أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها عثرت على جزيئات من اليورانيوم خصبت إلى درجة 83.7 بالمئة، وهي درجة قريبة جداً من التخصيب اللازم لصناعة أسلحة نووية، في مفاعل فوردو النووي تحت الأرض في إيران.

وقالت الوكالة، في تقرير اطلعت عليه بي بي سي، إنها تناقش الأمر مع السلطات المعنية في طهران بهدف الحصول على "توضيح لهذا الأمر" من إيران.

وقالت الجمهورية الإسلامية إن وجود هذه الجزيئات ربما يكون نتيجة "تقلبات غير مقصودة" في مستويات تخصيب اليورانيوم.

وتصل درجة تخصيب اليورانيوم المعلنة في المفاعلات النووية الإيرانية إلى 60 بالمئة منذ عامين في خرق واضح للاتفاق النووي بين القوى العالمية وطهران الذي وقّع في 2015.

يعتزم المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي لقاء الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي السبت في طهران "لاستئناف الحوار"، وفق ما أفاد مصدر دبلوماسي فرانس برس الأربعاء.

وأضاف المصدر الأوروبي أنه في ظلّ تدهور التعاون، فإن غروسي "يريد أن تتاح له الفرصة لإعادة العلاقات على أعلى مستوى".

وذكرت وكالة فارس الإيرانية للأنباء أن رفايل غروسي "يصل إلى طهران الجمعة لعقد اجتماعات رفيعة المستوى مقررة السبت"، من دون الخوض في مزيد من التفاصيل.

البرنامج النووي الإيراني: مسؤول أوروبي يتحدث عن تقدم في المحادثات بين طهران وواشنطن

العقوبات على إيران: ستة مخططات تظهر مدى تأثيرها

وشهد الاتفاق النووي الإيراني، الذي استهدف منع إيران من تطوير أسلحة نووية، التزام طهران بالحد من نشاط برنامجها النووي والسماح للمفتشين الدوليين التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية بمراقبة أنشطة هذا البرنامج مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران.

وكاد الاتفاق ينهار بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة منه بشكل أحادي وإعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران عام 2018. في المقابل، صعدت إيران ضد قرار الإدارة الأمريكية بإعلانها عدم الالتزام بالقيود التي يفرضها عليها الاتفاق التاريخي.

وأبدت إدارة جو بايدن رغبتها في العودة إلى الاتفاق النووي إذا عادت إيران للالتزام ببنوده مرة ثانية، لكن المحادثات المباشرة التي انطلقت من فيينا، مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، توقفت لمدة عام.

واليورانيوم هو عنصر موجود في الطبيعية وقد يستخدم لأغراض تتعلق بالطاقة النووية إذا تعرّض لعملية التكرير أو التخصيب التي تحدث اعتماداً على أجهزة الطرد المركزي - وهي ماكينات تدور بسرعة تفوق سرعة الصوت - لفصل النظير المشع الأنسب للانشطار النووي، وهو العنصر U-235.

ويحتوي اليورانيوم الذي مرّ بعملية تخصيب منخفض على 3.5 بالمئة من العنصر U-235، ويمكن استخدامه في تصنيع الوقود النووي في محطات الطاقة النووية التجارية.

في المقابل، يستخدم اليورانيوم شديد التخصيب، الذي تصل درجة نقائه إلى 20 بالمئة وأكثر، في المفاعلات النووية البحثية. أما اليورانيوم الذي يستخدم في تطوير السلاح النووي فهو الذي يمرّ بتخصيب يوصله إلى درجة نقاء 90 بالمئة.

وبموجب الاتفاق النووي التاريخي، التزمت إيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة 3.67 بالمئة والتوقف عن تخصيبه في محطة فوردو لتخصيب الوقود.

لكن بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، استأنفت إيران التخصيب بنسبة 20 بالمئة في البداية، ثم بدأت تخصيب كميات أقل بنسبة 60 بالمئة - وهي من دون شك درجة تخصيب مرتفعة جداً مقارنة بما وصلت إليه طهران في وقت سابق.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها ربع السنوي عن موقف الدول الأعضاء حول الأنشطة النووية، إنها عثرت على جزيئات يورانيوم مخصبة بنسبة 83.7 بالمئة في عينات أخذت من مفاعل فوردو أواخر يناير/ كانون الثاني الماضي.

وقلل محمد إسلامي، رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، من شأن ما كشفته الوكالة الدولية، متوقعاً أن "ينتهي" هذا الأمر قريباً.

وقال إسلامي لوسائل إعلام الأربعاء إن الجزيئات التي عثر عليها صغيرة جداً بحيث "لا يمكن رؤيتها بالمجهر"، مؤكداً أن "الأهم هو حجم المنتج المخزن بعد التخصيب"، وفقاً لوكالة أنباء إيرنا الرسمية.

وتصر إيران على أن أنشطة برنامجها النووي سلمية، لكن خبراء يحذرون من أن خرقها المتكرر لبنود الاتفاق النووي التاريخي يختصر الوقت الذي تحتاجه للحصول على كميات من اليورانيوم المخصب تصلح لتطوير أسلحة نووية.

وقال كولين كاهل، مسؤول بارز في وزارة الدفاع الأمريكية، في جلسة استماع أمام لجنة في الكونغرس الثلاثاء الماضي إن ما يسمى "بوقت الاختراق اختصر من 12 شهراً إلى حوالي 12 يوماً"، في إشارة إلى خطر البرنامج النووي الإيراني.

وقال خبراء إن تطوير رؤوس صواريخ نووية قد يستغرق مدة تتراوح من سنة إلى سنتين.