البصرة (العراق): قُتل شخص على الأقلّ الخميس، فيما أصيب "العشرات" بجروح، نتيجة تدافع بين مشجعين تجمعوا منذ الصباح الباكر أمام ملعب جذع النخلة في البصرة في جنوب العراق، لمشاهدة المباراة النهائية لكأس الخليج التي تجمع بين العراق وعُمان، كما أفاد مصدران طبي وأمني لوكالة فرانس برس.

ويتطلع الكثير من العراقيين إلى هذه المباراة النهائية لكأس الخليج الخامس والعشرين، وهي بطولة يستقبلها العراق على أرضه للمرة الأولى منذ أكثر من 40 عاماً، مرّ خلالها بالعديد من الحروب والنزاعات.

وقال مصدر طبي فضّل عدم الكشف عن هويته إن "شخصاً فارق الحياة، فيما أصيب نحو عشرات آخرين بجروح طفيفة"، جراء تدافع بين آلاف المشجعين الذين لا يحملون بطاقات ويريدون مشاهدة المباراة التي تنطلق عند الساعة السابعة مساءً (16,00 بتوقيت غرينتش).

وأكّد مصدر في وزارة الداخلية هذه الحصيلة. وقال المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويته إن "سبب التدافع قدوم أعداد كبيرة من المشجعين خصوصا الأشخاص الذين لا يمتلكون بطاقة".

وأضاف أن المشجعين "تجمهروا منذ الصباح وحاولوا الدخول"، ما أدى إلى الاكتظاظ أمام أبواب الملعب وحصول تدافع.

وأفاد مصور في فرانس برس متواجد داخل الملعب عن سماع أصوات سيارات إسعاف جاءت لتقلّ جرحى هذا الحادث، مضيفاً أن بوابات الدخول إلى الملعب كانت مغلقة عند وقوع التدافع.

وفي أعقاب الحادث، توجه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى البصرة، وفق بيان صادر عن مكتبه.

وذكر البيان أن السوداني عقد "اجتماعاً عاجلاً مع عدد من الوزراء ومحافظ البصرة للوقوف على التحضيرات الخاصة بنهائي خليجي 25".

وفي رسالة، دعا السوادني أهالي البصرة إلى "تقديم العون والمؤازرة لكل إخوتكم في الجهات المعنية لإظهار نهائي بطولة خليجي 25 بأجمل وجه".

في الأثناء، دعت قيادة الجيش العراقي العراقيين في بيان إلى "الالتزام بالتعليمات والتوجيهات الخاصة بنهائي بطولة الخليج في نسختها الخامسة والعشرين"، وذلك "من أجل اتمام هذا العرس الكروي بشكل حضاري يليق بتاريخ العراق".

وأظهرت مشاهد التقطها مصوّرو فرانس برس تجمّع الآلاف من الأشخاص في محيط الملعب منذ ساعات الصباح الأولى.

وتكتسي هذه المباراة أهمية كبيرة عند العراقيين، إذ في حال فوز العراق فيها، سيكون ذلك اللقب الرابع في تاريخه والأول منذ ما يقارب 35 عاماً.

وتضمّ البطولة 8 دول، هي العراق والكويت وعمان والسعودية والبحرين وقطر واليمن والإمارات.

لكن مشاكل في التنظيم ظهرت منذ افتتاح البطولة قبل أسبوعين، حيث لم يتمكن صحافيون وآلاف المشجعين من حاملي البطاقات، من الدخول إلى الملعب، بدون أسباب واضحة.

كذلك، شهدت الافتتاحية مغادرة وفد الكويت، ما دفع العراق للاعتذار بسبب بعض المشاكل التنظيمية.

وأعرب حينها الاتحاد العراقي لكرة القدم عن "أسفه الشديد لمشاهد التدافع الجماهيريّ التي حدثت أمام الملعبِ وداخل المقصورةِ الرئيسية"، مؤكداً أن "الاتحاد العراقي وكذلك القائمين على تنظيمِ البطولة، سيضعان في الاعتبار ضرورةَ تلافي ما حدثَ لضمان ظهور العمليةِ التنظيميّةِ في أفضل صورةٍ ابتداءً من مبارياتِ اليوم الثاني للبطولة".

ومنذ أسبوعين، بدأت مدينة البصرة باستقبال الآلاف من المشجعين العرب الذين توافدوا إلى هذه المدينة الواقعة في أقصى جنوب العراق، وتعدّ مركز أغنى محافظة عراقية بالنفط، لكنها تعاني من تردّي في بنيتها التحتية.

ويشهد العراق أحياناً حوادث مماثلة، كان آخرها حادث التدافع الذي حصل في كربلاء أثناء ذكرى عاشوراء في العام 2019، والتي يشارك فيها ملايين المسلمين الشيعة من العراق ومن دول مجاورة، وقتل فيه 31 شخصاً.