إيلاف من لندن: كشف رئيس الوزراء العراقي الاثنين تفاصيل مباحثات سيجريها غداً لدى زيارته الى تركيا مؤكداً التطلع لتحويل العراق الى مركز تجاري دولي بين آسيا وأوروبا مشيراً الى انه سيناقش أمن الحدود والتعاون الاستخباري والاقتصادي.
وقال السوداني في تصريحات في بغداد اليوم قبيل زيارته إلى تركيا غدا
وأضاف أن زيارته الى تركيا تكتسب أهمية خاصة في هذا التوقيت تحديداً مع التطورات الإيجابية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على صعيد تعزيز التعاون بين دوله وحشد الجهود من أجل تحقيق التكامل الاقتصادي ودفعه قدماً، وحل الخلافات استناداً الى منهجية الحوار المتعقل الذي يغلب المصلحة ويعلى من شأن التعاون بين الجيران بغية تحقيق مصالح الشعوب .

مركز للتجارة العالمية
وأشار السوداني الى أنه سيركز في مباحثاته مع الجانب التركي على تعزيز العلاقات العراقية – التركية في جميع المجالات وخاصة المجال الاقتصادي "لاسيما ونحن نتطلع الى تنفيذ مشروعات اقتصادية طموحة في قطاعي الطاقة والنقل وتحويل العراق الى مركز للتجارة العالمية بين آسيا وأوروبا من خلال مشروع ميناء الفاو الكبير وما يرتبط به من مناطق اقتصادية وتجمعات سكنية ونقاط للجذب السياحي".
وقال "نتطلع من هذا المشروع العملاق الذي سيمتد على مساحة تزيد عن 20 ميلاً مربعاً، الى فتح الطريق أمام وثبة اقتصادية للعراق" .. موضحاً أنه "سيسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين العراق وجيرانه وعلى راسهم تركيا من ناحية وبلدان أوروبا وآسيا من ناحية أخرى".

مشروع الفاو الكبير
وعن مشروع ميناء الفاو الكبير في محافظة البصرة الجنوبية بين السوداني أنه سيشمل ممر القناة الجافة التي سيشكلها طريق سريع وخطاً للسكك الحديدية ويمر عبر الديوانية والنجف وكربلاء وبغداد والموصل ويمتد إلى الحدود التركية، ما يتيح الوصول إلى ميناء مرسين وأوروبا عبر اسطنبول".
وأضاف "سنناقش تفاصيل هذه المشروعات مع المسؤولين الأتراك في إطار مساعينا لتعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية مع تركيا التي وصل ميزان العراق التجاري معها الى نحو 20 مليار دولار تتمثل في واردات تركية من المنتجات الكيماوية، والبذور والحبوب والبقوليات، والمفروشات والأدوية والمستلزمات الطبية، وصادرات عراقية الى تركيا تتركز في النفط".

ضبط الحدود والملف المائي
وعن العلاقات الامنية العراية التركية أكد السوداني أن "ضبط الحدود سيحتل جانباً من المحادثات وكذلك التعاون المشترك بين العراق وتركيا خاصة في الجانب الاستخباري وتبادل المعلومات".
وفيما يخص الملف المائي وحصص بلاده المائية أشار رئيس الوزراء العراقي الى أن "مشكلة المياه ستحتل حيزا من المناقشات في أنقرة"، مثمنا "مساعي الجانب التركي في زيادة حصص المياه التي انطلقت من خلف السدود للعراق".
واضاف انه سيبحث ايضا في تركيا كيفية التعاون والتنسيق لضمان حصول العراق على احتياجاته من المياه التي تعد شريان حياة للتنمية والتوسع الزراعي.. لافتا الى "اننا سنؤكد على تضامننا الكامل مع جيراننا الأتراك في مصابهم الأليم بعد الزلزال الكبير واستمرار تقديمنا لكافة المساعدات التي يحتاجون اليها في هذا الوقت العصيب".

توقيت بالغ الأهمية
ووصف السوداني زيارته الى تركيا غداً اللاثاء بأنها " تأتي في توقيت بالغ الأهمية بالنسبة للمنطقة التي تنشد تعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي وحشد الجهود بما يصب في صالح التنمية الاقتصادية، وتتناغم هذه الجهود مع اولوياتنا الداخلية في العراق والتي نضع على رأسها محاربة الفساد ودفع عجلة التنمية الاقتصادية حتى يشعر المواطن العراقي بالأثر المأمول وبأسرع وقت ممكن".
وقال أن "مشاريع التعاون الاقتصادي التي ننشدها مع أنقرة ستسهم بشكل كبير في خلق فرص العمل في عديد من المحافظات العراقية وستسرع من وتيرة تحول العراق الى مركز تجاري يربط القارتين الأوروبية والاسيوية، وسيضع العراق بقوة على خريطة التجارة العالمية".
وأوضح أن العراق يضع "بالتوازي مع ذلك خططاً للتعاون مع تركيا لتعزيز قدراتنا الاقتصادية المشتركة وطبقاً لجداول زمنية للمشاريع ذات الأولوية، مع حرصنا على تنويع مصادر الطاقة والاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة لخدمة الطموحات التنموية".

انخراط اقتصادي مع الجوار والمنطقة
وبين السوداني أن "المستقبل القريب سيشهد انخراطاً اقتصادياً أكبر مع تركيا ومع كل جيراننا ومنطقتنا لأن هذا الانخراط والتعاون المشترك هو السبيل الوحيد لتجاوز تبعات الأزمات العالمية والتحديات التي تفرضها علينا في هذا التوقيت الحساس".. مشيراً الى أنه قد أكد على ذلك سواء خلال قمة بغداد الثانية التي عقدت في الأردن مؤخراً أو عبر الزيارات التي قام بها مؤخراً الى الإمارات ومصر.
وأكد أن "نهج العراق في الفترة الحالية والمستقبلية واضح لا تخطئه عين وهو يعتمد على تعزيز التعاون مع الأشقاء والجيران على الأصعدة السياسية والتجارية والاقتصادية بهدف توثيق التعاون ودفع جهودنا في الداخل العراقي لتحقيق أولوياتنا المعلنة والتي لن نحيد عنها في محاولة صادقة لتغيير واقع المواطن العراقي وتوفير احتياجاته وتغليب مصلحة العراق ومصلحته على كل مصلحة وسط جو من التعاون والحوار البناء مع دول الجوار والأشقاء في المحيط العربي .