إيلاف من لندن: شهدت بغداد ومحافظات خارجها الجمعة تنظيم صلاة شيعية سنية موحدة شارك فيها الآلاف من أتباع ومناصري التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر اعتبرت تأكيد لقدرته على التحشيد وعودة الى المشهد السياسي.

فقد أقيمت صلاة حاشدة موحدة اليوم في مدينة الصدر معقل الصدر في العاصمة العراقية وكذلك في محافظات خارجها شارك فيها آلاف العراقيين تحت شعار "عام التغيير" وفي مشهد عده مراقبون تأكيد على استمرار قوة التيار الصدري وقدرته على تحشيد انصاره ومؤيديه.

معاداة الفساد
وفي خطبة الجمعة للصدر التي تابعتها "ايلاف" فقد أكد على ضرورة الاستمرار في إقامة صلاة الجمعة الموحدة حتى لو مات وذلك "لإدامة الهداية والإيمان وحب الوطن وزرع الشجاعة في قلوب المؤمنين".
وشدد على أن الاستمرار في هذه الصلاة هدفه أيضاً حب الإصلاح ومعاداة الباطل وأهله والفساد والفحشاء وقول الحق في زمن ندر فيه قول الحق.. منوهاً الى أنها "علمتنا بغض الاحتلال والاستعمار وأفكاره واتباعه وما مقاومتنا للاحتلال الا ثمرة من ثمارها" في إشارة الى رفع تياره السلاح بوجه القوات الأميركية لدى غزوها العراق عام 2003 .
وأوصى الصدر أنصاره قائلاً "الجمعة في ذمتكم فاستمروا على صلاتها ولو مات مقتدى الصدر فهي عز الدين والمذهب والوطن" فيما لوحظ عدم مهاجمة الخطبة لخصوم التيار الصدري من القوى السياسية الشيعية الموالية لايران المنخرطة في الاطار التنسيقي.


صلاة الجمعة الشيعية السنية الموحدة للتيار الصدري في بغداد الجمعة 13 يناير 2023 (تويتر)

اختبار لقوة التيار الصدري
ويُعتبر تنظيم التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر اليوم لهذه الصلاة الموحدة الشيعية السنية تأكيد على احتفاظ التيار بشعبيته وجماهيره الواسعة والتي سيتحرك من خلالها بخطوات مدروسة لإنهاء مقاطعته للعملية السياسية منذ سحب نوابه من البرلمان العراقي الذين يشكلون الأغلبية (73 نائباً من مجموع 329 برلمانياً) نتيجة فوزه في الانتخابات المبكرة التي جرت في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر عام 2021.
وأبلغ مصدر عراقي "ايلاف" بعد عودته من البصرة هذا الأسبوع إثر زيارة لها التقى خلالها مع عناصر وقياديين في التيار الصدري أن الصدريين ما زالوا متماسكين بانتظار إشارة من الصدر للتحرك السياسي يعتقد أن موعده سيكون لمناسبة مرور 100 يوم على تولي محمد شياع السوداني مهامه رئيساً للحكومة في 27 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي والتي تحل مطلع الشهر المقبل لتقييم عمله وما أنجزه من وعود أطلقها في برنامجه الحكومي الذي وافق عليه البرلمان وخاصة منه مايتعلق باجراء انتخابات عامة جديدة وانتخابات للحكومات المحلية (مجالس المحافظات) موعدها تشرين الأول/ أكتوبر المقبل والتي يتطلع التيار الى السيطرة من خلالها على أكبر عدد منها محققا أغلبية مريحة تغنيه عن التحالف مع أي حزب أو ائتلاف بعد أن كان البرلمان قد صوت في أواخر عام 2019 على حلها استجابة لمطالب المحتجين في الانتفاضة الشعبية التي شهدتها البلاد آنذاك والتي اتهمت تلك المجالس بالتورط في الفساد.
وتكتسي الحكومات المحلية أهميتها من كونها تشكل حلقة رئيسية في تنفيذ القرارات الحكومية واختيار المحافظين ولها تأثير كبير على القوى السياسية في أيّ استحقاق برلماني.

لا محاكمة لرؤوس الفساد
ويشير المصدر الى أن الصدريين سيثيرون عدم جدية الحكومة الحالية في محاكمة رؤوس الفساد من القادة المتنفذين الذين حكموا البلاد خلال العشرين سنة الماضية وإطلاقها لعدد من الضالعين بسرقة القرن الاخيرة بذريعة اعادتهم لبعض الاموال التي سرقوها.
ويقول أن الأوساط الشعبية العراقية بدأت تتململ ايضا ضد ارتفاع ألاسعار وخاصة العذائية منها بسبب انخفاض قيمة الدينار العراقي أمام الدولار وفشل الحكومة في معالجة هذه المشكلة التي دخلت شهرها الثاني.

تنظيم للصفوف
ومن جانبه يقول قيادي في التيار الصدري في تصريحات للاعلام المحلي تابعتها "ايلاف" أن "صلاة الجمعة هي واحدة من أهم عناوين التيار وسر التواصل بينه وبين جمهوره".
وأضاف أن التيار "يقوم بعمليات تحشيد وتنظيم للصفوف واعادة هيكلة بعض المفاصل في عام اطلق عليه اسم عام التغيير.. التغيير الشامل ومن ضمنه السياسي بالتأكيد".
ويتوقع القيادي الصدري متفقاً مع محمد الحلبوسي رئيس البرلمان بأن العام الحالي 2023 قد يحمل تغييرات سياسية كبيرة لا يتعدى حدوثها الربع الأول من السنة.
ونوه إلى أن الصلاة الموحدة "ليست عبادة فقط وإنما هي رسائل سياسية واجتماعية ووسيلة للتواصل مع الجمهور".
وكانت آخر صلاة جمعة موحدة اقامها التيار في بغداد اثناء الاعتصامات داخل المنطقة الخضراء التي انتهت في آب/أغسطس عام 2022 بمواجهات مسلحة بين مسلحي التيار ومسلحي الإطار التنسيقي للقوى الشيعية الموالية لإيران أسفرت عن مصرع 36 عنصراً من الصدريين أعقبها إعلان الصدر عدم اشتراك تياره في حكومة السوداني الجديدة.

انقسامات الإطار الشيعي
وتعتبر الظروف السياسية التي يمر بها العراق حالياً مؤهلة لاستئناف التيار الصدري لنشاطه في ظل الانقسامات التي تضرب منافسه السياسي الإطار التنسيقي للقوى السياسية الشيعية بسبب تنافسها على مناصب الدرجات الخاصة ومستشاري الرئاسات والوزارات التي تدر عليها الملايين من الدولارات إضافة الى الخلافات حول أزمة الدولار.
ويشير مراقبون الى ان أمام التيار الصدري فرصة كبيرة حالياً في العودة للهيمنة على المحافظات الجنوبية الشيعية من خلال بوابة انتخابات الحكومات المحلية
وينتظر التيار حاليًا ما ستثمر عنه المفاوضات الجارية بين القوى السياسية الحاكمة بشأن تعديل القانون الانتخابي وسط مؤشرات بتوافق بين القوى السياسية الحاكمة على العودة إلى نظام "سانت ليغو" الذي طبق في جميع الانتخابات التي شهدها العراق منذ عام 2003 عدا المبكرة التي جرت عام 2021 ومن شأنه وضع عراقيل "قانونية" أمام القوى المدنية والأحزاب الناشئة لتحقيق نتائج مرضية خلالها.