مقديشو: قُتل 19 شخصا على الأقل وأصيب عدد آخر بجروح في هجوم بسيارتين مفخختين في بلدة وسط الصومال الأربعاء، تبنته حركة الشباب وفق ما أفاد قائد مجموعة مسلحة في محافظة حيران.

انفجرت السيارتان المفخختان بشكل متزامن في محاس، البلدة الواقعة في حيران حيث بدأ هجوم واسع ضد حركة الشباب قبل أشهر بقيادة قوات من العشائر والجيش الصومالي.

وأعلنت حركة الشباب التي تخوض منذ سنوات تمردا ضد الحكومة المركزية الضعيفة مسؤوليتها عن الهجوم وفق ما ذكرت مجموعة الرصد "سايت".

وقال محمد معلم آدم قائد مجموعة مسلحة محلية مرتبطة بالقوات الحكومية في محاس إن "19 شخصا، بينهم عناصر في القوات الأمنية ومدنيون، قتلوا في التفجيرين".

من ناحيته قال عبد الكريم حسن أحد أعيان محاس إن "قرابة 20 شخصا قتلوا في التفجيرين".

وقال محمود سليمان وهو من وجهاء المنطقة إن 52 شخصا أصيبوا بجروح و"نقل غالبيتهم إلى مقديشو للعلاج".

وأكد مسؤولون أمنيون وزعماء محليون إن قاعدتين عسكريتين استهدفتا في محاس ردا على عمليات ضد المسلحين.

وقالت حركة الشباب إن مقاتليها فجروا عبوات عند قواعد عسكرية في محاس وهاجموا قاعدة أخرى في دادان أد، على بعد نحو 17 كلم بحسب سايت.

وقال قائد الشرطة في محاس عثمان نور إن "الارهابيين وبعد أن هُزموا لجأوا إلى استهداف المدنيين بشكل يائس، لكن هذا لن يوقف إرادة الشعب على مواصلة دحرهم".

مطلع تموز/يوليو، هبت العشائر في محافظة حيران ضد المتمردين الإسلاميين. وأرسلت حكومة حسن شيخ محمود التي توعدت ب"حرب شاملة" ضد الإسلاميين، الجيش في ايلول/سبتمبر لدعم فصائل العشائر المعروفة باسم "مكاويسلي".

وسمح هذا الهجوم المدعوم من قوة الاتحاد الإفريقي في الصومال وبغارات جوية أميركية، باستعادة مناطق شاسعة في ولايتين في وسط البلاد، هما هيرشابيل - حيث تقع حيران - وغالمودوغ.

اكدت الحكومة مطلع كانون الأول/ديسمبر أنها سيطرت على عدن يابال وهي منطقة رمزية في هيرشابيل تحتلها حركة الشباب منذ عام 2016 ووصفت على أنها "ساحة تدريب" ونقطة لوجستية للمتمردين في المنطقة.

لكن مقاتلي الشباب ما زالوا يشنون هجمات دامية انتقاما.

في 29 تشرين الأول/اكتوبر، انفجرت سيارتان مفخختان بفارق دقائق في العاصمة مقديشو مما أسفر عن مقتل 121 شخصا وإصابة 333 آخرين في أعنف هجوم في الدولة الواقعة في القرن الافريقي منذ خمس سنوات.

كما أدى هجوم ثلاثي في بلدوين عاصمة حيران إلى مقتل 30 شخصا بينهم مسؤولون محليون مطلع تشرين الاول/أكتوبر، وكان ما لا يقل عن 21 من نزلاء فندق في مقديشو قُتلوا في آب/أغسطس في هجوم نوعي استمر 30 ساعة.

يظهر الهجوم الدامي في محاس أن المتمردين ما زالوا قادرين على توجيه ضربات في قلب المدن وللمنشآت العسكرية الصومالية.

تحارب حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، الحكومة الفدرالية التي تحظى بدعم المجتمع الدولي. وإن أمكن إخراجهم من المدن الرئيسية في البلاد في 2011-2012، ما زال المتمردون منتشرين في مناطق ريفية شاسعة.