتانياهو بعد أن خاضت الانتخابات بثلاث قوائم منفصلة بدلا من قائمة واحدة مشتركة سمحت لها بالفوز بعدد قياسي من المقاعد في انتخابات آذار/مارس 2020.

وتسبب الانقسام في ضياع أصوات الناخبين العرب وعدم اجتياز بعض القوائم عتبة الحسم.

ودافع زعيم حزب التجمع الوطني الديموقراطي سامي أبو شحادة عن قرار حزبه الترشح بشكل مستقل.

وقال النائب العربي الذي يرفض بشكل تام أي تعاون مع الحكومات الإسرائيلية "ربما فقدنا تمثيلنا في الكنيست (البرلمان) لكن كسبنا حب شعبنا".

وهنأ عدد من القادة الأجانب نتانياهو على فوزه، ولا سيما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي قال عبر تويتر إنه يتمنى "فتح صفحة جديدة بالتعاون مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة".

وأشاد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أيضا بنتانياهو في منشورات في تويتر.

وكتب رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان عبر تويتر "يا له من انتصار عظيم لبنيامين نتانياهو في إسرائيل!"، واصفا نتانياهو بأنه "صديق المجر".

وتحدث نتنياهو عبر الهاتف مع قادة المجر ورومانيا والنمسا، بحسب مكتبه.