إيلاف من بيروت: ألغت لجنة الإشراف على الرقابة في شركة "ميتا" (الشركة الأم لفيسبوك) قرار الشركة بحذف المنشورات التي تحتوي على شعار "الموت لخامنئي". وأعلنت أن هذا الشعار شعار سياسي، لا يعني التهديد، ولا يخالف لوائح الشركة بمنع نشر التحريض على العنف.

وبحسب تقرير نشره موقع "إيران إنترناشونال" المعارض، أصدرت اللجنة التي تمولها شركة "ميتا" لكنها تعمل بشكل مستقل الاثنين 9 يناير (كانون الثاني)، بيانا أشارت فيه إلى دور خامنئي في قمع الاحتجاجات على مستوى البلاد خلال الأشهر الأخيرة في إيران. كما طلبت لجنة الإشراف في "ميتا" من هذه الشركة السماح بمنشورات تحتوي على شعار "الموت لخامنئي" الذي حذفته الشركة من الشبكات الاجتماعية قبل ذلك.

شعار سياسي

بناء على هذا القرار "ترى لجنة الرقابة أن إزالة هذه المنشورات لا تتماشى مع معايير وقيم ومسؤوليات شركة ميتا في مجال حقوق الإنسان". وأكدت اللجنة أنه بناء على الأوضاع الاجتماعية والسياسية واللغوية العامة في إيران، يجب تفسير شعار "الموت لخامنئي" على أنه يعني "الإطاحة"، وهو "شعار سياسي ولا ينطوي على تحريض بالعنف".

يشار إلى أن العبارة المحذوفة من المنصة نشرت في الصيف الماضي، وكانت تحتوي على رسم كاريكاتيري لخامنئي تحت عنوان "الموت للنظام الإسلامي المناهض للمرأة"، و"الموت للمرشد القذر خامنئي". ومنذ سبتمبر (أيلول) الماضي، انطلقت الانتفاضة الشعبية للإيرانيين ضد النظام عقب مقتل الشابة مهسا أميني، بيد "شرطة الأخلاق" الإيرانية، ورفع المحتجون في جميع أنحاء إيران شعار "الموت لخامنئي".

وأزالت شركة "ميتا" بشكل متكرر منشورات بهذا الخصوص بذريعة أنها قد تكون عنيفة. وسبق أن تجمع عدد من الخبراء الإيرانيين في مجال التكنولوجيا والناشطين السياسيين في شمال كاليفورنيا احتجاجا على سياسات شركة "ميتا" في مجال الرقابة وإزالة محتوى ينشره معارضو النظام الإيراني على شبكات التواصل الاجتماعي.

لن أمثل

إلى ذلك، أعلن الناشط السياسي الإيراني، أبوالفضل قدياني، أن النيابة العامة استدعته، أمس السبت، من خلال اتصال هاتفي، للمثول أمامها، غدا الاثنين. وقال إنه لن ينفذ أمر النيابة العامة إلا إذا تم استدعاؤه "رسميا".

وبحسب الموقع نفسه، أكد هذا الناشط السياسي مجددا أن "المحاكم، والنيابة العامة، والمحاكم الثورية، غير قانونية وفقا للمواد 159، و172، و173 في الدستور الإيراني". وأكد أن الجهاز القضائي الإيراني يفتقر إلى "الاستقلال"، ويشرف عليه المرشد الإيراني، علي خامنئي وقواته القمعية.

وصرح قدياني بأنه لن يمثل أمام النيابة لأنه يعتبر الآراء الصادرة عن هذا الجهاز "عملا إجراميا تفتقر للشرعية ويمكن مقاضاتها ومعاقبتها"، مضيفًا أنه في حال استدعائه "رسميا"- وليس عبر الهاتف- لتنفيذ عقوبة السجن، فإنه سيرحب بالسجن رغم أمراضه، حيث إن احتجاز "السجناء السياسيين يعتبر وثيقة لإدانة علي خامنئي، الطاغية المستبد والمحب للسلطة، أعلم أن عداوته للشعب الإيراني قد ثبتت للجميع".

قبل أيام، وصف قدياني، المقيم في طهران المرشد الإيراني علي خامنئي بأنه "العدو الأكبر للشعب الإيراني" والمثال الأبرز لـ"الإفساد في الأرض والحرابة"، وقال: "تأكدوا أن هذا النظام سيرحل".

التظاهرات مستمرة

وأكد موقع "إيران إنترناشونال" المعارض استمرار التظاهرات. فقد شهدت مناطق مختلفة من طهران وكذلك مدن إيرانية أخرى، بما في ذلك قزوين، وأصفهان، ومشهد، وسنندج، وبندر عباس، وجوهردشت كرج، وأراك، مساء الأحد، تجمعات شعبية تلبيةً للدعوات إحياء الذكرى الثالثة لإسقاط الطائرة الأوكرانية بصواريخ الحرس الثوري.

في طهران، تجمع المواطنون في مناطق مثل هفت حوض، وشارع فردوس، وشارع "انقلاب"، وصادقية، وستارخان، وشريعتي والعديد من محطات المترو، مرددين شعارات مثل: "هذا العام هو عام الدم، سيسقط فيه المرشد خامنئي"، و"الموت للديكتاتور"، و"عار علينا، مرشدنا الجاهل".

وأقام طلاب جامعة شريف في طهران مراسم تأبين ضحايا إسقاط الطائرة الأوكرانية. كما أضاءت مجموعة من المواطنين رمز جمعية عائلات ضحايا الطائرة الأوكرانية على جدار "مسجد مجمع وليعصر الديني الثقافي" في طهران في حركة احتجاجية تخليداً لذكرى ضحايا هذه الرحلة.

كما نزل المتظاهرون في أراك إلى الشوارع وأخذوا يضربون أقدامهم على الأرض في مسيرة صامتة دون هتافات كعلامة على الاحتجاج.

الموت لخامنئي

تزامنا مع طهران، ردد المتظاهرون في أصفهان شعارات مثل "الموت لخامنئي"، وفي مشهد هتف الحتجون: "الفقر والفساد والغلاء، سنذهب حتى الإطاحة"، وفي قزوين شعار "الموت للديكتاتور".

تشير التقارير ومقاطع الفيديو الواردة من سنندج إلى أن المحتجين تجمعوا وأشعلوا النيران مساء الأحد.

وقد دفع تزامن ذكرى إسقاط الطائرة الأوكرانية مع عمليات الإعدام الجديدة في إيران، والتي أودت بحياة اثنين من المتظاهرين، محمد مهدي كرمي، ومحمد حسيني، دفع المواطنين إلى ترديد شعار"الموت لجمهورية الإعدام" في مسيرات ليلة الأحد، بما في ذلك في طهران.

في اليومين الماضيين، قام المحتجون بوضع العديد من الرسومات على الجدران في الشوارع العامة للتعبير عن اشمئزازهم من عمليات الإعدام، مع رسالة مفادها أن "النظام لا يستطيع قمع الانتفاضة الشعبية بالإعدامات".