إيلاف من الرباط: توفي، الأحد، بأحد مصحات باريس الفرنسية، بعد صراع مع المرض، عبد الواحد الراضي، الكاتب الأول( الامين العام ) السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ورئيس مجلس النواب سابقا، وذلك عن عمر يناهز 88 سنة.

وتفاعل أعضاء في حزب الراحل ووزراء في الحكومة وفاعلون سياسيون مع خبر رحيل الراضي. وكتب الصحافي لحسن لعسيبي: "وداعا الأخ عبد الواحد الراضي. رحمه الله رحمة واسعة. توفي منذ لحظات بباريس. هرم مغربي يغادر". فيما كتب المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل بالحكومة المغربية: "ببالغ الأسى والحزن، تلقيت نبأ وفاة رجل من رجالات الوطن، الأستاذ عبد الواحد الراضي رحمه الله، النائب البرلماني والوزير السابق والكاتب الأول السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. برحيل الأستاذ عبد الواحد الراضي، خسرت بلادنا رجلا وطنيا صادقا كان رحمه الله يتحلى بأخلاق فاضلة، ووطنية صادقة، ومن إخلاص وتفان في خدمة وطنه في مختلف المناصب السامية التي تقلدها سواء كوزير أو رئيس مجلس النواب أو نائب برلماني وقيادي سياسي وطني كما ظل طيلة هذه السنوات مثالا للاستقامة والنزاهة والتواضع، وللوفاء المكين للعرش العلوي المجيد، وثوابت الأمة ومقدساتها. تعازي الحارة للعائلة الصغيرة والكبيرة للأستاذ عبد الواحد الراضي، وللعائلة الاتحادية الكبيرة. رحم الله الأستاذ عبد الواحد الراضي وألهم سائر أهله وأصدقائي وذويه جميل الصبر وحسن العزاء".

ولد الراضي، الذي راكم مسارا سياسيا ونقابيا وجامعيا مهما، بمدينة سلا، سنة 1935، وتابع بها دراسته الابتدائية، قبل أن يحصل بالرباط على شهادة الباكالوريا( الثانوية العامة)، ويلتحق بجامعة السوربون بباريس لمتابعة دراسته الجامعية.

ويعد الراضي هو من مؤسسي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية سنة 1959، كما ساهم سنتي 1955 و1956 في تأسيس عدد من الجمعيات التربوية والثقافية والمنظمات النقابية، كحركة الطفولة الشعبية والجمعية المغربية لتربية الشبيبة والاتحاد الوطني لطلبة المغرب. وساهم مع المهدي بن بركة في الإعداد والإشراف على بناء طريق الوحدة في بداية مرحلة استقلال المغرب. وانتخب بين 1958 و1960 كاتبا عاما لفيدرالية الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بفرنسا، حيث كان يتابع دراسته العليا. كما كان من مؤسسي ومسؤولي كونفدرالية طلبة شمال إفريقيا. وانتخب عضوا في المجلس الوطني للاتحاد الوطني للقوات الشعبية سنة 1962، ثم عضوا في لجنته الإدارية عام 1967.

وانتخب الراضي عضوا في المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية منذ 1989. وفي سنة 2003، انتخب نائبا للكاتب الأول للحزب، ثم كاتبا أول للحزب خلال مؤتمره الوطني الثامن سنة 2008.

وفضلا عن مساره السياسي والنقابي، اشتغل الراحل أستاذا لعلم النفس الاجتماعي بجامعة محمد الخامس بالرباط، وتولّى مهمة الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي من 1968 إلى 1974، وهي نفس الفترة التي ترأس خلالها شعبة الفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية.

وللراضي مسار طويل على مستوى العمل البرلماني، حيث انتخب منذ 1963 نائبا برلمانيا، وأعيد انتخابه عضوا في مجلس النواب خلال الولايات التشريعية 1977 – 1984 و1984 – 1993 و1993 – 1997 و1997 – 2002 و2002 – 2007 و2007 – 2021.

كما تولّى خلال الولاية التشريعية 1963 - 1964 رئاسة لجنة الوظيفة العمومية والإصلاح الإداري ومهمة نائب رئيس الفريق الاتحادي بمجلس النواب.

وانتخب سنة 1993 نائبا أول لرئيس مجلس النواب، ثم رئيسا للمجلس خلال الولايتين التشريعيتين 1997 – 2002 و 2002 – 2007.

وعلى مستوى الخارجي، عين سنة 1984 أمينا عاما للاتحاد العربي الإفريقي، الذي كان يضم المغرب والجماهيرية الليبية. وانتخب في أكتوبر 1998 رئيسا مشاركا للمنتدى البرلماني الأورو- متوسطي إلى جانب رؤساء البرلمان الأوروبي المتوالين خلال الفترة من 1998 إلى مارس 2004، تاريخ تحويل المنتدى إلى جمعية برلمانية أورو متوسطية وكان أحد مؤسسيها البارزين.

كما تولى الراضي رئاسة مجلس الشورى لاتحاد المغرب العربي من سبتمبر 2001 إلى مارس 2003، واتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي من 2001 إلى 2004.

وعلى مستوى المسؤوليات الحكومية، عينه الملك الراحل الحسن الثاني وزيرا للتعاون عام 1983. كما عينه الملك محمد السادس وزيرا للعدل في 2007.