إيلاف من بيروت: ماذا لو أدى الهجوم الأوكراني الحالي إلى انتصار كييف في الحرب؟ ماذا لو قبلت روسيا في النهاية أن الحرب وصلت إلى طريق مسدود وأطيح فلاديمير بوتين من السلطة؟ قد يوفر ذلك فرصة نادرة لتصحيح خطوط الحدود المشوهة لأوروبا والدخول في سلام دام عقودًا بين روسيا والغرب.

كي يحدث ذلك، على الغرب الاستمرار في الضغط على روسيا بفرض العقوبات عليها. فتدرك موسكو، في النهاية، أن أمامها خياران: إحياء علاقاتها مع أوروبا أو الوقوع في أحضان الصين. الخيار الأخير سيكون كابوسًا استراتيجيًا وعسكريًا وثقافيًا ودينيًا. فيما يتطلب الخيار الأول تقديم موسكو تنازلات كبيرة.

بعض القضايا الحاسمة

- إعادة الإعمار الأوكرانية: على الحكومة الروسية والشركات والأوليغارشية دفع تعويضات تصل إلى مئات المليارات من الدولارات لإصلاح الأضرار المادية الناجمة عن الغزو.

- قيود عسكرية: يجب أن تحظر روسيا بموجب معاهدة الاحتفاظ بأي سفن عسكرية أو ذات صلة بالجيش أو طائرات من دون طيار أو طائرات عسكرية في بحر البلطيق أو البحر الأسود أو بحر آزوف 50 عامًا. وعلى روسيا أيضًا سحب جميع وحداتها العسكرية وشبه العسكرية وأسلحتها في نطاق 60 ميلًا على الأقل من حدودها الغربية، من فنلندا في الشمال إلى جورجيا في الجنوب، بما في ذلك حدود بيلاروسيا. ستكون هذه المبادرة مماثلة لولاية راينلاند الألمانية المنزوعة السلاح بعد الحرب العالمية الأولى. وبمجرد أن تنتهي روسيا من عمليات الانسحاب البري، على حلف شمال الأطلسي أن يبدأ انسحابًا مماثلًا لقواته بعيدًا عن الحدود الروسية.

- جرائم الحرب: يجب أن تواجه روسيا العقوبات على الفظائع التي ارتكبتها في الحرب، وأن يُطلب إلى المحاكم الأوكرانية تسليم أي جندي أو مدني روسي ورد اسمه في لائحة اتهام بارتكاب جرائم حرب وضابط قائد أي وحدة عسكرية روسية مرتبطة بجرائم حرب. وهذا ينطبق أيضًا على المرتزقة. قد يؤدي تسليم المرتزقة إلى أوكرانيا للمحاكمة والعقاب إلى ردع خدمة المرتزقة في النزاعات المستقبلية.

- الأسلحة النووية: بموجب معاهدة مع الناتو، يجب أن توافق روسيا على خفض أسلحتها النووية على الفور إلى عدد ونوعية لا تزيد أهمية عن تلك التي تمتلكها الولايات المتحدة، وتوافق على عمليات التفتيش يقوم بها الناتو لضمان الامتثال. وعلى موسكو، بموجب المعاهدة، أن تسحب رسميًا تهديداتها باستخدام أسلحة نووية تكتيكية في أوروبا وأن تتعهد بعدم البدء باستخدام الأسلحة النووية.

- القرصنة: يجب أن تتعهد روسيا بإنهاء القرصنة ضد أي دولة من دول الناتو وإلغاء جميع مجموعات القرصنة العامة والخاصة المناهضة للغرب.

- إعادة التثقيف: لضمان فهم الروس خطورة جرائم قادتهم وأسباب العقوبات المرتبطة برد الحقوق، على الحكومة الروسية أن تطلب من الصحف والمجلات والمدونات الحكومية والإعلامية والمحطات التلفزيونية والإذاعية، ولمدة عامين، الترويج لخطورة العدوان الروسي وجرائم الحرب على مدى 75 عامًا الماضية. يجب أن تتضمن الكتب المدرسية الروسية والقراءات ذات الصلة روايات دقيقة للعدوان الروسي وجرائم الحرب في العقود الأخيرة. تشبه هذه الإجراءات الاعتراف بما كان على ألمانيا أن تقدمه للتكفير عن الذنب بسبب عدوانها في الحرب العالمية الثانية.

- الصين: مع الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية والتجارية العادلة مع الصين، على روسيا الانسحاب من معاهدة الصداقة الصينية - الروسية لعام 2001، التي أقامت علاقات عسكرية ودبلوماسية واقتصادية وثيقة بين البلدين.

- الأرض: لعقود، سرقت موسكو أراضٍ من جيرانها. استولت على أجزاء من منطقة كاريليا وسالا وكل بيتسامو من فنلندا في عام 1940، وجزر كوريا الجنوبية (الأقاليم الشمالية) من اليابان في عام 1945، وترانسنيستريا من مولدوفا في عام 1992، وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية من جورجيا في عام 2008، وشبه جزيرة القرم وأجزاء من شرق أوكرانيا في عام 2014. يجب أن تعود جميع هذه الأراضي إلى أصحابها الشرعيين. كالينينغراد، التي تم الاستيلاء عليها من ألمانيا عام 1945، تنتمي جغرافيا لبولندا. على روسيا أن تسحب قواتها العسكرية والشرطية والمدنية والدبلوماسية من بيلاروسيا وأن تتعهد بعدم التدخل في الانتخابات في تلك الدولة.

ما الفائدة من هذه التنازلات؟

بمجرد التوصل إلى اتفاق مع دول الناتو، يوافق كل طرف على معاهدة سلام ويخفف العقوبات بحذر على مدى عشر سنوات أو أكثر.

قد يشمل هذا التسهيل زيادة تدريجية في تسيير رحلات الخطوط الجوية بين روسيا والغرب، وزيادة محسوبة في عدد الدبلوماسيين الروس المسموح بهم في الغرب، وزيادة الهجرة القانونية الروسية إلى الغرب، والتوسع في تجارة السلع غير الاستراتيجية، وتقليل القيود المالية، واستئناف قطع غيار الطائرات واتفاقيات الخدمة مع شركات صناعة الطائرات الغربية.

في أثناء تنفيذ هذه الإجراءات العقابية والتصالحية، على حلف الناتو والدول الغربية غير الأعضاء مناقشة الخطوات طويلة المدى التي يمكن روسيا من خلالها الاندماج تدريجيًا مع المؤسسات الاقتصادية والسياسية والثقافية والدينية الغربية.

يمكن الاتحاد الأوروبي الذي لعب دورًا مفيدًا في دمج المجتمعات الشيوعية سابقًا في أوروبا الشرقية والوسطى قيادة هذا المسعى. وسيكون الهدف من هذه التدابير أن تكون روسيا دولة ناشئة ديمقراطية تتباهى بوضعها الجديد كعضو قيادي في الغرب المعاد تشكيله.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "1945" الأميركي