بودغوريتسا (مونتينيغرو): سيختار سكان مونتينيغرو أو الجبل الأسود رئيس دولتهم الأحد في دورة ثانية من الانتخابات الرئاسية يتنافس فيها الحديث العهد ياكوف ميلاتوفيتش والرئيس المنتهية ولايته ميلو ديوكانوفيتش المخضرم في السياسة في هذه الدولة الصغيرة الواقعة في منطقة البلقان.

وستكون نتائج الاقتراع حاسمة لتوازن القوى في هذا البلد الواقع على البحر الأدرياتيكي مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المبكرة في 11 حزيران/يونيو.

وتشهد البلاد حالة جمود منذ إطاحة الحكومة في آب/أغسطس الماضي. وقد أصبحت حكومة تصريف أعمال منذ ذلك الحين.

وسيجري التصويت من الساعة السابعة (05,00 ت غ) إلى الساعة 20,00 (18,00 ت غ). ومن المتوقع إعلان نتائج غير رسمية في المساء.

وفي الدورة الأولى التي جرت قبل أسبوعين، فاز ميلو ديوكانوفيتش الذي يهيمن على البلاد منذ ثلاثة عقود ب35,4 بالمئة من الأصوات مقابل 28,9 بالمئة لياكوف ميلاتوفيتش.

ولا تنظم استطلاعات للرأي في مونتينيغرو. لكن محللين يعتقدون أن الاقتصادي البالغ من العمر 36 عامًا لديه فرصة للفوز لأن لديه احتياطيا من الأصوات أكبر من خصمه. يمكنه أيضًا الاعتماد على الناخبين المتحمسين للتغيير والذين لم يعودوا يريدون ميلو ديوكانوفيتش (61 عامًا) وحزبه "الحزب الديموقراطي للاشتراكيين".

قالت المهندسة ميلينا سيكوليتش (31 عاما) لوكالة فرانس برس "لا يناسبني أي مرشح لكنني أعتقد أن الشخص الذي ما زال في المنصب منذ ثلاثين عاما مضى تاريخ انتهاء صلاحيته".

من جهته، قال الصحافي دراغان فوياتشيتش: "حان الوقت ليعطي المواطنون فرصة للشباب الذين يتمتعون بروح أكثر حداثة ولديهم رؤية".

وواجه الحزب الديموقراطي التقدمي هزيمة تاريخية في الانتخابات التشريعية في 2020. ومنذ ذلك الحين انتقلت هذه الجمهورية اليوغوسلافية السابقة من أزمة سياسية إلى أخرى وشهدت سقوط حكومتين.

وتولى ميلو ديوكانوفيتش المنصب وهو في التاسعة والعشرين من عمره بدعم من رجل بلغراد القوي سلوبودان ميلوسيفيتش. ولكن عندما أصبحت صربيا منبوذة على الساحة الدولية، تمكن من الابتعاد عنها.

وقد عزز تقاربه مع الغرب وانفصل عن بلغراد وحصل على استقلال الجبل الأسود في استفتاء 2006.

وبرعاية ميلو ديوكانوفيتش وحزبه، انضم بلده إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) وترشح للاتحاد الأوروبي وخرج من دائرة النفوذ الروسي.

ويتهمه معارضوه بفساد معمم وصلات مع الجريمة المنظمة وهذا ما ينفيه بشدة.

وصرح الطبيب ملادين فوكوفيتش الذي يعمل في العاصمة بودغوريتسا "هناك رجل موجود في السلطة منذ ثلاثين عاما ويشكل تجسيدا للديكتاتورية واساء استخدام السلطة وجعل الفساد ممكنا وسمح للجريمة بالازدهار".

قاد ميلو ديوكانوفيتش حملة انتخابية ركز فيها على التشكيك في صدق منافسه وحركته "أوروبا الآن" بشأن الانتماء الأوروبي واتهمه بالضعف في مواجهة التدخل الصربي.

وقال الخبير الاقتصادي زوريكا (39 عاما) الذي رفض كشف اسم عائلته، لفرانس برس ان ياكوف ميلاتوفيتش "طموح جدا وفتي جدا ولا اعتقد ان لديه المهارة السياسية لمقاومة تأثير بلغراد والكنيسة الارثوذكسية الصربية".

ولسنوات، سعى ميلو ديوكانوفيتش إلى الحد من نفوذ صربيا وتوطيد هوية وطنية منفصلة للجبل الأسود. وهذه مهمة ليست سهلة في بلد يُعرِّف فيه ثلث سكانه البالغ عددهم 620 ألف نسمة، عن أنفسهم بأنهم صرب.

وفي الأيام الأخيرة من الحملة، سعى إلى جذب الأقليات والمغتربين.

دخل ياكوف ميلاتوفيتش العضو السابق في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، على الساحة السياسية عند توليه منصب وزير التنمية الاقتصادية في أول حكومة شكلت بعد الانتخابات التشريعية في 2020.

ووصف البعض ميلاتوفيتش بأنه شعبوي. لكن هذا الأب لثلاثة أولاد أصبح موضع تقدير خاص من خلال فرض برنامج اقتصادي مثير للجدل سمح بزيادة الحد الأدنى للأجور بمقدار الضعف تقريبا ليبلغ 450 يورو.

ويرى عدد من الناخبين أن هذه الانتخابات يجب أن تؤدي إلى ظروف اقتصادية أفضل في مونتينيغرو التي تعاني مثل بقية دول البلقان، من هجرة شبابها.

وفي كل الأحوال، يتمتع الرئيس بدور تمثيلي بينما يمتلك رئيس الوزراء الصلاحيات الرئيسية في السلطة.