إيلاف من لندن: فيما تم الإعلان الثلاثاء عن انتهاء عمليات التنقيب عن 40 مقبرة جماعية لضحايا داعش في العراق فقد بدأ برنامج أممي لتأهيل الناجيات الايزيديات على تجاوز الصدمات النفسية والاجتماعية.
وقالت بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق في بيان تلقته "إيلاف" أن المديرية العامة لشؤون الناجيات وثماني منظمات غير حكومية من كردستان ومحافظة نينوى وقعوا اتفاقية تعاون لإنشاء وتفعيل نظام إحالة رسمي يمكِّن المستفيدين من قانون الناجيات الأيزيديات – وهم الأفراد الذين نجوا من الإبادة الجماعية على يد داعش – من تلقي الإحالات لخدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في مناطق إقامتهم.
وبموجب الاتفاقية، سيقوم موظفو المديرية بإحالة الناجين والناجيات والمتابعة مع هذه المنظمات التي تتم إحالتهم اليها تلك التي التزمت بتقديم الخدمات المتعلقة بالصحة النفسية وفقًا لقدرات كل منها.

توزيع أول مرتب للناجيات
وقال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق جيورجي جيغاوري "يُظهر العراق للعالم كيف يجب ان يبدو الالتزام بالعدالة الانتقالية – بدءاً بإقرار قانون الناجيات الايزيديات في آذار/مارس عام 2021 وإنشاء المديرية العامة لشؤون الناجيات ثم مع افتتاح عملية التسجيل في أيلول سبتمبر الماضي لكي يبدأ الناجون والناجيات في تلقي التعويضات.
وأكد أنه قد تم في هذا الشهر التوزيع الأول للرواتب الشهرية الموعودة للناجين والناجيات بموجب قانون الناجيات الأيزيديات؛ والآن تم تفعيل نظام الإحالة للصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي.

إعادة التأهيل
وأوضح أن الهدف من نظام الإحالة للصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي للمديرية هو سد الفجوة المؤسسية في خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي المتاحة للناجين في العراق أثناء خضوعهم لإعادة التأهيل في أعقاب الإبادة الجماعية؛ في الواقع.
وشدد على إن الحاجة إلى مثل هذه الخدمات والرعاية للناجين والناجيات من الإبادة الجماعية هائلة وملحة، إلا أن منشآت ومؤسسات ومصادر الدولة لتوفير الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي تكاد تكون معدومة، حيث تعمل المنظمات المحلية والدولية كمقدمين رئيسيين لهذه الخدمات للناجين والناجيات.

إعادة بناء الحياة
وقالت خولة أحدى الناجيات الإيزيديات وعضو في شبكة أصوات الناجيات "لم ير العديد من الناجين والناجيات الذين فروا من داعش في عام 2014 أي من مقدمي خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي على الإطلاق ولذلك فأنه من المهم جدًا أن يعرف الناجون والناجيات أن هناك أشخاصًا يفكرون بهم، وهناك أشخاص يدعمونهم لإعادة بناء حياتهم.
وأكدت أنه من المهم أن "تستمر خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي لأن العديد من الناجين والناجيات يحتاجون إلى دعم الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي لفترة طويلة للتغلب على الصدمات والشفاء وإعادة بناء حياتهم ".

خدمات صحية ونفسية واجتماعية
وستساعد المنظمة الدولية للهجرة في العراق على تعزيز نظام الإحالة على مدار هذا العام من خلال بناء القدرات والدعم العيني والتمويل و بالتوازي مع ذلك، ستبدأ المديرية العمل لبناء منشأة متخصصة بالصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي للمستفيدين من قانون الناجيات الأيزيديات بالتعاون مع وزارة الصحة.
ومن جانبه قال السفير البريطاني في العراق، مارك برايسون ريتشاردسون "تواصل المملكة المتحدة الدفاع عن حقوق الناجين وتظل مدافعة قوية عن تنفيذ قانون الناجيات الأيزيديات.
يشار الى أن قانون الناجيات الأيزيديات يمثل إطارًا مؤسسيًا رئيسيًا للتصدي لما خلفته جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها داعش ضد الأيزيديين والشبك والتركمان والمسيحيين، وينص أيضًا على مجموعة متنوعة من الحقوق والمزايا - بما في ذلك الراتب الشهري ودعم إعادة التأهيل وقطعة أرض - للنساء و الفتيات اللواتي نجين من العنف الجنسي المرتبط بالنزاع والأطفال الذين نجوا من الاختطاف على أيدي داعش.

40 مقبرة جماعية لضحايا داعش
ومن جهتها أنهت السلطات العراقية، وبدعم من فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش (يونيتاد)، أعمال التنقيب في 40 مقبرة جماعية والتي أُجريت في عددٍ من مواقع المقابر الجماعية في محيط همدان بالقرب من قضاء سنجار الشمالي موطن الايزيديين.


عمليات التنقيب عن المقابر الجماعية للأيزيديين في شمال العراق (يونيتاد)

وجرت أعمال التنقيب بقيادة دائرة شؤون وحماية المقابر الجماعية بالتعاون مع دائرة الطب العدلي بما يتماشى والإستراتيجية الوطنية لأعمال التنقيب في المقابر الجماعية، وقانون حماية المقابر الجماعية العراقي كما قالت منظمة يونيتاد في تقرير تسلمت "ايلاف" نصه.
وقام فريق التحقيق (يونيتاد) بتقديم الدعم لأعمال التنقيب بما في ذلك الدّعم المادي، والتقني، والدّعم المقدّم من الخُبراء، فضلاً عن توفير بعض المعدّات الضرورية.
وتُعدّ أعمال التنقيب والتحقيق في المقابر الجماعية أحد العناصر المهمة في تعزيز الجهود المبذولة لمحاسبة أعضاء تنظيم داعش عن الفظائع التي ارتُكبِت بحقّ المجتمع الأيزيدي في سنجار.

نقل الرفات وتكريم الضحايا
وقد جرى نقل الرفات المُستخرجة من تلك المقابر إلى دائرة الطب العدليّ في بغداد من أجل تحديد هوية الرُفات ليتسنى تسليمها للأقارب، وتكّريم الضحايا بما يليق بهم من مراسم دفنٍ وفقًا لتقاليدهم الثقافية والدينية.
وأكد المستشار الخاص ورئيس فريق التحقيق (يونيتاد)، كريستيان ريتشر أن" فريق التحقيق (يونيتاد) سيواصلُ تقديم الدّعم للجهود العراقية المبذولة في أعمال التنقيب في المقابر الجماعية لضحايا تنظيم داعش.
كما أشار ضياء كريم طعمة مديرعام دائرة شؤون وحماية المقابر الجماعية الى انه "قد جرت العادة على أن تضع الدائرة وبالتشاور مع كل الشركاء خطه سنويه لأعمال التنقيب وتاتي هذه النشاطات كخطوه أولى لهذه الخطه التي تتضمن فتح وتنقيب مواقع كثيره وفي محافظات متعدده."
يشار الى أنه سيجري تحديد هوية الرفات المُستخرجة وفقاً للمعايير الدولية، وباستخدام التكنولوجيا المتقدمة، بما في ذلك استخدام نظام إدارة المعلومات المختبرية(LIMS) الذي وفّره فريق التحقيق (يونيتاد) لدعم دائرة الطب العدلي في جهودها الرامية إلى إنشاء نظامٍ علميٍّ رصين لتحديد هوية الرفات المُستخرجة من المقابر الجماعية لضحايا تنظيم داعش في جميع أنحاء العراق.
وقدم فريق التحقيق (يونيتاد) الدعم لأعمال التنقيب التي أُجريت في أكثر من 40 مقبرةٍ جماعيةٍ لضحايا تنظيم داعش حتى الآن.