ايلاف من لندن: أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بغداد الاربعاء الالتزام بحماية أمن واستقرار العراق وانهاء المعاناة الإنسانية لنازحيه.
وخلال اجتماع عقده الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في القصر الرئاسي ببغداد اليوم مع الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد فقد تم بحث "الجهود المتحققة لترسيخ الأمن والاستقرار في البلاد، وآليات عمل بعثة الأمم المتحدة في العراق، والدور الذي تضطلع به إلى جنب الجهود الوطنية ودور المنظمات والدول الصديقة في دعم النازحين والمهجرين.
وقد أكّد الرئيس رشيد تطلّع العراق إلى دعم المجتمع الدولي والتعاون والعمل المشترك للاستجابة إلى الاحتياجات الإنسانية للعوائل النازحة.
وأشار الى أن هناك آلاف العوائل النازحة تعيش أوضاعًا مأساوية ومعقدة جدا ونأمل بالتعاون مع الأمم المتحدة لحسم هذا الملف الإنساني بعودة النازحين إلى مناطق سكناهم وإعادة إعمار مدينة سنجار طبقا لاتفاقية سنجار كما نقل عنه بيان رئاسي تابعته "إيلاف".
معاناة العراق
وأوضح رشيد أن العراق يعد من أكثر البلدان تأثرا بالتغيرات المناخية حيث يعاني من شحة المياه والجفاف والتصحر مما انعكس سلبا على أوجه الحياة المختلفة، مشيرا إلى أن العراق يسعى للحصول على حصة مائية عادلة.
وفي هذا السياق أعرب الرئيس رشيد عن تقديره للأمين العام للأمم المتحدة على دعوته للحضور والمشاركة في مؤتمر المياه من أجل التنمية المستدامة في نيويورك في 22 من الشهر الحالي متمنياً للمؤتمر النجاح وأن يسهم في معالجة مشكلة شحة المياه.
وأبلغ رشيد عوتيروش أن البرنامج الحكومي الحالي للعراق يشمل ترسيخ الأمن والاستقرار، وكبح الفساد وإعادة إعمار البنى التحتية.. وبين أن هناك جهوداً مستمرة لإدامة الحوار بين الإقليم والحكومة الاتحادية، من أجل التفاهم ووضع الحلول الناجعة وكذلك العمل على الاتفاق لإقرار قانون النفط والغاز.
إنهاء معاناة النازحين
من جهته أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بما لمسه من حالة الاستقرار الأمني في البلاد وأكد أن الأمم المتحدة تقف إلى جانب العراق وتدعم كل المساعي والجهود لحماية أمنه واستقراره.. مشيراً إلى التزام المنظمة الدولية في تقديم الدعم للنازحين وإنهاء معاناتهم الإنسانية.
وعبّر السيد غوتيرش عن سعادته لمشاركة العراق في مؤتمر المياه في نيويورك، لافتاً إلى أن الظروف في العراق قد تغيرت الآن نحو الأفضل، ومشيراً إلى أن "العراقيين متحدون وبوحدتهم وتعاونهم يحولون دون التدخلات الأجنبية".
كما بحث الجانبان آخر المستجدات والتطورات السياسية والجهود المبذولة لتعزيز السلم والأمن على الصعيدين الإقليمي والعالمي إضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك.
توطيد المؤسسات في العراق
وعقب وصوله الى بغداد في وقت سابق اليوم أكد غوتيريش خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أنه واثق من أن العراقيين سيتغلبون على الصعوبات والتحديات التي يواجهونها من خلال حوار مفتوح وشامل.
وقال "هذه زيارة تضامن.. تضامن مع شعب العراق ومؤسساته الديمقراطية وتضامن يعني أن الأمم المتحدة ملتزمة التزاماً كاملاً بدعم توطيد المؤسسات في هذا البلد".
وشدد بالقول " لدي إعجاب كبير بالشعب العراقي لقد أتيحت لي الفرصة للقاء العراقيين المهجرين داخل البلاد عدة مرات وأشهد شجاعتهم كما أتيحت لي الفرصة لزيارة اللاجئين العراقيين في الأردن وسوريا حيث يمكن ان نرى كيف تمكنوا من العيش في تضامن مع بعضهم البعض، لمساعدة بعضهم البعض بروح، في رأيي، هي أفضل أمل لمستقبل البلاد". واعرب عن امله في مستقبل من السلام والازدهار للعراق مع مؤسسات ديمقراطية راسخة.
ومن جانبه عبر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين عن التطلع لإجراء لقاءات ومباحثات مكثفة مع الأمين العام حول تطورات الوضع السياسي في العراق والمنطقة والوضع العالمي.
وأضاف أن "هنالك تحديات كبيرة سواء تحديات وطنية أو إقليمية وعالمية ونحتاج إلى تبادل وجهات النظر وإلى دعم الأمين العام للأمم المتحدة لهذه التحديات".. مؤكداً أن "للأمين العام أفكاراً مهمة ونتطلع لسماع هذه الطروحات خاصة للوضع والأمن الإقليميين".
لقاءات مع قادة الإقليم
وسينتقل غوريتوش في وقت لاحق اليوم الى أربيل عاصمة إقليم كردستان الشمالي لاجراء مباحثات مع قادته ستركز على الدور السياسي للامم المتحدة ودعمها لللاجين والنازحين على أرضه والاطلاع على أوضاع مخيم الجدعة للنازحين في محافظة نينوى الشمالية.
وعادة ما يؤكد غوتيريش على التزام الأمم المتحدة التزاماً كاملاً بدعم العراق حكومة وشعباً.
ثاني زيارة لغوتيريش للعراق
وهذه هي الزيارة الثانية للأمين العام للأمم المتحدة الى العراق بعد زيارته الأولى في 30 آذار/مارس عام 2017 حيث بحث الأوضاع الإنسانية وجهود الإغاثة الدولية ومواجهة الإرهاب.
يشار الى أن للامم المتحدة في بغداد بعثة لمساعدة العراق (يونامي) وهي كيان تم انشاؤه بالاستناد إلىقرار مجلس الامن الدولي رقم 1500 في 14 آب/أغسطس عام 2003 .
وتمتلك البعثة التفويض الرسمي لعملها من خلال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ومن مهماتها تطبيق اتفاق العهد الدولي مع العراق ودعم البلاد سياسياً ومواجهة الازمات النتجة عن الحرب ضد الارهاب وتقديم الدعم الانساني للنازحين الذي تركوا مناطق سكناهم الاصلية بسبب هذه الحرب.
وتمتد علاقة العراق مع الأمم المتحدة إلى عام 1945 حيث كان واحدا من الدول المؤسسة للمنظمة عقب الحرب العالمية الثانية.
وقد أنشئت بعثة "يونامي" إثر سقوط النظام العراقي السابق ربيع عام 2003 حيث تقوم بولايتها بناء على موافقة الحكومة العراقية.
ومنذ ذلك الحين يجدد مجلس الأمن الدولي كل عام ولاية بعثة يونامي وصولاً إلى القرار 2631 في أيار مايوالماضي الذي جدد فيه مجلس الأمن ولاية البعثة حتى نهاية أيار من العام الحالي 2023.
وتتمتع بعثة "يونامي" بدور واسع في البلاد وفق قرار مجلس الأمن الدولي 2631 إذ نص على إعطاء الأولوية لتقديم المشورة والمساعدة للعراق - حكومة وشعباً- بشأن تعزيز الحوار السياسي والمصالحة على المستوى الوطني وعلى صعيد المجتمعات المحلية، فضلاً عن تقديم مزيد من الدعم والمشورة للحكومة العراقية وللمفوضية العليا المستقلة للانتخابات ومؤسسات العراق الأخرى في الجهود المبذولة لتعزيز الأعمال التحضيرية للانتخابات.
ويبدو من خلال نص قرار مجلس الأمن الدولي أن لبعثة يونامي سنداً قانونياً بلعب دور واسع في الوضع السياسي في العراق.
التعليقات