ليما: دعت رئيسة البيرو دينا بولوارتي التي تواجه أزمة سياسية واجتماعية خطيرة منذ توليها السلطة قبل شهرين، الجمعة إلى حوار واسع لوضع "برنامج للبلاد" التي وصفتها بأنها "ديموقراطية هشة".
وقالت بولوراتي في مؤتمر صحافي إلى جانب رئيس الوزراء ألبرتو أوتارولا "سعيا إلى السلام، أدعو صراحة جميع القادة السياسيين من كل حزب، وكذلك قادة المنظمات الاجتماعية والعمال والجميع بشكل عام، إلى الاجتماع من أجل وضع برنامج للبلاد على الطاولة".
أضافت الرئيسة البيروفية التي عرضت حصيلة أداء حكومتها "نعيش في ديموقراطية هشة (...) أعتقد أنها الأكثر هشاشة في أميركا اللاتينية، لكن الأمر عائد للبيروفيين، لنا، لتعزيز هذه الديموقراطية ومؤسساتنا".
وقالت إن الاحتجاجات التي تشهدها البلاد "ليست سلمية"، مشيرة إلى أن بعض المحتجين "يخرجون لإثارة العنف والفوضى والإرهاب (...) يخرجون بالعصي... بالحجارة، وأيضا بمقذوفات تسبب الضرر". وأضافت "لا يسير الجميع بطريقة سلمية".
وتابعت الرئيسة البيروفية أنه "إذا كانت هناك تجاوزات من جانب الشرطة، فإننا نأسف لهذه التصرفات"، مشيرة إلى أن "هناك أيضا عددا كبيرا من رجال الشرطة جرحوا وكثير منهم حالاتهم خطرة".
وعبرت عن أسفها "لموت مواطن في أبوريماك أمس (الخميس) في مواجهة أضرمت فيها النيران في حافلة نقل بين المقاطعات"، معبرة عن تعازيها لعائلته.
وكانت مواجهات جرت الخميس في إيماريس في منطقة أبوريماك (776 كلم جنوب ليما) أسفت عن مقتل شخص واحد.
وفي آخر هذه الاحتجاجات، جرح نحو خمسين متظاهرا في مسيرة جرت الأربعاء في مدينة خولياكا بجنوب البيرو إحياء لذكرى 18 مدنيا قتلوا قبل شهر في الاحتجاجات التي تطالب باستقالة الرئيسة بولوارتي، حسب تقرير للسلطات الصحية في المنطقة.
وفي ليما، سار حوالى ألفي عامل ينتمون إلى أكبر نقابة بيروفية بهدوء في وسط المدينة التاريخي باتجاه البرلمان. وقد ارتدوا قمصانا حمراء ولوحوا بأعلام نقابتهم.ووصلت المجموعة إلى منطقة تبعد مئة متر عن مبنى البرلمان لكن لم تحدث اشتباكات أو حوادث كبيرة.
ونظمت تظاهرات في مدن في منطقة الأنديس التي يأتي منها معظم المتظاهرين، وفي منطقة الأدغال بالقرب من الأمازون.
وبدأت التظاهرات التي قتل فيها 48 شخصا حتى الآن، بعد إطاحة الرئيس السابق بيدرو كاستيو في السابع من كانون الأول/ديسمبر بتهمة القيام بمحاولة الانقلاب عبر قراره حل البرلمان الذي كان على وشك أن يقصيه عن السلطة.
وتولت الرئاسة بدلا منه دينا بولوارتي نائب الرئيس حينذاك، بهدف استكمال فترة ولايته حتى 2026. وبولوارتي تنتمي إلى حزب كاستيو اليساري ويعتبرها المتظاهرون ومعظمهم من السكان الأصليين مثل الرئيس المخلوع، "خائنة" ويطالبون باستقالتها.
ويطالب المحتجون أيضا بحل البرلمان وعقد جمعية تأسيسية.
وبين حواجز الطرق والشلل الاقتصادي وحالة الطوارئ في تسع من مناطق البلاد البالغ عددها 25 ، لم تتمكن الرئاسة والبرلمان حتى الآن من التوصل إلى توافق في الآراء لإنهاء الأزمة.
وقرر البرلمان في قراءة أولى في كانون الأول/ديسمبر تقديم موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية إلى أبريل 2024، لكن الرئاسة أصرت على أن تقدم الهيئة التشريعية موعد الانتخابات لتنظم في تشرين الأول/أكتوبر 2023 على أمل تهدئة الوضع.
كما قرر البرلمان بعد ذلك في الثالث من شباط/فبراير منع أي نقاش بشأن إلى تقديم موعد الانتخابات العامة، مبررا ذلك بوجود خلل إجرائي.
التعليقات